ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[14 - 08 - 06, 11:33 م]ـ
وزعم السقاف أن معاذ بن جبل لو كان قد سافر لليمن وحده لكان مخالفاً لنهي النبي صلى الله عليه وسلم عن سفر الرجل لوحده
وقد أتي السقاف هنا من جهله بالأحكام
فقد ثبت في صحيح البخاري أن النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ندب النَّاسَ قَالَ صَدَقَةُ أَظُنُّهُ يَوْمَ الْخَنْدَقِ فَانْتَدَبَ الزُّبَيْرُ ثُمَّ نَدَبَ النَّاسَ فَانْتَدَبَ الزُّبَيْرُ ثُمَّ نَدَبَ النَّاسَ فَانْتَدَبَ الزُّبَيْرُ
فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ حَوَارِيًّا وَإِنَّ حَوَارِيَّ الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ
قال الحافظ في شرح هذا الحديث ((وفيه جواز سفر الرجل وحده، وأن النهي في السفر وحده إنما هو حيث لا تدعو الحاجة إلى ذلك، وسيأتي مزيد بحث في ذلك في أواخر الجهاد في " باب السير وحده"
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[14 - 08 - 06, 11:34 م]ـ
وزعم السقاف أن أهل اليمن الذين ذهب إليهم معاذ بن جبل كانوا قد عرفوا أصل التوحيد والعقيدة من الأشعريين حيث قال ((فهؤلاء بعض من كان مع سيدنا معاذ حين بعثه صلى الله عليه وسلم إلى اليمن من المسؤولين ما عدا الآخرين الذين كانوا أيضا بصحبته، والمترددين من أهل اليمن بين بلادهم والمدينة ممن نقل أصل الدعوة وأصول التوحيد والعقيدة إلى تلك البلاد كالاشعريين الذين منهم أبو موسى الاشعري وأصحابه))
قلت هذا زعم ساقط فإن النبي قال لمعاذ بن جبل ((إنك تقدم على قوم من أهل الكتاب فليكن ما تدعوهم إليه أن يوحدوا الله))
فهذا يدل على أنهم لم يتعلموا التوحيد
ولو كانوا قد تم دعوتهم قبل هذه المرة لأشار النبي إلى ذلك
ولو ثبت ذلك لم ينفِ كون خبر معاذ خبر آحادي
أي أنهم سيتعلمون أصول الدين من رجل واحد بعد أن يشهدوا الشهادتين
إذ أن أصول الدين غير محصورة بالشهادتين
ولكن بداية الدعوة تكون للشهادتين فإن أقر المدعو بهما
دعي لبقية أحكام الدين العقدية والعملية إلا إذا كان في اعتقاده ما ينافي التوحيد ابتداءً كاعتقاد أن المسيح ابن الله فإنه يطالب بالتبرؤ من هذه العقيدة مع إقراره بالشهادتين
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[14 - 08 - 06, 11:35 م]ـ
واحتج السقاف برواية ساقطة على كون معاذ لم يذهب إلى اليمن لوحده وهي ما رواه ابن جرير في تاريخه عن عبيد بن صخر بن لوذان الأنصاري وكان ممن بعثه النبي صلى الله عليه وسلم مع عمال اليمن سنة عشر بعدما حج حجة التمام: وقد مات باذام، فلذلك فرق عملها بين شهر بن باذام، وعامر بن شهر الهمداني، وعبد الله بن قيس أبي موسى الاشعري، وخالد بن سعيد بن العاص، والطاهر بن أبي هالة، ويعلي بن أمية، وعمرو بن حزم، وعلى بلاد حضرموت زياد بن لبيد البياضي وعكاشة بن ثور بن أصغر الغوثي. . ومعاوية بن كندة، وبعث معاذ بن جبل معلما لأهل البلدين: اليمن وحضرموت "
قلت ذكر الحافظ ابن حجر في الإصابة في ترجمة عبيد بن صخر بن لوذان أن ابن جرير الطبري روى هذا الخبر من طريق سيف بن عمر عن سهل بن يوسف بن سهل عن أبيه عن عبيد بن صخر بن لوذان
قلت سيف بن عمر متهم بالزندقة والوضع
ويوسف بن سهل لم أعرفه وفي سماعه من عبيد بن صخر نظر
وحتى إن ثبت فهو حجة على السقاف فإن فيه أن معاذاً بعث معلماً لأهل اليمن وحضرموت وهذا يعني أنهم يأخذون منه أصول دينهم وفروعه
فلو مات أحدهم ولم يرَ النبي لكان إسلامه صحيحاً بلا خلاف على ما تلقاه من معاذ
وأما هذا الخبر فهو منكر فالحديث في صحيح البخاري يفيد بعث معاذ وأبي الأشعري فقط
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[14 - 08 - 06, 11:35 م]ـ
واحتج السقاف على إفادة خبر الآحاد للظن بقصة ذي اليدين المروية في الصحيح ولفظها عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ ((صَلَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِحْدَى صَلَاتَيْ الْعَشِيِّ قَالَ مُحَمَّدٌ وَأَكْثَرُ ظَنِّي الْعَصْرَ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ سَلَّمَ ثُمَّ قَامَ إِلَى خَشَبَةٍ فِي مُقَدَّمِ الْمَسْجِدِ فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهَا وَفِيهِمْ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فَهَابَا أَنْ يُكَلِّمَاهُ وَخَرَجَ سَرَعَانُ النَّاسِ فَقَالُوا أَقَصُرَتْ الصَّلَاةُ وَرَجُلٌ يَدْعُوهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذُو الْيَدَيْنِ فَقَالَ أَنَسِيتَ أَمْ قَصُرَتْ فَقَالَ لَمْ أَنْسَ وَلَمْ تُقْصَرْ قَالَ بَلَى قَدْ نَسِيتَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ سَلَّمَ ثُمَّ كَبَّرَ فَسَجَدَ مِثْلَ سُجُودِهِ أَوْ أَطْوَلَ ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَكَبَّرَ ثُمَّ وَضَعَ رَأْسَهُ فَكَبَّرَ فَسَجَدَ مِثْلَ سُجُودِهِ أَوْ أَطْوَلَ ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ وَكَبَّرَ))
ووجه الدلالة أن النبي لم يقبل خبر الواحد إلا عندما انضم إليه جماعة
والجواب
أن الحديث حجة على السقاف وذلك أنه قرر أن أخبار الآحاد التي تفيد الظن تصلح حجة في المسائل العملية فإنها تفيد العمل دون العلم
فلماذا لم يعمل النبي بخبر ذي اليدين؟!
هذا الإشكال لم يستطع السقاف على جوابه ولو كنت أشعرياً ودهمني معتزلي بهذا الإشكال لما استطعت أن أجيبه
وأما نحن معاشر أهل السنة فمنهجنا متسق وعندنا جواب مقنع على هذا الإشكال
وهو أن النبي لم يرد خبر ذي اليدين لأنه واحد وإنما رده لتعارضه مع ظنه الغالب حيث قال لذي اليدين ((لم تقصر ولم أنسَ)) أي أنه قد استقر في نفسه أنه قد أتم الصلاة
فهنا تعارض خبران فلا بد من الترجيح
والخبر الصحيح الذي هو محل التنازع هو الخبر الصحيح السالم من العلة
أي أنه حتى لو كان له معارض فهو أرجح من معارضه
وهناك قرينة أخرى تشكك في رواية ذي اليدين
ألا وهي سكوت علية القوم كأبي بكر وعمر عن الإنكار
وتقدم ذي اليدين _ وهو دونهما في العلم والفضل _ للإنكار
¥