تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

7 - انظر: النحو الوافي عباس حسن 1/ 281، وقال الشيخ مصطفى الغلاييني في كتابه "جامع الدروس العربية" 20/ 1: (اسمُ الجنسِ هو الذي لا يختصُّ بواحد دون آخرَ من أفراد جنسه كرجل وامرأة ودار وكتاب وحصان).

8 - فتح الباري - ابن حجر - (11/ 443).

9 - المصدر السابق.

ـ[صلاح الزيات]ــــــــ[03 - 11 - 10, 06:37 ص]ـ

الحديث الثالث:

(حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إِنَّ مِنْ الشَّجَرِ شَجَرَةً لَا يَسْقُطُ وَرَقُهَا وَإِنَّهَا مَثَلُ الْمُسْلِمِ فَحَدِّثُونِي مَا هِيَ فَوَقَعَ النَّاسُ فِي شَجَرِ الْبَوَادِي قَالَ عَبْدُ اللَّهِ وَوَقَعَ فِي نَفْسِي أَنَّهَا النَّخْلَةُ فَاسْتَحْيَيْتُ ثُمَّ قَالُوا حَدِّثْنَا مَا هِيَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ هِيَ النَّخْلَةُ) (1).

لقد عنون "ابن قرناس" على هذا الحديث بقوله: (أحاجي وألغاز) كذا، ثم علق عليه قائلاً: (فما الفائدة العلمية أو التشريعية المرجوة من إدراج مثل هذه الحكاية؟ وأين هي العلاقة بين هذا الحديث ودين الله وتشريعاته التي لا مجال فيها للأحاجي والألغاز .. ) (2).

وكما هي عادة "ابن قرناس" أنه يسوق الحديث النبوي؛ ثم يمطره بوابل من الأسئلة التي لا يضيف بها فائدة ولا يحكي من خلالها علماً، وإنما هي في حقيقتها: مجرَّدُ حكايةٍ منه لِجَهْلِ نفسِهِ، وأنت تراه هنا يسلك ذات السبيل فيقول: (ما الفائدة .. )، و (أين هي العلاقة .. ) .. هكذا يرسل الإشكالات دون أنْ يُكلِّفَ نفسَهُ بـ: "بيان" هذه الفائدة التي يسأل عنها أو حتى "دحضها"، و لا حاول "إيجاد" تلك العلاقة التي يستفسر عنها أو حتى "إبطالها"، وإنما أراح نفسه واتكأ على "كيف" و"أين" و"لماذا"، وليست هذه الطريقة من العلم في شيء، وكلُّ أحدٍ يستطيع أنْ يستشكل على هذا النحو على الحديث النبوي وعلى القرآن الكريم أيضاً، ولكن ليس كلُّ أحد يُهْدَى لشرح دلالتهما، وتوضيح مراد الله ورسوله منهما على الوجه الصحيح.

والذي يقال جواباً على ما أورده الكاتب: أنَّ هذا الحديث خبرٌ عن كلام دار في مجلس كان فيه النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وأصحابه الكرام رضي الله عنهم، وأنّ النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - سأل أصحابه هذا السؤال اللطيف: (إن من الشجر شجرة لا يسقط ورقها، وإنها مثل المسلم فحدثوني ما هي)؟، وفي طرح النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - مثل هذه الأسئلة على أصحابه ملاطفة لهم، وفيه تنبيه إلى العلاقة الرابطة بين المسلم وبين هذه الشجرة "النخلة" وهي: عموم النفع وعظم البركة، مع كونها من أساليب التعليم واختبار حضور الذهن، وقد نصَّت على مثل هذه الطرائق التعليمية الدراساتُ التربوية الحديثة، ولذا فقد ساقه البخاري في أحد المواضع من كتاب "العلم" في صحيحه؛ و ترجم عليه بـ: (بَاب طَرْحِ الْإِمَامِ الْمَسْأَلَةَ عَلَى أَصْحَابِهِ لِيَخْتَبِرَ مَا عِنْدَهُمْ مِنْ الْعِلْمِ) (3).

وأيضاً فإنّ الإمام البخاري ساق هذا الحديث الشريف للاستدلال به على مسألة اصطلاحية في علوم الرواية، وهي: هل قول المحدث عند الرواية "حدثنا" كقوله "أخبرنا"؛ أم أنّ بينهما فرقاً من جهة ثبوت اتصال الرواية بين المحدث وشيخه الذي يروي عنه؟، ولذلك فقد أخرج البخاري هذا الحديث في موضع آخر من صحيحه تحت باب: (بَاب قَوْلِ الْمُحَدِّثِ حَدَّثَنَا أوْ أَخْبَرَنَا وَأَنْبَأَنَا) (4).

يقول الحافظ ابن بطال –مبيّناً هذه المسألة الكبيرة التي أشار لها البخاري بسطر واحد-: (اختلف العلماء في هذا الباب، فروى ابن وهب عن مالك أن "حدثنا" و"أخبرنا" سواء، وهو قول الكوفيين، وذهبت طائفة إلى الفرق بينهما، وقالوا: "حدثنا" لا يكون إلا مشافهة، و"أخبرنا" قد يكون مشافهةً وكتابًا وتبليغًا) (5).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير