وكذا الدارقطني في" المؤتلف والمختلف" ففيه مئات النصوص المنقولة من التاريخ الكبير "فقد اقتبس أبواباً كاملة أتى على معظم ما فيها من تراجم،وزاد في مرات كثيرة على تراجم هذه الأبواب، حتى يمكننا أن نعتبر كتاب" المؤتلف والمختلف" ذيلاً على التاريخ الكبير ... وطريقة الاقتباس قد تكون حرفية (42) وتارة يصرح بالأخذ من التاريخ،وتارة لا يصرح .... ".
وأيضاً الإمام مسلم في كتابه (الكنى والأسماء) استفاد كثيراً من التاريخ للبخاري.
ولأبي أحمد الحاكم في كتابه الكنى ([43]) كلامٌ على كتاب مسلم، وأنه منقول حذو القذة بالقذة و ...
وقد ناقش الشيخ/ مشهور سلمان مقولة الحاكم،في كتابه" الإمام مسلم ومنهجه في الصحيح" (1/ 259 - 271) فليُرجع إليه.
وأذكر هنا فائدة جميلة عن شيخي د. دخيل اللحيدان ــ حفظه الله ــ وهي أنّ: مَنْ استغلق عليه شيء في التاريخ الكبير للبخاري، فلينظر في الكامل لابن عدي، والضعفاء للعقيلي؛ فكثيراً ما يجد بياناً وتوضيحاً, فهما كالشرح للتاريخ، قال: ولقد ظهر لي هذا بالتتبع, ومن خلال الإشراف على رسائل تحقيق الكامل لابن عدي ا. هـ.
وممن استفاد أيضاً من البخاري وأكثر النقل عنه، الإمام الذهبي في "ميزان الإعتدال"
حيث نقل عنه في (1224) موضعاً.
أفاده قاسم سعد في كتابه "موارد الذهبي في ميزان الإعتدال" ص60
الفصل العاشر:/ طبعات الكتاب ونُسخه ([44]) ,ورواياته، والكتب المؤلفة حوله ([45])
من مِنَن الله تعالى على الإمام البخاري, أن انتشر كتابه التاريخ الكبير في حياته, واطلع عليه علماء عصره, وتعددت نُسَخُه, وكَثُرَت نَقلَتُه ووصل إلينا من نسخهِ ما يقارب إحدى عشرة نسخة, كما حصرها بتوسع د. محمد بن عبيد في مقدمة رسالته الدكتوراه, في تخريج أحاديث الكتاب, مبيناً فيها السماعات والمقابلات.
وانظر:مقدمة رسالة الشيخ العواجي (الأحاديث التي أعلها البخاري في التاريخ الكبير) ص34 - 36.
وقد ألف البخاري التاريخ ثلاث مرات, ولا معنى لتكرار التأليف إلا بالزيادة والحذف والتعديل والتصويب, لذا اختلفت النسخ، وهناك سبب آخر لاختلاف النسخ وهو صنيع النساخ كما قال أبو حاتم في تعقب له على البخاري (46).
وقد ذكر المعلمي أن نسخة التاريخ التي كانت لدى ابن أبي حاتم هي التي أخرجها البخاري أولاً, ونسخة الخطيب البغدادي هي النسخة الثانية، وهي من رواية أبي أحمد بن فارس (47).
وقد اطلع الخطيب على عدة روايات للتاريخ،كما في الموضح (48).
وقد أشار ابن حجر (49) إلى اختلاف نسخ التاريخ الكبير حتى في التخفيف والتشديد، وهذا يدل على أن من النساخ من كان يضبط ويهتم به, ومن أشهر النسخ التي ذُكرت: نسخة الظهري وابن
خيرون, وابن ماكولا, والنرسي, والغندجاني, وابن عبدان, وأبي ذر الهروي, وابن أبي الفوارس (50).
والنسخة المطبوعة، هي من رواية:أبي الحسن محمد بن سهل،ويرويها عنه أبو بكر أحمد بن عبدان،وله بها روايتان:
1.أبو أحمد الغَََُنْدَجاني،ويرويها بإسناده كل من:الخطيب البغدادي،وابن عطية،والقاضي عياض،وابن عساكر،وابن العديم،وابن حجر
2.أبو ذر الهروي،ويرويها عنه بإسناده:ابن خير الإشبيلي
وهناك روايات أخرى عن البخاري منها:
1.رواية أبي أحمد بن فارس الدّلال،ذكرها بإسناده:أبو أحمد الحاكم،والدارقطني، والخطيب، وابن خير الإشبيلي،والروداني
2.رواية عبد الرحمن بن الفضل،ذكرها بإسناده:ابن خير الإشبيلي،ونقل عنها العقيلي.
3.رواية الفضل بن العباس الرازي المعروف بالصائغ. حملها إلى ابن أبي حاتم
4.رواية أبي جعفر مسبح بن سعيد الوراق،ذكر روايته للتاريخ:ابن ماكولاوذكر أن نسخته عتيقة، وابن عساكر.
أفاد ما سبق: الشيخ الفاضل: عبد الرحمن بن أحمد العواجي في مقدمة رسالته (الأحاديث التي أعلها البخاري في التاريخ الكبير) ص30 وما بعدها
أما عن طبعاته:
فقد طبع في دائرة المعارف بحيدر آباد الدكن بالهند, في ثمان مجلدات, بتصحيح وتعليق: العلامة: عبدالرحمن المعلمي - رحمه الله - عدا الجزء الثالث, وقد ساعده جماعة من الباحثين من الهند، فصدرت الطبعة الأولى في الفترة 1360 - 1364 هـ على النسق التالي:
الجزء الرابع فالأول فالثاني، وتأخر صدور الجزء الثالث أربعة عشر عاماً، ثم صدر في سنة 1378 هـ في المجلدين الخامس والسادس, ولهذا الأمر قصة (51)
¥