تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[الضيف و القرى في الشعر العربي]

ـ[فارس]ــــــــ[25 - 08 - 2008, 02:02 ص]ـ

فهرس:

• الضيف والقرى (في الفخر و المدح و الذم)

• من المعاني الجميلة

• من التشبيهات الجميلة

• أبيات فيها طرافة و ظرافة

الضيف والقرى (في الفخر و المدح و الذم)

قرى الضيف في أشعار العرب كثير، و كانت العرب إذا مدحت أو فخرت، تمدح و تفخر بإكرام الضيف و تعجيل قراه، و إذا هجت و ذمت، تذم من لا يكرم ضيفه و من يعتم قراه، و عتم القرى تأخيره.

فمن الفخر:

قول حاتم الطائي:

ألمْ تعلمي أني إذا الضَّيْفُ نابَني = و عَزَّ القِرى أُقْري السَّديفَ المُسَرْهَدا

السديف: لحم السنام

المسرهد: السمين كثير الشحم

و قول حسان بن ثابت:

و إِنّا لَنُقْري الضَّيْفَ إن جاءَ طارِقًا = مِنَ الشَّحْمِ ما أمْسَى صَحيحًا مُسَلَّمَا

طارقا: زائرا ليلا

الشحم: سنام البعير

و قوله أيضا:

و أَنْشُدُكُمْ و البَغْيُ مُهْلِكُ أَهْلِهِ = إذا الضَّيْفُ لمْ يُوجَدْ لَهُ مَنْ يُنازِعُهْ

أَلَسْنَا نُحَيِّيْهِ و يَأْمَنُ سَرْبُهُ = و نَفْرُشُهُ أَمْنًا و يُطعَمُ جائِعُهْ

السَّرب: الإبل

و قول دعبل الخزاعي:

عَلِّلاني بِسَماعٍ و طِلا = و بِضَيْفٍ طارِقٍ يَبْغِيْ القِرى

نَغَمَاتُ الضَّيْفِ أَحْلى عِنْدَنا = مِنْ ثُغاءِ الشاءِ أوْ ذاتِ الرُّغا

نُنْزِلُ الضَّيْفَ إذا ما حَلَّ في = حَبَّةِ القَلْبِ و أَلْواذِ الحَشا

رُبَّ ضَيْفٍ تاجِرٍ أَخْسَرْتُهُ = بِعْتُهُ المَطْعَمَ و ابْتَعْتُ الثَّنا

الرغاء: صوت ذوات الخف كالبعير و الناقة

ألواذ: جوانب

و من المدح:

قول الفرزدق:

و إنَّ بلالا لا تُحَجَّل قِدْرُهُ = إذا سُتِرَتْ دون الضُّيوفِ حِجالُها

تحجّل: تُستر

و قول عبيدالله بن قيس:

ألا أيُّها الضَّيفُ الذي يَطْلُبُ القِرى = بِبَتّا تَحَمَّلْ لَيْسَ في دارِهِ عَمْرُو

و كانَ أبو أَوْفَى إذا الضَّيفُ نابَهُ = تُشَبُّ له نارٌ و تُنَضَى لَهُ قِدْرُ

فَيُمْسِي و يُضْحِي الضَّيفُ شَبْعَانَ و القِرى = حَمِيدٌ و يَبْقى بَعْدَها الحَمْدُ و الذِّكْرُبتّا: اسم موضع

و من الذم:

قول بشار بن برد:

قَوْمٌ إذا ما أَتى الأَضْيافُ مَنْزِلَهُمْ = لمْ يُنْزِلُوهُمْ و دَلُّوهُمْ على الخانِ

و منه قول دعبل الخزاعي:

إنْ بَدَتْ حاجَةٌ لَهُ ذَكَرَ الضَّيْـ = فَ و يَنْسَاهُ عِنْدَ وَقْتِ الغَداءِ

و قوله أيضا مادحا و ذاما:

أَضْيَافُ سَالمٍ في خَفْضٍ و في دَعَةٍ = و في شَرابٍ و لَحْمٍ غَيْرِ مَمْنُوعِ

و ضَيْفُ عَمْرٍو و عَمْرٌو يَسْهَرانِ مَعًا = عَمْرٌو لِبِطْنَتِهِ و الضَّيفُ لِلْجُوعِ

و بيت الأخطل في هذا الباب (قوم إذا استنبح ... ) أشهر من أن أذكره.

يتبع ..

*ملاحظة: (الموضوع مقفل حتى أنتهي منه:)).

ـ[فارس]ــــــــ[25 - 08 - 2008, 02:14 ص]ـ

من المعاني الجميلة

و من المعاني الجميلة في قرى الضيف، أن يشعرَ الضيفُ أنه صاحب البيت، فيغدو للضيف ضيوف، و هذا قمة في إكرامه.

انظر إلى قول دعبل الخزاعي:

اللهُ يَعْلَمُ أَنَّني ما سَرَّني = شَيْءٌ كَطارِقَةِ الضُّيوفِ النُّزَّلِ

ما زِلْتُ بالتَّرحِيبِ حتى خِلْتُني = ضَيفًا لَهُ و الضَّيْفَ رَبَّ المَنْزِلِ

و في هذا المعنى يقول البحتري مادحا:

أَوَ مَا رَأَيْتَ المَجْدَ أَلْقَى رَحْلَهُ = في آلِ طَلْحَةَ ثُمَّ لَمْ يَتَحَوّلِ

ضَيْفٌ لَهُمْ يَقْري الضُّيوفَ و نَازِلٌ = مُتَكَفِّلٌ عَنْهُمْ بِبِرِّ النُّزَّلِ

و يقول أيضا:

باتَ مُضِيفًا و بِتُّ ضَيْفًا = فاشْتَبَهَ الضَّيْفُ و المُضِيفُ

و منه أيضا قول أبي فراس الحمداني مفتخرا:

و يُصْبِحُ الضَّيْفُ أَوْلانا بِمَنْزِلِنا = نَرْضَى بِذاكَ و يَمْضِي حُكْمُهُ فِينا

يتبع ...

ـ[فارس]ــــــــ[25 - 08 - 2008, 02:23 ص]ـ

و من التشبيهات الجميلة:

قول الفرزدق:

وَ قَدْ عَلِمَ الجِيرانُ أنَّ قُدورَنا = ضَوامِنُ للأرزاقِ و الرِّيحُ زَفْزَفُ

نُعَجِّلُ للضِّيفانِ في المَحْلِ بالقِرى = قُدورًا بِمَعْبُوطٍ تُمَدَّ و تُغْرَفُ

تُفَرَّغُ في شِيزَى كأنَّ جِفانَها = حِياضُ جِبًى مِنْها مِلاءٌ و نُصَّفُ

تَرَى هَوْلَهُنَّ المُعْتَفِينَ كَأنَّهُمْ = على صَنَمٍ في الجاهِلِيَّةِ عُكَّفُ

الضيفان: جمع ضيف كأضياف و ضيوف

المعبوط: اللحم الطري السليم من الآفات

شيزى: جفان الطعام المصنوعة من شجر الشيزى (الآبنوس).

حياض جِبى: أحواض ماء

و قول الطفيل الغنوي:

لِحافي لِحافُ الضَّيفِ و البَيْتُ بَيْتُهُ = و لَمْ يُلْهِني عَنْهُ غَزالٌ مُقَنَّعُ

أُحَدِّثُهُ إنَّ الحَدِيثَ مِنَ القِرى = و تَكْلَأُ عَيْني عَيْنَهُ حِينَ يَهْجَعُ

تكلأ: تحفظ و تحرس

و نُسب البيتان لعروة بن ورد باختلاف طفيف:

فِراشي فِراشُ الضَّيْفِ و البَيْتُ بَيْتُهُ = و لَمْ يُلْهِني عَنْهُ غَزالٌ مُقَنَّعُ

أُحَدِّثُهُ إنَّ الحَدِيثَ مِنَ القِرى = وَ تَعْلَمُ نَفْسِي أَنَّهُ سَوْفَ يَهْجَعُ

و منه قول دعبل الخزاعي:

وَ يَدُلُّ ضَيْفِي في الظَّلامِ على القِرى = إِشْراقُ ناريْ أو نُباحُ كِلابي

حتى إذا وَاجَهْنَهُ و لَقِينَهُ = حَيَّيْنَهُ بِبَصابِصِ الأَذْنابِ

فَتَكادُ مِنْ عِرفانِ ما قَدْ عُوِّدَتْ = مِنْ ذاكَ أَنْ يُفْصِحْنَ بالتَّرْحَابِ

و قوله أيضا:

قَالَتْ سَلامَةُ دَعْ هَذيْ اللَّبُونَ لَنَا = لِصِبْيَةٍ مِثْلَ أَفْراخِ القَطَا زُغُبَا

قُلْتُ احْبِسِيْهَا فَفِيهَا مُتْعَةٌ لَهُمُ = إِنْ لَمْ يُنِخْ طارِقٌ يَبْغِيْ القِرى سَغِبَا

لَمَّا احْتَبَى الضَّيْفُ و اعْتَلَّتْ حَلُوبَتَها = بَكَى العِيالُ و غَنَّتْ قِدْرُنا طَرَبَا

هذي سَبيليْ و هذا فاعْلَمِيْ خُلُقِي = فَارْضَيْ بِهِ أَوْ فَكُونِيْ بَعْضَ مَنْ غَضِبَا

اللبون: الناقة الحَلوبة التي بها لبن

سغِب: جائع

يتبع ...

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير