3 - سبر طرق الحديث: وهو أن يكون للحديث طرق بعضها تثبت الراوي الواسطة بين راويين وبعضها تسقط هذا الراوي الواسطة فيحكم على الطريق الذي أنقصت منه هذه الواسطة بالقطع بدلالة المزيد ما لم يكن المزيد متصل السند.
-تعريف المزيد في متصل الأسانيد: وهو أن يزيد الراوي راو آخر في الإسناد لم يذكره غيره.
-شرطه: أن يصرح الراوي الذي زيد بين الراويين بالسماع في نفس الموضع الذي أسقط منه في الرواية الناقصة أما إذا عنعن عن الشيخ فترجح الزيادة إما لإرسال أو تدليس، والأصح أن يحكم عليها بالقرائن والدلائل ومن ثم ترجح الرواية الصحيحة، فجازى الله علماءنا خير الجزاء، فانظر أيها القارئ الكريم كيف ينقح العلماء الحديث حتى يصل إلينا سالما من العلل.
قال الناظم:
وما أتى مدلسا نوعان والمعضل الساقط منه اثنان
ينقل عمن فوقه بعن وأن الأول الإسقاط للشيخ وأن
أوصافه بما به لا ينعرف الثاني لا يسقطه لكن يصف
تعريف الحديث المعضل: هو الحديث الذي سقط من أثناء سنده راويان فأكثر على التوالي.
حكمه: ضعيف ضعفا شديدا.
تعريف التدليس: التدليس هو إخفاء عيب في سند الحديث وتحسين لظاهره.
وهو قسمان كما قال المؤلف ولكن بعض المشايخ قسموه إلى ستة أقسام:
1 - تدليس الإسناد: وهو الإسناد الذي يسقط فيه الراوي شيخه ويروي عم فوق شيخه بصيغة ظاهرها الاتصال.
2 - تدليس الشيوخ: وهو الإسناد الذي لا يسقط فيه الراوي شيخه ولكن يسميه بغير اسمه أو يصفه بصفة لا يمكن أن يعرف بها.
3 - تدليس التسوية: هو الإسناد الذي يروي فيه الراوي عن شيخه ثم يسقط راو ضعيفا بين ثقتين لقي أحدهما الآخر.
4 - تدليس البلاد: وهو الإسناد الذي يروي فيه الراوي عن شيخه الذي يكون اسمه شبيها باسم محدث آخر أو يصف مكان التحديث بأوصاف التعريض مثل أن يقول حدثني البخاري والبخاري هنا ليس الإمام صاحب الصحيح وإنما من يُبَخّرُ الناس فجعله اسم فاعل وهذا التدليس يلحق بتدليس الشيخ. أو إن كان بغداديا يقول حدثني من وراء النهر يوهم أنه نهر جيحون وهو يريد نهر عيسى ببغداد.
5 - تدليس العطف: وهو الإسناد الذي يقول فيه الراوي حدثني فلان وفلان وهو لم يسمع الحديث من الأول.
6 - تدليس السكوت: وهو الإسناد الذي يقول فيه الراوي حدثني فلان أو سمعت فلانا وينوي القطع ويسكت ثم يذكر شيخا من الشيوخ الذي لم يسمع منه الحديث.
تنيبيه: لم يذكر الناظم نوعا من أنواع الانقطاع وهو المعلق.
تعريف الحديث المعلق: هو الحديث الذي أسقط من آخر سنده راو فأكثر.
حكمه: ضعيف ضعفا شديدا.
قال الناظم:
وما يخالف ثقة فيه الملا فالشاذ والمقلوب قسمان تلا
إبدال راو ما براو قسم وقلب إسناد لمتن قسم
تعريف الحديث الشاذ: هو الحديث الذي خالف فيه الثقة من هو أوثق منه وأرجح منه عددا أو عدالة أو ضبطا، ويقابله الحديث المحفوظ.
حكمه: ضعيف إذا استحال الجمع.
تعريف الحديث المحفوظ: هو الحديث الذي خالف فيه الثقة ثقة دونه عددا أو عدالة أو ضبطا.
حكمه: صحيح أو حسن حسب ضبط الرواة.
تعريف الحديث المقلوب: هو الحديث الذي بُدِّل فيه شيء بآخر. وهو قسمان على وجهين:
1 - القلب في الإسناد وهو وجهان:
أ - الوجه الأول: أن يُقدِّم الراوي ويؤخر في اسم أحد الرواة واسم أبيه مثل: أن يكون اسم أحد الرواة: كعب بن مرة، فيقول مرة بن كعب.
ب - الوجه الثاني: أن يقدم الراوي أحد الرواة ويؤخر الآخر، مثلا أن يكون الأصل: عن عبد الله بن يوسف بن مالك عن نافع عن بن عمر، فيقول الراوي: عن عبد الله بن يوسف عن نافع عن مالك عن بن عمر، فيُحدث القلب بين مالك ونافع.
2 - القلب في المتن وهو وجهان:
أ - الوجه الأول: أن يقلب الراوي كلمتين في المتن ويجعلهما في غير موضعهما، مثلا في الأصل في الصحيح: حديث ... حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه .. فجعلها أحد الرواة: حتى لا تعلم يمينه ما تنفق شماله، فأحدث القلب بين الشمال واليمين.
ب - الوجه الثاني: أن يقلب الراوي إسناد متن فيجعل له إسنادا آخر وهذا لا يحدث إلا اختبارا أو من جملة الواضعين للحديث المكذوب.
حكمه: إن كان اختبارا للمحدث فهذا شرط جائز بشرط أن يبين فاعله الحديث الصحيح قبل انفضاض المجلس، وإن كان من جملة الواضعين للحديث فهذا غش وحرام ولا يجوز فعله وإن كان سهوا من الراوي فحكمه الضعف لعدم الضبط.
قال الناظم:
¥