[الشيخ محمد بن الشيخ أحمد الخلف (1896 - 1986م)]
ـ[العوضي]ــــــــ[07 - 11 - 09, 01:58 م]ـ
[الشيخ محمد بن الشيخ أحمد الخلف (1896 - 1986م)]
هو الشيخ محمد بن الشيخ أحمد الخلف السبيعي نسبا، والكويتي بلداً، والشافعي مذهباً، وينتهي نسبه إلى قبيلة السبيعي ولقد ولد والده في مدينة الحريج في نجد وجاء يتيماً مع القافلة إلى الكويت، وفي الكويت تزوج عائشة بنت عبدالله المقبل وسكن في سكة عبدالرزاق.
في سكة عبدالرزاق ولد الشيخ سنة 1314هـ (1896م)، ونشأ في حضانة والدته، حيث إن والده ترك الكويت بسبب سوء المعيشة طالباً الرزق في أرض الفاو.
وفي هذه المرحلة نشأ الشيخ في بيت اشتهر بالصلاح والتقوى فترعرع في أحضان الفضيلة، وتلقى أصول العلوم الشرعية ومبادئها فتلا كتاب الله العزيز صغيراً وحفظه، فاستقام لسانه، ووعى قلبه كتاب الله فاستضاء به، كما علمه والده القراءة والكتابة ومبادئ الحساب.
مصادر علمه الشرعي
ارتقى الشيخ محمد مدارج العلم .. مرحلة بعد مرحلة حتى صار علماً من أعلام المنطقة، وتولى منصب الإفتاء وهو ما يزال فتى، وقد رحل في سبيل طلب العلم إلى منابعه، ويمكن أن نجمل ذلك فيما يلي:
أولاً- المرحلة الأولى:
وفي هذه المرحلة أرسله والده إلى الكويت عندما فتحت المدرسة المباركية أبوابها في أول المحرم سنة 1330هـ - الموافق 22 من ديسمبر سنة 1911م، وكان عمره آنذاك أربعة عشر عاماً تقريباً.
ولكنه لم يكمل دراسته بها- على ما نعتقد- وذلك راجع لأحد سببين:
- إما لأن المدرسة المباركية قد هبت عليها رياح التجديد، وقد تزعم حركة التجديد فيها عدد من رواده، وقد كان والد فتانا من المحافظين على القديم فلم تعد المباركية مدرسة صالحة لولده.
- وإما لأن الفتى أو والد الشيخ لم يجدا في المدرسة المباركية ما يحقق طموحهما إلى طلب المزيد من العلم .. فلم تضف المدرسة جديداً إلى ما تعلمه الفتى من والده، لهذا غادرها إلى البحرين.
ثانيا- المرحلة الثانية: الرحلة إلى البحرين
انتقل فتانا من الكويت إلى البحرين سعياً وراء طلب العلم .. علّه يجد هناك ما يروي غلته، ويحقق طموحه وطموح والده، واختار البحرين لقربها وبإيعاز من والده .. وهبط محمد البحرين، وتلقى العلم فيها على يد قاضيها وعالمها الأوحد- في زمانه- الشيخ قاسم بن مهزع الذي طبقت شهرته آفاق الخليج كله.
ثالثاً- المرحلة الثالثة: الرحلة إلى الإحساء
وبعد أن روى ظمأه من علم شيخه قاسم في البحرين، وحقق مأربه، يمم وجهه شطر الإحساء، حيث «الهفوف» مدينة العلم والعلماء، وهناك أناخ مطيته بباب الشيخ عبداللطيف بن عبدالرحمن الملا والشيخ أحمد العلي العرفج والشيخ محمد العثمان الشافعي وغيرهم، وعلى هؤلاء العلماء الأفذاذ درس علوم الشريعة صافية من كل شائبة.
رابعاً- المرحلة الرابعة: الرحلة إلى بر فارس
ولما كان فتانا طالب العلم من الصنف النهم الذي لا يعرف الشبع من العلم كانت رحلته الرابعة إلى بر فارس، حيث علماء المذهب الشافعي ومدارسه الشرعية، فحط الفتى رحله في إحدى مدارس المذهب، وبالأخص المدرسة الأحمدية في بلدة «لنجة»، وفيها درس على يد الشيخ محمد بن حسن القنبري (ت: 1333 هـ)، الذي يعتبر من أبرز تلاميذ الشيخ أحمد بن محمد الصديق، المعروف بالقصاب، وربما درس- أيضا- على الشيخ أمان الحبشي، حيث كان معاصرا للشيخ محمد القنبري، ومدرساً في مدرسة الأحمدية.
ثم درس فتانا الشيخ في مدرسة الشيخ سلطان العلماء، التي بناها في سنة (1332 هـ -1914م) الشيخ القدوة، المربي الفاضل عبدالرحمن بن يوسف الخالدي، وتولى التدريس فيها بنفسه، فأحسن وأجاد، ونشر علوم الفقه والحديث والتفسير والنحو، وقد أكرم الله فتانا الشيخ بتلقيه العلم على الشيخ عبدالرحمن في مدرسته.
خامساً- المرحلة الخامسة: رحلته إلى بغداد
ما يزال الفتى الشيخ قادراً على الترحال، وكلما ازداد علماً ازداد نهمه وطلب المزيد، فارتحل إلى بغداد.
ومع هذا فإننا نميل، بعد تحديد السنة التي طلب فيها صاحبنا العلم ببغداد وهي (1341 هـ - 1923م)، الى ترجيح أن الذين درس عليهم هم:
1 - الشيخ يوسف أفندي بن السيد محمد نجيب بن السيد أحمد بن السيد خليل.
2 - الشيخ نجم الدين) بن ملا عبدالله الدسوقي، الشهير بالواعظ.
¥