تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ومن القوادح في الخبر المذكور, كون الرسول صلى الله عليه وسلم لما سئل عن أول شيء أنبا عن عظيم شأنه أجاب من سأله أنه ثلاثة أمور منها رؤيا من ليس بمعصوم فلو كان الخبر المذكور صحيحا كما روى لكان بالذكر أحرى من رؤيا من ليس بمعصوم, فقد روى الإمام أحمد من طريقين حسنتين إحداهما من طريق سعيد بن سويد الكلبي عن عبد الأعلى بن هلال السلمي عن العرباض بن سارية رضي الله عنه والأخرى من طريق لقمان بن عامر عن أبي أمامة رضي الله عنه أن كلا منهما سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كان أول أمرك يا رسول الله؟ قال " دعوة أبي إبراهيم وبشرى عيسى بن مريم ورأت أمي أنه خرج منها نور أضاءت له قصور الشام " قال الحافظ إسماعيل بن كثير, والمراد أن أول من نوه بذكره وشهره في الناس إبراهيم عليه السلام فلم يزل ذكره في الناس مشهورا حتى أفصح باسمه خاتم أنبياء بني إسرائيل وهو عيسى بن مريم عليه السلام حيث قام في بني إسرائيل خطيبا فقال " إني رسول الله إليكم مصدقا لما بين يدي من التوراة ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد " قال, وقوله رأت أمي نورا قيل رأته منا ما حين حملت به, وقصته على قومها فشاع فيهم واشتهر بينهم, انظر تفسيره عند قوله تعالى " ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلوا عليهم آياتك ". الآية فدعوى المعتمدين على حديث مصنف عبد الرزاق عن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سأله عن أول شيء حلقه الله وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أجابه بقوله نور نبيك يا جابر خلقه الله, وخلق بعده كل شيء و خلق منه كل شيء وما في معناه مما هو من طرازه مما سنخرجه أيضا أن شاء الله تعالى بعد, لئلا يغتر به من جهله بعد ما جلبنا لهم من القواعد القطعية ونصوص الكتاب وصحيح السنة وتواتر السلف والخلف عليها من هذه الأمة دعوى يحيلها العقل ولا يثبتها النقل لما اشتملت عليه من التحكم والدور الممنوعين عقلا لا خذهم من غير دليل يصح نورا منسوبا إلى محمد صلى الله عليه وسلم الذي هو آخر رسول بعثه الله في الأرض للخلق, وجعلهم هذا النور المنسوب لرسولنا صلى الله عليه وسلم أصلا للكائنات سواء قلنا بعرضية النور على انه صفة له لأن العرض لا يقوم بنفسه أو قلنا بجرميته لأنه من سببه فتوقف وجود الأرض التي هي أصل آدم عليه الصلاة والسلام الذي هو من آخر فروع آدم عليه السلام يسمى دورا عند ذوي نتائج العقول وأرباب المعقول وهو توقف الشيء على ما يتوقف عليه, وليس بمنفك أحد الجهتين فيسقط الاعتراض فالله تعالى يسلم لنا ولكم العقول ويعيذنا وإياكم من التمسك بخرافات النقول إذ قد كان في سعة ما رواه أصحاب رسول الله عليه وسلم عنه منذ بعثه الله بشيرا ونذيرا, ودونته عنهم الأئمة في أصولها الصحاح من دلائل نبوته وقواطع معجزاته ما يغني عن التعلق بهذه السفسطيات التي يعلم بطلانها ذوو البدايات وحيث اجتث اصل الخبر الذي تدور عليه عقيدة من قدمنا ذكرهم بما لا معدى وراءه من تعيين القوادح فيه نقلا وعقلا باستحالة مقتضاه من أول إلى منتهاه فنخرج أيضا خبرين ادعى بعض زعماء هؤلاء الجهلة لما أقمنا لهم الحجج على وضع الحديث مصنف عبد الرزاق أنه وإن كان موضوعا فهذان الحديثان شاهدان له, وهذا أيضا من جهلهم الذي حملهم على أن جعلوا حديثا موضوعا أصلا في العقائد الدينية ثم أنهم لم يقنعوا بذلك حتى جعلوا ما في معناه من الأحاديث الموضوعة يصلح شاهدا له يبلغ به درجة الاحتجاج به في أصول الدين وإليكم تخريج الأول من الحديثين المذكورين.

قال ابن الجوزي في الموضوعات الكبرى صفحة 140 من الجزء الثاني منها أنبأنا عبد الوهاب بن المبارك وغيره قالوا أنبأنا احمد بن المعطى أنبأنا أبو القاسم عبد الرحمن الحوفي أنبأنا أبو احمد حمزة الدهقاني حدثنا محمد بن عيسى بن حيان أبو السكين حدثنا محمد ابن الصباح أنبأنا علي بن الحسن الكوفي عن إبراهيم بن اليسع عن أبي العباس الضرير عن الخليل بن مرة عن يحي البصري عن زادان عن سلمان قال هبط جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم فقال أن الله يقرئك السلام ويقول لك ما خلقت خلقا أكرم علي منك ولقد أعطيتك القران وفضل شهر رمضان و الشفاعة كلها لك حتى ظل عرشي في القيامة على رأسك محدودا وتاج الملك على رأسك معقودا ولقد قرنت أسمك باسمي فلا أذكر في موضع حتى تذكر معي ولقد

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير