أرشيف ملتقى أهل الحديث - 2

[هل روى الإمام ابن جرير الطبري عن الإمام البخاري في تفسيره؟؟]

ـ[محمد سفر العتيبي]ــــــــ[26 - 03 - 06, 04:07 ص]ـ

المصدر --جامع البيان -- المشهور بـ تفسير الطبري

قال الإمام محمد بن جرير الطبري ((راجع تفسير سورة القيامة))

27569 - حدثنا محمد بن إسماعيل البخاري, قال: حدثنا آدم قال: حدثنا المبارك, عن الحسن: وجوه يومئذ ناضرة, قال: حسنة.

27576 - حدثنا محمد بن إسماعيل البخاري, قال: حدثنا آدم قال: حدثنا المبارك, عن الحسن, في قوله: وجوه يومئذ ناضرة, قال: حسنة, إلى ربها ناظرة, قال: تنظر إلى الخالق, وحق لها أن تنضر وهي تنظر إلى الخالق.

انتهى النقل

المبارك, أظنه مبارك بن فضالة, الحسن أظنه البصري, آدم أظنه ابن أبي إياس العسقلاني الذي أكثر عنه البخاري في صحيحه -- أرجو التصويب في كل ماسبق-- فهل محمد بن إسماعيل البخاري هنا, هو نفسه الإمام البخاري؟؟

ـ[عبد الرحمن الناصر]ــــــــ[30 - 03 - 06, 07:19 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نعم أخي الحبيب

الصحيح عندي أن محمد بن إسماعيل البخاري في السند المذكور هو صاحب الصحيح، وأن الرجال الذين ذكرتهم، هم رجال الإسناد الذين أورتهم في مشاركتك، والدليل على ذلك ما أخرجه البيهقي في كتاب الاعتقاد 1/ 126
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنا عبد الرحمن بن الحسن القاضي ثنا إبراهيم بن الحسين ثنا آدم بن أبي إياس ثنا المبارك بن فضالة عن الحسن في قوله عز وجل: " (وجوه يومئذ ناضرة) قال حسنة إلى ربها ناظرة قال تنظر إلى ربها عز وجل حسنها الله بالنظر إليه وحق لها أن تنضر وهي تنظر إلى ربها ".

إذن تابع البخاري على رواية هذا الحديث إبراهيم بن الحسين وقد ورد التنصيص في هذا الإسناد على أن آدم هو ابن أبي إياس، وأن المبارك هو ابن فضالة، وأما الحسن فهو البصري وهذا معلوم لشهرة الحسن ولأن المبارك بن فضالة يروي عنه كما في تهذيب الكمال 27/ 182، وأما آدم بن أبي إياس فيروي عن المبارك بن فضالة والبخاري يروي عنه كما ذكرت ذلك أنت، وكما في ترجمته تهذيب الكمال 2/ 302، 303، والإمام بن جرير الطبري قد أدرك البخاري فإنه ولد سنة 224 هـ، والبخاري مات سنة 256هـ، وابن جرير الطبري قد صرح بالتحديث عنه.
وقد رحل ابن جرير في أول عمره وقد سمع مبكرا وهذا يؤكد روايته وسماعه من البخاري قال الخطيب في تاريخ بغداد (2/ 162: 589) بعد أن ذكر سماعه من بعض شيوخه وخلقا كثيرا نحوهم من أهل العراق والشام ومصر أ. هـ
وقال الذهبي: في سير أعلام النبلاء (14/ 276)
وكان مولده سنة أربع وعشرين ومئتين ورحل من آمل لما ترعرع وحفظ القرآن وسمح له أبوه في أسفاره وكان طول حياته يمده بالشيء بعد. أ. هـ
أقول وقد روى عن جماعة من أقران البخاري وعمن قبله في الوفاة، ومنهم كما في تاريخ بغداد (2/ 162: 589).
محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب المتوفى سنة أربع وأربعين ومائتين (244) هـ، أي قبل وفاة البخاري ب (12) سنة.
وروى عن محمد بن المثنى المتوفى سنة 252 هـ قبل وفاة البخاري بأربع سنين
ولايستقيم القول بأن محمد بن إسماعيل هنا هو رجل آخر وأن ابن جرير الطبري قد دلسه من باب تدليس الشيوخ وذلك لأمور منها:

• أن ابن جرير الطبري لم يعرف بالتدليس ولم يذكر ذلك عنه.
• أن البخاري في طبقة شيوخه، والمشهور بهذا الاسم أعني محمد بن إسماعيل البخاري في هذه الطبقة هو صاحب الصحيح.
• أن شيخ البخاري هو آدم ابن أبي إياس وقد روى عنه البخاري وأكثر عنه.

هذا على أني لم أجد من ذكر روايته عن البخاري، وتفسير ذلك يسير فلعله راجع إلى قلة مارواه عن البخاري

والله سبحانه وتعالى أعلم وأحكم

ـ[عبد الرحمن الناصر]ــــــــ[31 - 03 - 06, 07:18 م]ـ
ومن الأدلة القوية على أنه صاحب الصحيح أنني وبعد الرجوع إلى كتب التراجم المطولات لم أجد ضمن الرواة عن آدم بن أبي إياس ممن اسمه محمد بن إسماعيل سوى الإمام البخاري صاحب الصحيح،
نعم هناك رجل اسمه محمد بن إسماعيل بن أبي ضرار الضراري أبو صالح الرازي روى عنه محمد بن جرير الطبري كما في تهذيب الكمال (24/ 482: 5066).
وليس هو لأمرين:
1 - أنه لايروي عن آدم بن أبي إياس.
2 - أنه ليس بخاريا.

ولكن قد يشكل أن الأئمة لم يذكروا رواية ابن جرير الطبري عن الإمام البخاري ولم يشتهر ذلك عنه كما أسلفت ولا سيما مع إمامتهما رحمهما الله تعالى، و يمكن تعليل ذلك بأمور منها:
• أنه لم يشتهر بروايته عن البخاري رحمه الله وإنما أدركه في آخر عمره.
• أنه لم يلازم الإمام البخاري ولم يكثر في الرواية عنه، ولعل السبب في ذلك احتمال أن لقائه إياه كان يسيرا، ولعله لم يرو عنه سوى هذا الأثر عن الحسن البصري رحمه الله تعالى.

وإذا ما تيسر الرجوع إلى تفسير الطبري المخطوط لضمان ألا يكون هناك تصحيف في اسم البخاري وبالذات في لفظة (البخاري)، فيكون نورا على نور ولا سيما مع ماذكرته من أدلة وقرائن.
¥