أكثرُ الشعراء اختراعًا
ـ[محمد سعد]ــــــــ[21 - 08 - 2008, 06:34 ص]ـ
أكثر الشعراء اختراعاً ابن الرومي، قال:
عيني لعينك حين تنظر مقتل =لكن لحظتك سهم حتف مرسل
ومن العجائب أن معنى واحداً =هو منك سهم وهو مني مقتل
وقال في العتاب:
توددت حتى لم أدع متودداً =وأفنيت أقلامي عتاباً مرددا
كأني أستدعي بك ابن حنية =إذا النزع أدناه من الصدر أبعدا
واستمتع معه هنا وهو غاية في الحسن في معناه:
وما يعتريها آفة بشرية =من النوم إلا أنها تتبختر
وغير عجيب طيب أنفاس روضة =منورة باتت تراح وتمطر
كذلك أنفاس الرياض بسحرة =تطيب، وأنفاس الورى تتغير
ـ[ابن القاضي]ــــــــ[22 - 08 - 2008, 07:31 م]ـ
جميل ما أتحفتنا به جزاك الله خيرا، وأحسن إليك.
ـ[صاحبة القلم]ــــــــ[22 - 08 - 2008, 07:46 م]ـ
جميل ما نقلته أستاذ محمد .. بارك الله فيك وجزاك عليه خير الجزاء
" أكثر الشعراء اختراعا "لقب يستحقه ابن الرومي .. فقد ابتكر من الصور والأخيلة ما لم يبتكرها أحد قبله ولم يتفوق عليهأحد من بعده.
أليس هو القائل مادحا
كل الخصال التي فيكم محاسنكم= تشابهت منكم الأخلاق والخلقُ
كأنكم شجر الأترج طاب معا = حملا ونوْرا وطاب العود والورق
وأليس هو القائل أيضا في صورة تخلب الأذهان والقلوب
أوفى بأعلى رتبة وتواضعت = آلاؤه فأحطن بالأعناق
كالشمس في كبد السماء محلها = وشعاعها في سائر الآفاق
ـ[عبدالله]ــــــــ[22 - 08 - 2008, 10:27 م]ـ
صدقتم و قد ابدع ابن الرومي بقوله:
آراؤكم و وجوهكم و سيوفكم ... في الحادثات اذا دجون نجوم
فيها معالم للهدى و مصابح ... تجلو العمى و الأخريات رجوم
فانظر الى تقسيمه و ابداعه:)
و هو القائل:
و اذا امرؤ مدح امرءا لنواله ... و اطال فيه فقد اراد هجاءه
لو لم يقدر فيه بعد المستقى .... عند الورود لما اطال رشاءه
ـ[أم أسامة]ــــــــ[23 - 08 - 2008, 08:16 م]ـ
ومن روائع ابن الرومى .. قصيدته الحزينة في رثاء ابنه الأوسط ..
قصيدة ابن الرومي في رثاء ابنه محمد وهو أوسط صبيته وهي من اجمل ماقيل في الرثاء حسب رأيي
مع اعتذاري الشديد لطول القصيدة لم استطع حذف اياً من ابياتها لروعتها
بكاؤكما يُشفي وإن كان لا يُجدي = فجودا فقد أودى نظيركما عندي
بُنيّ الذي أهدتهُ كفّاي للثرى = فياعِزّة المُهدَى ويا حسرة المُهدِي
ألا قاتل الله المنايا ورميها = من القوم حبات القلوب على عمدِ
توخّى حمامُ الموت أوسط صبيتي = فلله كيف اختار واسطة العقدِ
علىحين شِمتُ الخيرَ من لمَحاته = وآنستُ من أفعاله آية الرّشدِ
طواهُ الردى عني فأضحى مزارهُ = بعيداً على قربٍ، قريباً على بُعدِ
لقد انجزَتْ فيه المنايا وعيدها = وأخلفت الآمالُ ما كان من وعدِ
لقد قلّ بين المهدِ واللحدِ لُبثه =فلم ينسَ عهدَالمهدِ إذضُمّ فىاللحدِ
ألَحّ عليه النزفُ حتى أحاله = إلى صُفرةِ الجاديّ عن حُمرة الوردِ
وظلّ على الأيدي تَسَاقط نفسُهُ = ويذوي كما يذوي القضيبُ من الرندِ
فيا لك من نفس تَسَاقَط أنفساً = تَسَاقُط درٍّ من نظامٍ بلا عِقدِ
عجبتُ لقلبي كيف لم ينفطر له = ولو انّه أقسى من الحجر الصلدِ
بودّيَ أنّي كنتُ قد متُّ قبله = وأنّ المنايا دونه صمدت صمدي
ولكنّ ربي شاء غير مشيئتي = وللرب إمضاءُ المشيئةِ لا العبدِ
وما سرّني أنْ بعتهُ بثوابهِ = ولو أنّهُ التخليدُ في جنة الخُلدِ
ولا بعتهُ طوعاً، ولكنْ غُصِبْتُهُ =وليس على ظلم الحوادث من مُعدِ
وإني وإنْ مُتِّعْتُ بابنيّ بعدهُ = لَذَاكرهُ ما حنّتِ النّيبُ في نجدِ
وأولادنا مثلُ الجوارح، أيها = فقدناهُ كان الفاجعَ البيِّن الفقدِ
لكلٍّ مكانٌ لا يسدُّ اختلالَه = مكانَ أخيهِ في جَزُوعٍ ولا جَلْدِ
هل العينُ بعدالسمعِ تكفىمكانه= أم السمعُ بعد العين يهدي كما تَهدي
لَعَمري لقد حالت بي الحالُ بعدهُ= فيا ليت شعري كيف حالت به بعدي
ثكلتُ سروري كلّهُ إذ ثكلتُهُ =وأصبحتُ في لذات عيشي أخا زُهدِ
أريحانةَ العينين والأنف والحشا = ألا ليت شعري هل تغيّرتَ عن عهدي
سأسقيكَ ماء العين ما أسعَدَتْ بهِ=وإن كانت السّقيا من العين لاتُجدي
أعينيّ جودا لي، فقد جُدتُ للثرى=بأنفسَ مما تسألانِ من الرّفدِ
أقُرةَ عيني، قد أطلتَ بكاءها = وغادرتَها أقذى من الأعين الرُّمْدِ
أقرةَ عيني، لو فدى الحيُّ ميتاً = فديتك بالحوباءِ أوّل من يفدي
كأنّيَ ما استمتعتُ منكَ بضمةٍ = ولا شمّةٍ في ملعبٍ لكَ أو مهدِ
أُلامُ لما أُبدي عليك من الأسى = وإنّيْ لأُخفي منهُ أضعافَ ما أُبدي
محمدُ، ما شيءٌ تُوُهّمَ سَلوةً = لقلبيَ إلا زادَ قلبيْ من الوجدِ
أرى أَخوَيْكَ الباقيين كليهما = يكونان للأحزان أورى من الزندِ
إذا لعبا في ملعبٍ لك لذّعا = فؤاديْ بمثلِ النار عن غيرما قصدِ
فما فيهما لي سلوةٌ بل حزازةٌ = يهيجانها دوني،وأشقى بها وحدي
وأنتَ وإنْ أُفردتَ في دار وحشةٍ = فإني بدار الأنسِ في وحشة الفردِ
أودُّ إذا ما الموتُ أوفَدَ معشراً = إلى عسكر الأموات، أنّيْ من الوفدِ
ومن كان يستهدي حبيباً هديةً = فطيفَ خيالٍ منكَ فىالنوم أستهدي
عليك سلامُ الله مني تحيةً = ومن كل غيثٍ صادقَ البرقِ والرعدِ