يحرص على أن أكون من طلبة
العلم.
وبعد حفظ القرآن عملت مع
الوالد في الحقل بما أقدر عليه
وقد كنت أشارك في تلقيح
النخل واصلاح المزرعة قدر
الاستطاعة.
ثم رحلت إلى الرياض لطلب
العلم وذلك في سنة 1367هـ
بإشارة من والدي ـ رحمه الله ـ،
فبدأت بتلقي العلوم على
فضيلة الشيخ عبداللطيف
بن إبراهيم آل الشيخ، وأكملت
الأجرومية والأصول الثلاثة
والرحبية في الفرائض
والقواعد الأربعة حتى اكملتها
فهما وحفظا.
ثم انتقلت للقراءة على
سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم
آل الشيخ سنة 1368هـ، فقرأت
عليه وبدأت بقراءة زاد
المستقنع ثم كتاب التوحيد
وكشف الشبهات والواسطية
لشيخ الإسلام والأربعين
النووية وألفية ابن مالك
وبلوغ المرام وهذه تقرأ على
الشيخ عادة ولابد منها،
وأضفت أنا عليها كتب أخرى
كنت أقرأها لوحدي على سماحة
الشيخ ـ رحمه الله ـ الطحاوية
والدرة المضيئة للسفاريني
والحموية لأبن تيمية هذه
قرأتها لوحدي واستمرت القراءة
على سماحة الوالد الشيخ محمد
بن ابراهيم ـ رحمه الله ـ حتى
فتح المعهد العلمي عام 1371هـ
وهو أول معهد يفتح. وكل هذه
الكتب كنت احفظها كما أحفظ
الفاتحة.
هل كان لوالدكم ـ رحمه الله ـ أثر
في تربيتكم؟؟
والدي ـ رحمه الله ـ كان عاميا
يقراء القرآن فقط ـ ولا يحفظه
ـ وكان حريصا عليّ وهذا يظهر أنه
لما فقدت بصري حرص على
تحفيظي القرآن بل كان
يحفظني كل يوم الجزء
المطلوب منى قبل ذهابي
للكتاب، ثم أرسلني للرياض
لأكمل دراستي وتعليمي رحمه
الله وغفر له ـ.
شيخكم في الكتّاب لو
حدثتمونا عنه ـ رحمه الله ـ؟
هو الشيخ عبدالله بن مبارك
العمري ـ رحمه الله ـ كان يدرس
في الكتاب متبرعا لا يأخذ أجرا
وكان يحتسب عمله لله جل
وعلا، وكان أحيانا يساعده بعض
أولاده.
ما هي طريقة الدراسة في
الكتّاب؟
نبدأ بدراسة حروف الهجاء، ثم
ينقل منها لمعرفة الحركات
الفتحة والضمة وهكذا، فنقول
مثلا} بُ {رفاع يعني باء
مرفوعة و} بِ {خفاض يعني باء
مكسورة وهكذا، ثم ننتقل
للحركتين. ثم ننتقل
للحرفين من الهجاء وأكثر،
وبعدها يعمل لنا اختبار نسميه
الهجوه وطريقته ان المدرس
يعطي الطالب كلمة أو أكثر
ليتأملها ويعرفها بعيدا عن
الطلاب لوحده ثم بعد قليل
يطلبه المدرس ويسأله عنها
فإن عرفها كتب له ثانية
وثالثة فإن عرفها يعتبر قد
أجتاز هذه المرحلة من الكتاب،
وأنا اذكر الكلمة التي كتبت
لي وحتى الآن لم أنساها
فوالدتي ـ رحمها الله ـ اسمها
هيلة وكتب لي المطوع ـ
المدرس ـ هيلة فعرفتها وأضاف
لها كلمة أو كلمتين؛ فنجحت
وهذا عام 1352هـ.
وبعد هذه المرحلة نبدأ بقراءة
القرآن قراءة فقط بدون حفظ
ويكون الحفظ للأعمى فقط،
فيأخذ الطالب لوحا من خشب له
حبل يعلق به، ويطلي
للكتابة فإذا انتهى من
الكتابة يطلى بطين أبيض
يسمى) طلو (، ويكتب عليه
مرة أخرى.
وبعد أن ينتهى من جزء عمّ
يستمر في قراءة القرآن تلاوة
في المصحف حتى يتمه كاملا،
ومن رغب حفظ القرآن يكمل حتى
يحفظه ولكن هذا نادر.
هل تذكرون بعض زملائكم في
الكتّاب ممن طلب العلم وبرز؟
أذكر ضحيان بن عبدالعزيز
الضحيان من قبيلة عتيبة
الذي كان من خيرة طلبة العلم ـ
رحمه الله ـ وهذا فقط الذي أذكر
أنه تعلم وصار طالب علم ومن
خيره العلماء.
هل بقي شيئ مما كنت تحفظ
من المتون؟
الحمد لله كنت احفظ المتون
كما احفظ الفاتحة من القرآن،
ولكن بعد دخولي للمعهد
العلمي ودرسنا مدرسين من
بعض البلاد خربوا علينا هذه
الطريقة وقالوا: الحفظ ما
يصلح والحفظ يدمر الذهن
ويفسد عقلية الطالب ينبغي
الفهم بدون حفظ فأهملنا
الحفظ ولكن بحمد لله اذا
سمعت الباب مرة واحدة
استعدته.
هل تذكر أحدا مما زاملكم في
الدارسة وبرز على الشيخ محمد
بن إبرهيم والشيخ
عبداللطيف؟
درس كثيرون على الشيخين
وبرزوا، أذكر منهم الشيخ صالح
على بن الغصون ـ رحمه الله ـ
وإن كنت ما زاملته إلا في آخر
دراسته تخرج ثم تولى القضاء
ثم صار في التمييز ثم مجلس
هيئة كبار العلماء ثم توفي ـ
رحمه الله ـ ومنهم الشيخ زيد
بن فياض ـ رحمه الله ـ ومنهم
الشيخ إبراهيم بن محمد بن
إبراهيم آل الشيخ وزير العدل
السابق، ومنهم محمد الدريبي
وكيل وزارة الداخلية سابقا،
والشيخ علي بن سليمان
الرومي تولى التدريس ثم
القضاء في المحاكم ثم انتقل
الى التمييز، هؤلاء بعض من
زاملتهم في الدراسة.
¥