تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال الحافظ ((وقد طعن أبو الحسن بن الفضل في صحة هذه الطريق، وذكر كلامهم في حفص بن غياث، وأنه انفرد بهذا اللفظ عن الأعمش، وليس كما قال فقد وافقه عبد الرحمن بن محمد المحاربي عن الأعمش أخرجه عبد الله بن أحمد في كتاب السنة له عن أبيه عن المحاربي، واستدل البخاري في كتاب خلق أفعال العباد على أن الله يتكلم كيف شاء وأن أصوات العباد مؤلفة حرفا حرفا فيها التطريب - بالهمز - والترجيع، بحديث أم سلمة ثم ساقه من طريق يعلى بن مملك بفتح الميم واللام بينهما ميم ساكنة ثم كاف، أنه سأل أم سلمة عن قراءة النبي صلى الله عليه وسلم وصلاته فذكر الحديث، وفيه ونعتت قراءته فإذا قراءته حرفا حرفا وهذا أخرجه أبو داود والترمذي وغيرهما، واختلف أهل الكلام في أن كلام الله هل هو بحرف وصوت أو لا، فقالت المعتزلة: لا يكون الكلام إلا بحرف وصوت والكلام المنسوب إلى الله قائم بالشجرة.

وقالت الأشاعرة كلام الله ليس بحرف ولا صوت وأثبتت الكلام النفسي، وحقيقته معنى قائم بالنفس وإن اختلفت عنه العبارة كالعربية والعجمية، واختلافها لا يدل على اختلاف المعبر عنه، والكلام النفسي هو ذلك المعبر عنه، وأثبتت الحنابلة أن الله متكلم بحرف وصوت، أما الحروف فللتصريح بها في ظاهر القرآن، وأما الصوت فمن منع قال إن الصوت هو الهواء المنقطع المسموع من الحجرة، وأجاب من أثبته بأن الصوت الموصوف بذلك هو المعهود من الآدميين كالسمع والبصر، وصفات الرب بخلاف ذلك فلا يلزم المحذور المذكور مع اعتقاد التنزيه وعدم التشبيه، وأنه يجوز أن يكون من غير الحنجرة فلا يلزم التشبيه، وقد قال عبد الله بن أحمد ابن حنبل في كتاب السنة سألت أبي عن قوم يقولون لما كلم الله موسى لم يتكلم بصوت، فقال لي أبي: بل تكلم بصوت، هذه الأحاديث تروى كما جاءت وذكر حديث ابن مسعود وغيره))

انظر رحمني الله وإياك لرد الحافظ على شبهة الأساعرة العقلية في نفي الصوت

وتصريحه بأن اعتقادهم يخالف اعتقاد البخاري وأحمد وأن ظاهر النصوص مع الحنابلة في إثبات الحروف في كلام الله عز وجل

وفي كلامه أيضاً الرد زعم ابن الجوزي أن حفص بن غياث انفرد بذكر الصوت عن الأعمش وذكر متابعة المحاربي له

غير أن المحاربي كان يدلس كما في التقريب

والحديث اتفق عليه الشيخان فهو ثابت ولا عبرة بطعن ابن الجوزي

والحديث يدل على أنهم المتكلم بصوت هو الله إذ أن الفعل النداء لم يذكر فاعله واستتاره إنما حصل لقرب العهدج بالفاعل وهو الله عز وجل

وكلام الله عن عز وجل عن نفسه بغير صيغة المتكلم أمرٌ مألوف وهذا هو القرآن كلامه سبحانه في كلام الله عن نفسه بصيغة المتكلم وبغيرها

ثم تكلم السقاف عن حديث عبدالله بن أنيس الذي أخرجه الإمام أحمد (3/ 1495)، والبخاري في ((الأدب المفرد)) (999)، والحاكم في ((المستدرك)) (4/ 574)، والخطيب في ((الرحلة في طلب الحديث)) (31) وصححه الحاكم

وقد طعن السقاف في اثنين من رواته

الأول القاسم بن عبدالواحد

وسأكتفي بنقل كلام عمرو بن عبدالمنعم في كتابه ((دفاعاً عن السلفية)) ((قوله في القاسم بن عبدالواحد (ص: 30): (قال عنه أبو حاتم: لا يحتج به كما في الحرج والتعديل بمعناه (7/ 114)). فاحتاط لنفسه بقوله: (بمعناه) لئلا يتعقب، والذي في ((الجرح والتعديل)). قال ابن أبي حاتم: ((سألته عنه، فقال: يكتب حديثه، قلت يحتج بحديثه؟ قال: يحتج بحديث سفيان وشعبه)). وشتان بين هذا النقل، وبين ما حرفه ذلك المؤول من قول أبي حاتم، فإن هذا الوصف مشعر بأنه عنده من أهل الصدق والعدالة، بل إن هذا الوصف يدل على تشدد أبي حاتم، إذ قال: ((يحتج بحديث سفيان وشعبه))، أي أن القاسم هذا لم يصل إلى درجة الحافظ المحتج بحديثه دون سبر كسفيان وشعبة، وهذا لا يمنع من كونه ثقة محتجاً به عند غير أبي حاتم، فلا شك أن هذا الراوى أعلى درجة ممن يقول فيه أبو حاتم: ((لا يحتج به)). وقد أورده أبن حبان في ((الثقات)) (7/ 337)، وذكره الحافظ الذهبي في ((الميزان)) (3/ 375)، وقال: ((راوى حديث الصوت، ولم ينكره عليه، مع أنه ذكر له حديثاً عدة من مناكيره)). وهو ما اخرجه النسائي في ((عشرة النساء)) (256)، والذهبي في ((الميزان)) (3/ 375) من طريق: محمد بن محمد

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير