تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وفي سنة 1942م سافرتُ إلى تطوان بطريق فرنسا فإسبانيا، وهناك أقمتُ خَمس سنين، كنتُ فيها مدرِّسًا وخبيرًا وأستاذًا في معهد الباحثين، ودعوتُ إلى اتِّباع القرآن والحديث وترْك البدع، فاستجاب لي ناس كثير، ونشرتُ بعض الكتب لي ولغيري.

من هذه الكتُب التي نشرتها:

- "الصراط المستقيم في صفة صلاة النبي الكريم".

- ومنها "مختصر هدْي الخليل، في العقائد وعبادة الجليل"، وهو كتاب جامع للعبادات وأحكامها.

- ومنها "كشف الشبهات"، لمحمد بن عبدالوهاب بحاشية تساويه في الحجم.

- ومنها "زيارة القبور"، له بحاشية وذيل.

وفي سنة 1947م رجعتُ إلى العراق، ووليت التَّدريس في كلِّيَّة الملكة عالية، وبقيتُ فيها إلى يومِنا هذا [10]، مع أنِّي محاضر في كليَّة الآداب وفي كليَّة الشريعة.

ونشرتُ في بغداد الكتب الآتية:

- كتاب "مدنيَّة العرب في الأندلس"، وهو ترجمة كتاب إنكليزي من مؤلَّفات جوزيف مكابس.

- وكتاب "ذمّ الموسوسين"، لشيخ الإسلام ابن قدامة، مع تعليقاتٍ لي.

ونشرتُ "مناسك الحج"، وسمَّيته: "دليل الحاج الحنيف" في ثماني صفحات.

وأدرِّس الآن الدِّين في كليَّة الشريعة ببغداد، والأدَبَ العربيَّ في الكليَّات الأُخرى، وعلوم الحديث وتاريخه، وأقوم بخطبة الجُمعة وصلاتِها متبرِّعًا في المسجد الجديد، واسمه "مسجد الدهان"، وهو بين بغداد والأعظميَّة بقرب النادي الأولمبي، وهو محطُّ رحال السلفيِّين وقد أُسِّس منذ سنة [11].

وقد تعرَّفتُ على الأستاذ "حسن البنَّا" عن طريق المكاتبة في تطوان، وطلب منِّي أن أتولَّى تحرير مقالاتٍ عن المغرب، ففعلتُ، وأرسلتُ إليْه عن طريق البريد ما طلب، ولكنَّ ذلك كان سبب سَجني، ثم اجتمعتُ مع الأستاذ "حسن البنَّا" سنة 1947م في المركز العام في القاهرة.

ومن اللُّغات التي أتكلَّمُها بلا تكلُّف: الإنكليزيَّة والألمانيَّة، وأشارك في الأوردو والإسبانيَّة، ومن اللغات القديمة: السريانيَّة والعبرانيَّة، وأعرف اللغة البربريَّة"؛ انتهى كلامُه الذي أملاه عليْنا - رحمه الله.

• • •

أقول: وكان الدكتور عندما لقِيناه في سنة 1953م كفيفَ البصر، وكان معه عندما زار دمشق نساء ورجال، ودعوتُه لإلقاء خُطْبَة الجمعة في جامع حيِّنا حيِّ الميدان، وهو "جامع عنابة" واستأذَنَّا الإمام فأذن، وأعلنَّا في الجريدة أنَّ الدكتور "الهلاليَّ" سيُلْقِي خطبة الجمعة فجاء ناس من خارج الحي، وكانت خطبةً طيِّبةً بليغة، وأنا الذي أتيتُ به إلى الجامع، وقد رأيتُه يستعمل في القراءة والكتابة طريقة بريل.

وقد تكرَّرت زياراتي له - رحمه الله - خلال إقامتِه في دمشق، ولمَّا جاء إلى الجامعة الإسلاميَّة في المدينة المنوَّرة في أواخر حياتِه أستاذًا، كانتْ بيْني وبيْنه مكاتبات في البريد، وعندي بعض رسائلِه إليَّ وأنا أحتفظ بها.

وفي ترجمة الأستاذ "محمد المجذوب" [12] له، ذكر لما كان مع الهلالي بعد سنة 1373هـ (1953)، وأنا أنقل ما ذكرَه في كتابه "علماء ومفكِّرون عرفتهم" ص 207، يقول الهلالي:

"وبقيت أُستاذًا في كليَّة التربية في العراق إلى سنة 1959م، حيث أطلق "عبدالكريم قاسم" [13] أيْدي الشيوعيين تزلُّفًا للدُّول الشيوعيَّة، فصاروا يقتلون من شاؤوا، ويسحلون النَّاس في الشوارع، يضعون حبلاً في عنُق الرجُل ويجرُّونه إلى أن يموت، ويعذِّبون المسجونين، ويتعقَّبون البعْثِيِّين فيفْتِكون بهم، ولا يفرِّقون بين مسلم وملحد، فكلُّ مَن ليس لهم فهو عليهم، فأحسستُ بالخطر، فاحتلْتُ حتَّى خرجت من العراق، ووصلت المغرب، فعُيِّنت أستاذًا في كليَّة الآداب في جامعة محمَّد الخامس، وبقيتُ فيها إلى سنة 1968م (1388هـ) فحججتُ، ودعاني رئيس الجامعة الإسلاميَّة الشيخ عبدالعزيز بن باز لأكون أستاذًا منتدبًا في الجامعة الإسلاميَّة، وقدّم الطلب إلى وزارة التعليم العالي بالمغرب، بواسطة الخارجيَّة السعودية، فوافقت الوزارة وانتقلتُ إلى الجامعة الإسلاميَّة" [14].

ثمَّ ترك الدكتور الهلالي الجامعة الإسلاميَّة، وذهب إلى المغرب ليتفرَّغ للدَّعوة إلى الله، وكان ذلك سنة 1394هـ.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير