[في رثاء العلماء]
ـ[صاحبة القلم]ــــــــ[25 - 07 - 2008, 12:09 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
يقول أبو العلاء المعري في قصيدة يرثو فيها فقيها حنبليا
غَيْرُ مُجدِ، في مِلّتي وإعتقادي=نوح باك ولا ترنم شاد
وشبيه صوت النعي، إذا قيس=بصوت البشرفي كل ناد
أبكت تلكم الحمامة، أم ناحت=على فرع غصنها الميّاد؟
صاح! هذه قبورنا تملأ الرحب،=فأين القبورمن عهد عاد؟
خفف الوطء! ماأظن أديم=الأرض إلا من هذه الأجساد
وقبيح بنا، وإن قدم العهد=هوان الآباء والأجداد
سر إن إسطعت في الهواء رويداً=لا اختيالاً على رفات العباد
رب لحد قد صار لحداً مراراً=ضاحك منتزاحم الأضداد
ودفين على بقايا دفين=في طويل الأزمان والأباد
فأسأل الفرقدين عمن أحسا=من قبيل وآنسا من بلاد
كم أقاما على زوال نهار=وأنارا لمدلج في سواد
تعبت كلها الحياة، فما أعجب=إلا من راغب في إزدياد
إن حزنا في ساعة الموت أضعـ=ـاف سرور في ساعه الميلاد
خلق الناس للبقاء، فضلت=أمة يحسبونهم للنفاد
إنما ينقلون من دار أعمال=إلى دار شقوة، أو رشاد
ضجعة الموت رقدة يستريح=الجسم فيها، والعيش مثل السهاد
أبنات الهديل! أسعدن، أوعدن=قليل العزاء بالإسعاد
إيه! لله دركن، فأنتن اللواتي=تحسنّ حفظ الوداد
ما نسيتن هالكاً في الأوان الخال=أودى من قبل هلك إياد
بيد أني لا أرتضي مافعلتن=وأطواقكن في الأجياد
فتسلبن واستعرن، جميعاً=من قميص الدجى، ثياب حداد
ثم غردن في المآتم وأندبن=بشجو مع الغواني الحراد
قصد الدهر، من أبي حمزة الأواب=مولى حجى، وخدن إقتصاد
وفقيهاً أفكاره شدن، للنعمان=مالم يشده شعر زياد
فالعراقي،بعده، للحجازي=قليل الخلاف سهل القياد
وخطيباً، ولو قام بين وحوش=علم الضاريات بر النقاد
راوياً للحديث، لم يحوج المع=روف من صدقه إلى الأسناد
أنفق العمر ناسكاً، يطلب العلم=بكشف عن أصله، و إنتقاد
مستقي الكف من قليب زجاج=بغروب اليراع، ماء مداد
ذا بنان، لاتلمس الذهب الأحـ=ـمر، زاهداً في العسجد المستفاد
ودعا، أيها الحفيان، ذاك الشخص=إن الوداع أيسر زا د
واَغسلاه بالدمع، إن كان طُهراً=وإدفناه بين الحشى والفؤاد
واحبواه الأكفان من ورق المصحف=كبراً عن أنفس الأبراد
وإتلوا النعش بالقراءة و التسبيح=لا بالنحيب والتعداد
أسف غير نافعٍ، وإجتهاد=لا يؤدي إلى غناء اجتهاد
طالما أخرج الحزين جوى الحزن=إلى غير لائقٍ بالسداد
مثل مافاتت الصلاة سليمان=فأنحى على رقلب الجياد
وهو من سخرت له الإنس والجن=بما صح من شهادة صاد
خاف غدر الأنام، فإستودع=الريح سليلاً، تغذوه در العهاد
وتوخى له النجاة وقد أيقن=أن الحِمام بالمرصاد
فرمته به، على جانب الكرسي=أم اللهيم، أخت النآ د
كيف أصبحت، في محلك بعدي=يا جديراً مني بحسن إفتقاد
قد أقر الطبيب عنك بعجز=وتقضى تردد العواد
وإنتهى اليأس منك، وإستشعر الوجد=بأن لا معاد حتى المعاد
هجد الساهرون، حولك للتمريض=ويح .. لأعين الهجاد
أنت من أسرة مضوا، غير مغرورين=من عيشة بذات ضماد
لا يغيركم الصعيد، وكونوا فيه=مثل السيوف في الأغماد
فعزيز علي خلط الليالي=رم أقدامكم برم الهوادي
كنت خل الصبا، فلما أراد البين=وافقت رأيه في المراد
ورأيت الوفاء، للصاحب الأول=من شيمه الكريم الجود
وخلعت الشباب غضاً، فيا ليتك=أبليته مع الأنداد
فاذهبا خير ذاهيبن حقيقين=بسقيا روائحٍ وغواد
ومراثٍ، لو أنهن دموع=لمحون السطور في الإنشاد
زحلٌ أشرف الكواكبِ داراً=من لقاء الردى، على ميعاد
ولنار المريخ من حدثان الده=ر مطف، وان علت في اتقاد
والثريّا رهينة بأفتراق الش=مل حتى تعد في الأفراد
فليكن للمحسن الأجل الم=مدود رغما لآنف الحساد
وليطب عن اخيه نفسا وابنا=ء اخيه، جرائح الأكباد
واذا البحر غاض عني ولم ارو=فلا ريّ بأدخار الثماد
كل بيت للهدم، ما تبني الورق=اء .. والسيد الرفيع العماد
والفتى ظاعن ويكفيه ظل السدر= .. ضرب الأطناب والأوتاد
بان امر الآله، واختلف الناس .. =فداع الى ضلال .. وهاد
والذي حارت البرية فيه .. =حيوان .. مستحدث من جماد
واللبيب .. اللبيب، من ليس يغتر=بكون .. مصير للفساد
ـ[بَحْرُ الرَّمَل]ــــــــ[25 - 07 - 2008, 12:18 ص]ـ
رائعة هذه القصيدة أذكر أني دَرَّستُها هذا العام لطلابي في الصف الحادي عشر الأدبي
أشكرك على هذا الطرح ...
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[25 - 07 - 2008, 12:21 ص]ـ
رائعة هذه القصيدة أذكر أني دَرَّستُها هذا العم لطلابي في الصف الحادي عشر الأدبي
أشكرك على هذا الطرح ...
أستاذي العم أو العام:)
!!!!
ـ[بَحْرُ الرَّمَل]ــــــــ[25 - 07 - 2008, 12:23 ص]ـ
انظري إليها جيدا .....
!!!!!!!!!!!
اصطدتني هذه المرة .......
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[25 - 07 - 2008, 12:28 ص]ـ
رائع بارك الله فيك
شاكرة لك
ـ[محمد سعد]ــــــــ[25 - 07 - 2008, 12:59 ص]ـ
يقول أبو العلاء المعري في قصيدة يرثو فيها فقيها حنبليا
بوركت يا صاحبة القلم، قصيدة تظهر فلسفة أبي العلاء
¥