ـ[صلاح الزيات]ــــــــ[11 - 11 - 10, 01:16 ص]ـ
أخي: (حفيظ التلمساني السلفي) سلمت وسلم الله قلبك ..
قصدك واضح وصحيح بارك الله فيك ورفع قدرك ..
وسلامك يصل إن شاء الله تعالى.
ـ[صلاح الزيات]ــــــــ[11 - 11 - 10, 01:56 ص]ـ
الحديث الرابع:
(حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ غُرَيْرٍ الزُّهْرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ صَالِحٍ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ حَدَّثَهُ أَنَّ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ أَخْبَرَهُ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ تَمَارَى هُوَ وَالْحُرُّ بْنُ قَيْسِ بْنِ حِصْنٍ الْفَزَارِيُّ فِي صَاحِبِ مُوسَى قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ هُوَ خَضِرٌ فَمَرَّ بِهِمَا أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ فَدَعَاهُ ابْنُ عَبَّاسٍ فَقَالَ إِنِّي تَمَارَيْتُ أَنَا وَصَاحِبِي هَذَا فِي صَاحِبِ مُوسَى الَّذِي سَأَلَ مُوسَى السَّبِيلَ إِلَى لُقِيِّهِ هَلْ سَمِعْتَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَذْكُرُ شَأْنَهُ قَالَ نَعَمْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ بَيْنَمَا مُوسَى فِي مَلإٍ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ جَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ هَلْ تَعْلَمُ أَحَدًا أَعْلَمَ مِنْكَ قَالَ مُوسَى لا .. ) (1) الحديث.
في البداية شرع الكاتب يستدل على أنَّ القصة التي تناظر فيها ابن عباس 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - مع الحرِّ بن قيس إنما وقعت متأخرة حال شهرة ابن عباس 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - وكبره (2)، ليخلص من هذا المقدمة إلى أنَّ المناظرة في خبر موسى -عليه السلام- مع صاحبه وقعت بعد وفاة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، إذاً فليس هو نقلٌ عن خبر الوحي وإنما هو رجم بالغيب وتخرُّص، وعليه فتسمية صاحب موسى -عليه السلام- "خضراً" كذبٌ!.
يقول "ابن قرناس" في هذا: (مناسبة الحديث هي أن ابن عباس تمارى مع رجل اسمه الحرّ بن قيس –أي كان بينهما اختلاف أو رهان- حول اسم صاحب موسى الذي ذكر في سورة الكهف، وكان هذا رجماً بالغيب بعد موت رسول الله، لأن شهرة ابن عباس ومجالسه التي يجتمع فيها الناس لم تظهر إلا في عهد عليّ بن أبي طالب وما بعده) (3).
ولذا فقد عقَّب على هذه المقدِّمة التي ألمح إليها بقوله: (وقصص الأمم السابقة إذا لم ينزل بها قرآن على الرسول فهي من أنباء الغيب التي لا يعلمها، ولذا فالرسول لم يعلم اسم صاحب موسى .. ) (4).
فأما قوله: (لأن شهرة ابن عباس ومجالسه التي يجتمع فيها الناس لم تظهر إلا في عهد عليّ بن أبي طالب وما بعده)، فهي مقدمة غير مسلمة، وهي تفيد أن ابن عباس1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - إنما اشتهر وعمره 37 سنة على أقل تقدير، وذلك أن علي بن أبي طالب 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - تولى الخلافة آخر سنة 35هـ، وابن عباس 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - ولد قبل الهجرة بثلاث سنوات (5)، فيكون عمره عند تولي علي بن أبي طالب 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - الخلافة قرابة 37 عاماً.
وهذا التقدير للسنّ التي اشتهر فيها ابن عباس 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - بعيد –والعلم عند الله تعالى-، فإنه قد عرف بالعلم واشتهر به قبل هذا التاريخ بكثير في حياة عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان -رضي الله عنهما-، وما قصة إدناء عمر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - له وسؤاله بحضرة كبار أصحاب النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - عن تفسير سورة النصر عنا ببعيدة، وهي دالّة على ظهور نبوغه مبكراً قبل أنْ يتمّ العشرين من عمره، أو بعدها بقليل.
وكذلك قصة كراهيته لتسارع الناس في حفظ القرآن في مجلس عمر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -، وانتهار عمر له 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -، وفيها يقول ابن عباس 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -: (فاضطجعت على فراشي .. فبينا أنا على ذلك، قيل لي: أجب أمير المؤمنين؛ فخرجت فإذا هو قائم على الباب ينتظرني، فأخذ بيدي، ثم خلا بي، فقال: ما الذي كرهت مما قال الرجل آنفا؟ قلت: يا أمير المؤمنين، إن كنت أسأت، فأني أستغفر الله، وأتوب إليه، وأنزل حيث أحببت، قال: لتخبرني، قلت: متى ما يسارعوا هذه المسارعة، يَحْتَقُّوا، ومتى ما يَحْتَقُّوا يختصموا، ومتى ما اختصموا يختلفوا، ومتى ما يختلفوا يقتتلوا، قال: لله أبوك، لقد كنت أكتمها الناس حتى جئت بها) (6).
¥