تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[ما صحة سبب تسمية الأصم بذلك، وما تخريج حديث ما هذا الجفاء يابلال]

ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[05 - 03 - 06, 06:36 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

1 - نسمع ان سبب تلقيب حاتم رحمه الله ب (الأصم) بسبب قصة امرأة انتقض وضوءها وهي تستفتيه فتصامم عنها وقال ارفعي صوتك فهدأ روعها وسمي بعد ذلك بالأصم

فهل لهذه القصة لدى الإخوة تخريج أو إثبات؟؟؟

2 - وما درجة أثر بلال لما رأى الحبيب صلى الله عليه وسلم في المنام يقول له: ما هذه الجفوة يابلال ......... إلى آخر القصة؟؟؟

ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[06 - 03 - 06, 07:28 م]ـ

إخوتي الفضلاء احسن الله إليكم كفيتُم البحث عن سبب تسمية حاتم فقد عثرت عليها في مدارج اسالكين ص/344 و ج/2 حيث قال ابن القيم رحمنا الله وإياه: (قال ابو علي الدقاق: جاءت امراة فسألت حاتما عن سألة فاتفق أنه خرج منها صوت في تلك الحالة فخجلت فقال حاتم ارفعي صوتك فأوهمها أنه أصم فسرت بذلك وقالت إنه لم يسمع الصوت فسرت بذلك ولقب بحاتم الصم وهذا التغافل هو نصف الفُتوَّة) انتهى نقلا منه

ولا زلت انتظر صحة قصة سيدنا بلال في المنام جزاكم الله خيرا

ـ[أحمد بن سالم المصري]ــــــــ[10 - 03 - 06, 02:33 ص]ـ

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.

أما بعد:

القصتان كلاهما لا يصح

1 - أما عن قصة "بلال" فهي ((قصة باطلة)):

أخرجه ابن عساكر (7/ 136 - 137) من طريق محمد بن الفيض، نا أبو إسحاق

إبراهيم بن محمد بن سليمان بن بلال بن أبي الدرداء، حدثني أبي: محمد بن سليمان،

عن أبيه سليمان بن بلال، عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء قال:

لما دخل عمر بن الخطاب الجابية سأل بلال أن يقدم الشام فعل ذلك.

قال: وأخي أبو رويحة الذي آخى بينه وبيني رسول الله صلى الله عليه وسلم؟!

فنزل داريا في خولان، فأقبل هو وأخوه إلى قوم من خولان، فقال لهم: قد جئناكم خاطبين وقد كنا كافرين فهدانا الله، ومملوكين فأعتقنا الله، وفقيرين فأغنانا الله، فأن تزوجونا فالحمد لله، وأن تردونا فلا حول ولا قوة إلا بالله.

فزوجوهما، ثم إن بلالاً رأى في منامه النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول له:

((ما هذه الجفوة يا بلال أما آن لك أن تزورني يا بلال)).

فانتبه حزيناً وجلاً خائفاً، فركب راحلته، وقصد المدينة فأتى قبر النبي صلى الله عليه وسلم، فجعل يبكي عنده، ويمرغ وجهه عليه، وأقبل الحسن والحسين فجعل يضمهما ويقبلهما، فقالا له: يا بلال نشتهي نسمع أذانك الذي كنت تؤذنه لرسول الله صلى الله عليه وسلم في السحر.

ففعل، فعلا سطح المسجد، فوقف موقفه الذي كان يقف فيه، فلما أن قال: "الله أكبر الله أكبر" ارتجت المدينة، فلما أن قال: "أشهد أن لا إله إلا الله" زاد تعاجيجها، فلما أن قال: "أشهد أن محمداً رسول الله" خرج العواتق من خدورهن، فقالوا: أبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم؟

فما رئي يوم أكثر باكياً ولا باكية بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذلك اليوم.

قلت: هذا إسناد ضعيف جداً؛ فيه علتان:

الأولى: إبراهيم بن محمد بن سليمان بن بلال؛ ترجمه ابن عساكر فلم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلا، ولم يذكر رواياً عنه غير محمد بن الفيض، وقال الذهبي: "فيه جهالة".

قلت: فهو مجهول العين.

الثانية: سليمان بن بلال بن أبي الدرداء؛ ترجمه ابن عساكر (22/ 204) فلم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً، ولم يذكر في الرواة عنه إلا ابنه - وهو مجهول -، وأيوب بن مدرك - وهو متروك -.

قلت: فهو مجهول الحال.

قال الذهبي في "سير أعلام النبلاء" (1/ 358): [إسناده لين وهو منكر].

وقال ابن حجر في "لسان الميزان" (1/ 201 - ط. الفاروق): [وهي قصة بيِّنةُ الوضع].

وقال الألباني في "دفاع عن الحديث النبوي": [فهذه الراوية باطلة موضوعة، ولوائح الوضع عليها ظاهرة من وجوه عديدة].

ــــــــــــــــــــــ

2 - تخريج قصة سبب إطلاق لقب "الأصم" على "حاتم بن عُنوان"، وهي ضعيفة أيضاً:

قال الخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد" (8/ 238 - ط. دار الكتب):

أنبأنا عبد الكريم بن هوازن القشيري، قال: سمعتُ أبا علي الحسن بن علي الدّقاق يقول:

جاءت امرأة فسألت حاتماً عن مسألة، فاتفق أن خرج منها في تلك الحالة صوت فخجلت.

فقال حاتم: ارفعي صوتك، وأرى من نفسه أنه أصم.

فسُرَّت المرأة لذلك، وقالت: إنه لم يسمع الصوت.

فغلب عليه اسم الصمم.

1 - عبد الكريم بن هوازن، قال الخطيب (11/ 83 - ط. دار الكتب): [وكان ثقة].

2 - الحسن بن علي الدقاق، وهو شيخ الصوفية في نيسابور، ومات سنة (406هـ).

ولقد مات حاتم الأصم سنة (237هـ).

قلت: إسناد هذه القصة ضعيف لانقطاعه بين الدقاق والأصم.

ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[10 - 03 - 06, 12:35 م]ـ

أحسن الله إليك وجزاك خير الجزاء

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير