تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[من الفنون النثرية (التوقيعات)]

ـ[محمد سعد]ــــــــ[23 - 07 - 2008, 07:10 م]ـ

التَّوقيعات أحد فنون النثر في الأدب العربي وهي مايوقّع به الخليفة أو الوزير أو الوالي على الشكاوى التي تُرفع إليه. ويرجع تاريخها إلى أيام الخليفة عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ حيث يُنسب إليه توقيع على كتاب وَالِيهِ على العراق، سعد بن أبي وقاص، وكان قد استأذنه في بناء بيتٍ، فكتب إليه: ابنِ ما يكنُّك من الهواجر وأذى المطر.

ويرى بعض المؤرخين أن التوقيعات من فنون النثر التي أخذها العرب عن الفرس. إلاّ أن توقيع أمير المؤمنين عُمر وغيره يثبت أنها عربية الأصل وليس ذلك بالأمر الغريب على اللغة العربية التي من أبرز مميزاتها الإيجاز المفيد حين تدعو الحاجة.

وقد شاعت التوقيعات في العصر العباسي، ونُسبت إلى كثير من الخلفاء كالسفَّاح والمنصور والمهدي والرشيد، كما نسبت إلى بعض الوزراء والولاة.

وكثيرًا ما تكون التوقيعات آية قرآنية أو حديثًا شريفًا أو حكمةً أو مثلاً أو بيتًا من الشعر. وقد تكون عبارة مرتجلة من إنشاء الموقّع حسبما تمليه المناسبة.

ومن التوقيعات البليغة توقيع المأمون على رقعة متظلّم: ليس بين الحقّ والباطل قرابة.

ووقّع السفّاح في كتاب جماعة من بطانته يشكون احتباس أرزاقهم: من صبر في الشدّة شارك في النعمة.

ووقّع المنصور على شكوى لأهل الكوفة من عاملهم: كما تكونون يؤمّر عليكم.

ومن التوقيعات التي اقتبست من القرآن الكريم توقيع المهدي في كتابه إلى أحد ولاته حين شكا سوء طاعة رعاياه: ?خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين? الأعراف:199.

واشتهر من الوزراء جعفر البرمكي وكانت له توقيعات بديعة منها توقيعه في رقعة أحد عماله: لقد كثر شاكوك وقل شاكروك فإمّا اعتدلت وإمّا اعتزلت.

ويلاحظ أن أسلوب التوقيعات يعتمد الإيجاز ويحلّى ببعض المحسّنات البديعية كالجناس والمطابقة كما تعتمد أحيانًا على الاقتباس.

ـ[صاحبة القلم]ــــــــ[23 - 07 - 2008, 07:26 م]ـ

بارك الله فيك أستاذ محمد على موضوعك الجميل

وجزاك عليه خير الجزاء

ـ[صاحبة القلم]ــــــــ[23 - 07 - 2008, 07:34 م]ـ

كما تفضلت حضرتك بالذكر بأن الخليفة الراشد عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – هذا الفن في مكاتباته لرجال الدولة من ولاة وقواد.

فقد وقع في كتاب عمرو بن العاص: كن لرعيتك كما تحبُّ أن يكونَ لك أميرُك.

وأثرت لعثمان بن عفان – رضي الله عنه – بعض التوقيعات، من ذلك أن نفرًا من أهل مصر كتبوا إليه يشكون مروان بن الحكم، وذكروا أنه أمر بوَجءِ أعناقهم، فوقع في كتابهم: {فَإِنْ عَصَوْكَ فَقُلْ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تَعْمَلُونَ}.

ووقع في قصة رجل شَكَا عَيْلةً: قد أمرنا لك بما يُقيمك، وليس في مالِ الله فَضْلٌ للمسرفِ.

وما وصل إلينا من توقيعات الخليفة علي بن أبي طالب – رضي الله عنه – أكثر مما بلغنا من توقيعات أبي بكر وعمر وعثمان؛ فمن توقيعاته ما وقَّع به إلى طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه: في بيته يُؤْتى الحكم.

وكتب الحسن أو الحسين إليه في شيءٍ من أمر عثمان - رضي الله عنه – فوقع إليه: رأي الشيخ خيرٌ من مَشْهدِ الغلام.

ووقع في كتاب سلمان الفارسي، وكان سأله كيف يُحاسب الناسُ يوم القيامة: يحاسبون كما يرزقون.

ووقع في كتاب أتاه من الأشتر النخعي فيه بعض ما يكره: مَنْ لك بأخيك كله.

ووقع في كتابٍ لصعصعةَ بن صُوحانَ يسألُه في شيءٍ: قيمة كل امرئٍ ما يحسن.

وكتب إليه الحُضَيْن بن المنذر في صفين يذكر أن السيف قد أكثر في ربيعة، وبخاصةٍ في أسرى منهم، فوقع إليه: بقيةُ السيفِ أنمى عددًا.

ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[23 - 07 - 2008, 08:40 م]ـ

اسمح لي أستاذي الفاضل محمد سعد بمشاركتك:

رُفع إلى أحد الملوك أن فلانا يحب ابنك؛ فاقتله، فقال الملك:

إن قتلنا من يحبنا، وقتلنا من يكرهنا يوشك لا يبقى على ظهرها أحد.

ورفع إلى أحد الأمراء أن البرد أهلك الورد، ولا يستطيع إقامة مجلس ماء الورد، فقال:

في سلامة النفس والدين عوض عن كل فائت. فلو لم يخلق الورد لكان ماذا؟!

وتقاتل ملكان بجيوشها، وذات يوم أرسل أحد الملكين جاسوسًا يرى عدد الجيش، فعاد الجاسوس، فقال للملك:

عددهم كثير. فقال الملك:

القصاب لا تهوله كثرة الغنم.

ـ[محمد سعد]ــــــــ[23 - 07 - 2008, 08:50 م]ـ

بارك الله فيك أستاذ محمد على موضوعك الجميل

وجزاك عليه خير الجزاء

وبارك الله فيك على المشاركة الفاعلة

ـ[محمد سعد]ــــــــ[23 - 07 - 2008, 08:51 م]ـ

اسمح لي أستاذي الفاضل محمد سعد بمشاركتك:

رُفع إلى أحد الملوك أن فلانا يحب ابنك؛ فاقتله، فقال الملك:

إن قتلنا من يحبنا، وقتلنا من يكرهنا يوشك لا يبقى على ظهرها أحد.

ورفع إلى أحد الأمراء أن البرد أهلك الورد، ولا يستطيع إقامة مجلس ماء الورد، فقال:

في سلامة النفس والدين عوض عن كل فائت. فلو لم يخلق الورد لكان ماذا؟!

وتقاتل ملكان بجيوشها، وذات يوم أرسل أحد الملكين جاسوسًا يرى عدد الجيش، فعاد الجاسوس، فقال للملك:

عددهم كثير. فقال الملك:

القصاب لا تهوله كثرة الغنم.

دائمًا تتحفنا بالجميل أخي عبد العزيز

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير