تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ولعلَّ ما كتبه الدكتور (بشَّار عوَّاد معروف) في مقدمته لكتاب (سير أعلام النُّبلاء) في معرِض حديثه عن تحقيق الكتاب، يجلِّي نواحيَ مهمَّة من طبيعة العمل الذي نهض به الشيخ الأرنؤوط في قسم تحقيق التُّراث بالمؤسَّسة، يقول: " .. ثم توَّج عمله - صاحب الرسالة - بأن ندب لمراجعة الكتاب والإشراف على تحقيقه، عالماً بارعاً، متأبهاً عن الشُّهرة، قديراً على تذليل الصعاب، فطيناً لإيضاح المبهم، كفياً بتيسير العسير، هو الأستاذ المحدِّث الشيخ شعيب الأرنؤوط، وقد عرفتُ لهذا العالم فضلَه الكبير على هذا السِّفر النَّفيس، آثِرَ ذي أثير حين اشترط أن يُقام التَّحقيق على أفضل قواعده .. وهو اليوم فارسُ هذا الميدان الخطير الذي ضرب آباطه ومغابنه، واستشفَّ بواطنه".

تلاميذه:

تخرَّج على يد الشيخ شعيب الأرنؤوط في التحقيق عددٌ غير قليلٍ من طلبة العلم، منهم: محمد نعيم العرقسوسي، وإبراهيم الزيبق، وعادل مرشد، وعمر حسن القيَّام، وأحمد عبد الله، وعبد اللَّطيف حرز الله، وأحمد برهوم، ورضوان العرقسوسي، وكامل قره بللي.

وقد قرَّ الشيخ عيناً حين رأى كل واحدٍ من هؤلاء قادراً على القيام بأعباء التعامل الصَّحيح مع علوم السُّنة والاستقلال بعمله.

وأثَرُ الشيخ الأرنؤوط واضحٌ جليٌ في الكتب التي حقَّقها هؤلاء، الذين حفظوا له فضلَه عليهم ورعايته لهم.

يقول الشيخ نعيم العرقسوسي في مقدمة تحقيقه لكتاب (توضيح المشتبه) لابن ناصر الدين: "وأخَصُّ الشكر وأجزَلُه، وعظيمُ الوفاء وأجملُه، إلى من لولا رعايتُه وعنايته ما كنت في عِداد من يُعنى بتحقيق التُّراث، إلى من هو جديرٌ بكل تقديرٍ واحترامٍ، وأهلٌ لكل تكريمٍ وإعظامٍ، إلى فضيلة الشيخ المفضال المعطاء المحتسب أستاذي شعيب الأرنؤوط حفظه الله".

ويقول الأستاذ إبراهيم الزيبق أيضاً في مقدمة تحقيقه لكتاب (طبقات علماء الحديث) لابن عبد الهادي: "وبعدُ .. هل تكفي كلمة شكر أزجيها لأستاذي وشيخي شعيب الأرنؤوط؟ وهل تجزي عني كلمة ثناء أكتبها له بحروف المحبة والصدق؟ .. إن ما بعنقي له أوسعُ من الشكر، وأجزل من الثناء، إنَّ ما فتح عليه عينيَّ من أمر الحياة، وأنا أتلمَّس طريقي بعقلٍ غضٍّ وقلبٍ مرهفٍ جعل أيامي معه سنين في عمقها وغناها، ثم أخذ بيدي في عالم التَّحقيق، فمنحني ثقتَه وما أغلاها، وأنار دربي بعلمه وما أغزرَه، فلَك يا أستاذي شكرٌ أوسع من الشُّكر، وثناءٌ أعظم من الثَّناء، والله يتولَّى عنِّي حُسنَ جزائك".

ويقول الأستاذ عمر حسن القيَّام في مقدمة تحقيقه لرسالة ابن رجب الحنبلي (شرح حديث اللهمَّ بعلمك الغيب): "وشجَّعني على المضيِّ قُدُماً في هذا الطَّريق شيخي المحدِّث العلاَّمة شعيب الأرنؤوط أحد شيوخ هذا الفنِّ في هذا العصر، والعَلَم الذي نشر من نفائس السُّنة النَّبوية ما يقضي بنبالة قدره، ومن ارتضاني للعمل في هذا العلم الشَّريف بعد سياحة غير قصيرة في علوم اللُّغة والأدب، فله منِّي أجزل شكرٍ وأوفاه على حُسْن صنيعه معي، وإيثاره إياي بنفيس أوقاته".

وقد كانت علاقةُ الشيخ بتلاميذه علاقةَ الصَّديق بأصدقائه، فكان قريباً منهم، حريصاً على نفعهم وهدايتهم، ولم يكن يفرض عليهم آراءه وأحكامه، بل كان يحثُّهم على أن يُعملوا عقولهم، ويبدوا حجَّتهم، وكثيراً ما كان يستشيرهم، وينزل عند رأيهم، مما كان له أثره الطَّيب في نشأتهم وتعلُّمهم.

منهجُه في التَّحقيق:

للشيخ منهجٌ واضحٌ مستتبٌّ في التحقيق، تجده مطبَّقاً في معظم الكتب التي حقَّقها، أو أشرف على تحقيقها، وكثيراً ما كان يعرض هذا المنهج في مقدماته الضافية التي كان يصدِّر بها هذه الكتب، والتي تشتمل في الغالب - فضلاً عن (منهج التَّحقيق) - على ترجمةٍ وافيةٍ للمؤلِّف ودراسةٍ شاملةٍ للكتاب ووصفٍ دقيقٍ للنُّسخ التي اعتمدها، ونماذجَ من هذه النُّسخ.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير