تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وفي رواية للبخاري: " كانوا يصومون عاشوراء قبل أن يفرض رمضان، وكان يوماً تستر فيه الكعبة .. ".

أخرجه البخاري (4/ 102) (ح1893)، و (4/ 244) (ح2002)، و (3/ 454) (ح1592)، ومسلم (1125)، وأبو داود (2/ 326) (ح2442)، والترمذي (2/ 118)، (ح753)، والدارمي (1/ 449) (ح1712)، ومالك في " الموطأ " (1/ 229)، وأحمد (6/ 162، 244)، وابن حبان (8/ 385) (ح3621)، والبيهقي (4/ 288)، والبغوي في " شرح السنة " (1702).

والغريب في هذه الاحاديث الواردة عن اسباب صوم النبي يوم عاشوراء وحث المسلمون على ضرورة صيامه، الى درجة ان بعث الى قرى الانصار حول المدينة من يأمر المسلمين ويحثهم على صيام هذا اليوم كما ورد في حديث الربيع بنت معوذ السابق، وحثه لمن هم في المدينة بصومه والامساك بقية اليوم لمن افطر ذلك اليوم كما جاء في حديث مسلمة بن الاكوع، الا اننا لم نرى سبباً وجيهاً يدعوا لكل هذا الحرص وحث الناس على صيامه والامساك لمن افطر.

بل ان سبب صيامه لم يثبت بشكل قاطع، فتارة يؤكد انه من ايام الجاهلية ومن صيام الجاهلية وان قريش والعرب في الجاهلية كانت تصومه وصامه النبي معهم ومن ثم امر بصيامه لما قدم المدينة، واخرى لم يكن يعلم بصيام حتى قدم المدينة ورأى اليهود تصومه وصامه لنفس السبب التي تصومه اليهود.

اشكالات صيام عاشوراء:

اولاً: انه من صيام الجاهلية ومن ايامها وهو عادة جاهلية، تزامنت مع ستر الكعبة كل عام، فلماذا يهتم بتقديس افعال الجاهلية، التي في اساسها تتقرب الى الاصنام التي فوق الكعبة.

وقد يرد البعض على ذلك بقوله: شرع من قبلنا شرع لنا ما لم يخالفه شرعنا.

ويمكن الرد عليه بقول ان ذلك يمكن الاخذ به في حال من كان قبلنا هم اتباع رسالات سابقة اصحاب اديان سماوية، وليس كما هو الحال لدى العرب الذين لم يأتيهم من قبل نذير، فلو كان اخذ من اليهود او من النصارى فيمكن القبول به.

ثانياً: ان النبي قدم المدينة المنورة في شهر ربيع الاول وليس في شهر محرم، وهذا ثابت لدى الجميع ولا يشك فيه احد من المسلمين، وكما يقول الباحث والفلكي الكويتي المعروف الدكتور صالح العجيري، انه توصل بالحساب الفلكي الموثوق الى ان هجرة المصطفى محمد كانت يوم الاثنين 8 ربيع الاول سنة 1 هجرية المصادف 20 سبتمبر سنة 622 ميلادية وان ذلك يوافق 10 شهر تشري سنة 4383 عبرية وهو يوم صوم الكيبور «عاشوراء اليهود» العاشر من الشهر الاول من السنة عندهم.

وقد يرد البعض على هذا ان النبي لما قدم المدينة وجدهم يصومون يوم عاشوراء فليس فيه أن يوم قدومه وجدهم يصومونه فإنه إنما قدم يوم الاثنين في ربيع الأول ثاني عشرة ولكن أول علمه بذلك بوقوع القصة في العام الثاني الذي كان بعد قدومه المدينة ولم يكن وهو بمكة هذا إن كان حساب أهل الكتاب في صومه بالأشهر الهلالية وإن كان بالشمسية زال الإشكال بالكلية ويكون اليوم الذي نجى الله فيه موسى هو يوم عاشوراء من أول المحرم فضبطه أهل الكتاب بالشهور الشمسية فوافق ذلك مقدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة في ربيع الأول وصوم أهل الكتاب إنما هو بحساب سير الشمس وصوم المسلمين إنما هو بالشهر الهلالي وكذلك حجهم وجميع ما تعتبر له الأشهر من واجب أو مستحب فقال النبي (نحن أحق بموسى منكم).

ولكن هذا الرد ينقصه الشيء الكثير حتى يمكن الاعتماد عليه بثبوت صيام النبي ليوم عاشوراء كون اليهود يصومونه، وذلك لأسباب منها:

1 - ان اليهود تصوم بالحسابات الفلكية الشمسية بحسب ما جاء في الرد، فكيف علم النبي بان ذلك اليوم (العاشر من الشهر الاول في السنة العبرية شهر تشري كما يقول العجيري) يصادف يوم العاشر من محرم الحرام؟ واذا كان العلم بذلك اتاه من الله تعالى، نقول كان الاولى ان يأتيه العلم من الله تعالى عن سبب صوم اليهود لهذا اليوم قبل ان يراهم صيام، بل الاولى ان يعلم بذلك قبل ان يسألهم عن سبب الصيام، حتى لا يظهر امام اليهود الذين هم ناكرون لنبوته بعدم العلم بمنهم قبله من الانبياء الذين ارسلوا من قبل الله تعالى كما ارسل النبي.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير