3 - الشيخ عبدالسلام بن السيد أحمد بن السيد عبدالله بن عبدالحافظ الهيني.
أعماله
أولا: الإفتاء
بعد أن اشتد الفتى واستوى، وآتاه الله حكمة وعلما، عاد الى موطنه، وألقى عصا التسيار في «الفاو» عام (1341 هـ- 1923م)، وكان عمره إذ ذاك خمسا وعشرين سنة، وفي هذه السن المبكرة قلده والده منصب الإفتاء، بعدما عرف ما عند ولده من علم وفقه حصله من رحلاته في دول الخليج العربي، وتزوده من مدارس العلم الشرعي في الأمصار التي ارتحل إليها .. وظل الفتى الشيخ متقلداً منصب الإفتاء حتى وافاه الأجل المحتوم.
ثانيا- الإمامة
لم يعرف شيخنا الاستقرار طويلاً، فقد ألف الانتقال من مكان إلى آخر، ولذا عاد إلى الكويت وطنه عالماً، وقد صار الفتى شيخاً، فتولى مهمة الإمامة والخطابة والوعظ في أحد مساجد جزيرة «فيلكا» التي نزلها عام 1945م، إلى جانب أنه كان يفتي الناس في أمور الدين، وما يجد لهم من أقضية، وانتقل من فيلكا إلى مدينة الكويت، واتخذ له بيتا في الشرق بقرب مسجد العوضي، وصار إماماً للمسجد وخطيباً وواعظاً.
ثم انتقل من الشرق إلى حي القادسية واتخذ له بيتا فيه، كما بنى له مسجداً كان هو إمامه وخطيبه وواعظه إلى أن مات.
ثالثا: مستشاراً
كانت ترد عليه بعض المسائل من المحكمة الشرعية في الكويت بخطاب رسمي- من باب المشاورة- وكان يرد عليها.
رابعاً: الدعوة إلى الله
قام الشيخ بواجب الدعوة إلى الله على بصيرة .. فسلك طريق الأنبياء والصالحين، والعلماء العاملين، ما وسعه الجهد، وكان في وعظه حريصا على نشر الفضيلة، ومحاربة الرذيلة، فأمر بالمعروف، ونهى عن المنكر، وحارب المفاسد التي أصابت المجتمع الإسلامي من التعري، والتبرج، والمجون، والفسق عن طريق وسائل الإعلام المتعددة، وكان- رحمه الله- يشدد علي مضار التلفاز على الأسرة المسلمة.
ولقد أسلم على يديه خمسة من الكفار.
الأول: هندوسي، سماه عبدالله.
والثاني: بانياني هندي أيضا، سماه محمد الصادق.
والثالث: كان صابئيا من العراق، ختنه، وسماه عبدالله موزان.
والرابع: كان أوروبياً لا يحسن العربية، رئيسا في المركب، ومعه الترجمان، ولما علم الشيخ أن ليس لهذا الرئيس أي غرض شخصي في إسلامه، أخذ ييسر له الطريق حتى أسلم على يده وحسن إسلامه، وسماه زياد سليم.
والخامس: يدعى عبدالمسيح، وكان شابا من الأناضول، جيء به فأسلم، فختنه، وعلمه أمور الدين، ولم يزل عنده في مكانة الابن.
أخلاقه وعبادته
تخلق الشيخ بأخلاق السلف الصالح، فكان- رحمه الله- عابداً، زاهداً في الدنيا وزخارفها، منقطعاً عن الناس ومجالسهم الفارغة، وكان يشغل يومه في المطالعة أو العبادة، فكان كثير التلاوة لكتاب الله تعالى، كثير الحج، وكان في حجه يقضي معظم وقته في بيت الله الحرام بالصلاة حتى ليقال: إنه لا يفتر عن الصلاة فيه.
وكان شيخنا لا يترك صلاة التسابيح في ليلة الجمعة ما بين المغرب والعشاء، يصليها جماعة مع إخوانه من الصالحين.
مؤلفاته
لم يكن شيخنا مؤلفا بالمعنى المعروف، ولكنه كان واعظاً ومرشداً، وخطيبا، وقد غلب ذلك على كتاباته، فلم يكن همه منصباً على التأليف نظراً لانشغاله بالعبادة وبوعظ العامة.
1 - كتاب «لسان الحال» في المواعظ والأمثال.
2 - «جواب السائل ودليل العاقل»، أورد فيه كثيراً من الخطب والأحاديث ومجالس الوعظ.
3 - ديوان شعر .. طبع في ذيل كتاب جواب السائل.
4 - كتاب «إرشاد المسلم»، يغلب على هذا الكتاب الإرشادات الفقهية وجاءت على هيئة سؤال وجواب.
وفاته
انتقل إلى رحمة الله في 10 من محرم سنة 1406هـ - الموافق 14 من سبتمبر 1986 غفر الله له وجزاه على ما قدم جنات تجري من تحتها الأنهار.
ـ المصدر: علماء الكويت وأعلامها - عدنان الرومي
http://alwaei.com/topics/current/article_new.php?sdd=3059&issue=528
ـ[أبو طلحة العتيبي]ــــــــ[09 - 11 - 09, 09:06 ص]ـ
رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه
محمد بن أحمد الخلف خير خلف لخير سلف
بارك الله فيهم ونفع بعلمهم وإصلاحهم