ومن طرائف ذلكم اللقاء أنني سألته عن نبرة صوته وتغيرها وهل لذلك قصه؟ فأجاب رحمه الله بأنه في وقت الصغر سنة 1361هـ كان يقرأ القرآن وكان صوته جميلاً وعمره حوالي عشر سنوات فأصيب بمرض اللسنة وهو تغير الصوت ويقول انه عالج منها فصار صوته بهذا الوضع الذي يعرفه الناس.
لقد أجريت لقاءات مع شخصيات تجاوزت مائه عالم وداعيه لكنى لم أعلم أحداً كان لديه مثل ذلكم الحشد الهائل والعظيم من الدروس والمحاضرات والنشاط العلمي الذي لا نظير له
ولقد شاهدت بنفسي حرصه وصبره على العبادة وذلك خلال قدومه في شهر رمضان من كل عام للقيام في مكة والصلاة في المسجد الحرام فكان يحضر قبل صلاة العصر ويجلس جلسة واحدة يقرأ في القرآن من حفظه لا يتململ في جلسته ولا ينشغل في شيء إلى صلاة التراويح.
فكنت أطلب منه أن يستند إلى كرسي أو عامود يريح ظهره قليلاً ولكنه لا يقبل، وكنت أعجب من تواضعه وابتسامته لكل من عرفه وهو جالس في الحرم حتى من عامة الناس الذين قد يكثرون السؤال عليه ولكنه لا يرد أحداً.
ومما أشتهر به رحمه الله تلك الأخلاق التي اجترها من شيخه الشيخ عبدالعزيز الشثري والشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله.
لقد بذل الشيخ عبدالله بن جبرين (رحمه الله) نفسه للناس في الشفاعة وتصديق الأوراق وغير ذلك ولقد أطلعت بنفسي على عدد من الأوراق والمبايعات التي كان يكتبها احتساباً ويصدق عليها ويشفع للمحتاجين والمعوزين وغيرهم وسألته عن هذا الأمر فأجاب أن من رغب في حاجة إلينا لا يمكن أن نرده.
لقد ضرب العلامة الشيخ ابن جبرين (رحمه الله) مثلاً عظيماً في العلم والعمل حتى أجمعت وأطبقت الناس على غزارة علمه وسعه فقهه وسماحة أخلاقة.
لقد تذكرت وأنا أكتب هذه أول لقاء جمعني به حيث زرته في مكتبه مع شيخي الشيخ محمد بن صالح المنصور رحمه الله سنه 1409هـ فاستقبلنا استقبالاً حاراً واحتفي بالشيخ محمد المنصور واستغرقا في حديث مطول عن العلماء وزملائهم وأخبار الدعوة والدروس وغير ذلك. وهكذا ودع العالم الإسلامي عالم صدق وداعية عمل فحفظ ذكره وهو بإذن الله من الخالدين.
[email protected]
http://www.al-jazirah.com/81483/rj3.htm
ـ[الفلاسي]ــــــــ[01 - 08 - 09, 12:38 ص]ـ
سبحان الله للشيخ محبة في قلوب من عرفه ومن لم يعرفه .... عجيب أمره ... رحمه الله رحمة واسعه وجزاه عنا خير الجزاء ورزقه الفردوس الاعلى من الجنة
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[01 - 08 - 09, 05:37 ص]ـ
رحم الله الشيخ ابن جبرين
حمد عبدالكريم العبدالكريم
منذ أيام فقدت أمة محمد صلى الله عليه وسلم علماً من أعلامها ألا وهو: الشيخ العالم العلامة الزاهد المحتسب الذي حرص الكثير من طلبة العلم على ملازمته والأخذ عنه فاستفادوا من علمه وسمته الشيء الكثير، إنه الشيخ عبدالله بن جبرين الذي ولد في سنة تسعة وأربعين وثلاثمئة وألف من الهجرة ونشأ في قرية الرين ومحيرقة وقرأ القرآن وتعلم العلم على والده وعلى عمه إمام جامع المحيرقة الشيخ سعد بن عبدالله بن جبرين بن فهد وعلى قاضي الرين الشيخ عبدالعزيز بن محمد الشثري وكان في بداية طلبه للعلم بداية نبوغ العالم الكبير في السنة العاشرة من عمره وانكبابه على العلم والمذاكرة والاطلاع حتى صار الأول بين زملائه في عهد شيخه الكبير محمد بن إبراهيم فهو أعطى وقته كله للعلم فوصل بإذن ربه عز وجل إلى ما وصل إليه.
وطلب العلم في زمن الشيخ كان من الصعوبة بمكان وقد تحمل الشيخ في ذلك مشقة عظيمة إذ كان يسافر من بلد لآخر مشياً على الأقدام وتحدث الشيخ رحمه الله عن ذلك حيث قال: سافرت إلى بلدة محيرقة سنوياً وقت الصيف للقراءة على إمام جامع محيرقة سعد بن عبدالله بن جبرين وبالأخص في القرآن الكريم وكانت المسافة بين الرين ومحيرقة 65 كيلو متراً، وكان يذهب أيضاً للعالم الكبير صالح بن مطلق رحمه الله وكان إماماً في إحدى قرى الرين والاستفادة منه يوماً أو نصف يوم وهي تبعد عن قرية الشيخ ثمانية كيلو مترات وكان يقطعها في ساعتين تقريباً.
وقد أنابه سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله لكي يدرس في الجامع الكبير كما أنابه بالإمامة عنه إذا غاب الشيخ. وباب منزل الشيخ مفتوح للناس لقضاء حوائجهم والشيخ كان أكثر العلماء بذلاً للعلم فتجده مثلاً يشرح كتباً عديدة تصل أحياناً إلى عشرة أو تزيد في مجلس واحد، ولو حسبت الكتب التي تقرأ عليه في أسبوع لوجدتها أكثر من خمسين كتاباً.
حتى ذكر أحد طلبة العلم أن الشيخ يشرح أكثر من 14 كتاباً فقهياً في الأسبوع. أما في الإجازة الصيفية فتقام للشيخ دورة صيفية في مسجده غير دورة شيخ الإسلام ابن تيمية وغيرها وبعد ذلك يقوم برحلات على مناطق المملكة لإقامة الدروس لأكثر من 30 بلدة أو محافظة.
الشيخ توجد فيه ميزة عجيبة وهي كتابة المقدمات على الكتب التي قام بشرحها تظهر شخصية الشيخ وترى فيها التوحيد الخالص الكامل.
قول أحد المناقشين له عند المناقشة على الزركشي على مختصر الخرقي لو ما كان من خدمة للإسلام إلا هذا الكتاب لكفى الشيخ؟ وللشيخ أيضاً دور في حاشية الروض المربع وأيضاً فتاوى شيخ الإسلام.
يعرف الشيخ ابن جبرين رحمه الله بتواضعه الكبير فهو دائماً صامت قليل الكلام لا يتكلم إلا إذا سأل عن مسألة وإذا خالفه أحد العلماء في مسألة فإنه يقول: فلان عالم ويحترم علمه ولا يعنف عليه في الرد.
رحم الله شيخنا وجميع أئمة المسلمين وعلمائهم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
http://www.al-jazirah.com/2490212/rj13.htm
¥