تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[قبة لامعة ... وكلمات دامعة]

ـ[صاحبة القلم]ــــــــ[08 - 09 - 2008, 10:37 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يعتبر عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله الملقّب بعبد الرحمن الناصر، هو أول من اتخذ لقب (خليفة) من أمراء الأندلس.

إلى جانب ذلك .. فهو أحد أقوى الشخصيات العالمية في عصره .. وتحديدا في أوروبا، حيث كان أحد أهم الشخصيات الأوروبية في تلك الحقبة.

وكان في عصره قاضيا يدعى منذر بن سعيد البلّوطي، له قصة مع الخليفة سأعرضها عليكم محاولا التخفيف من الأسلوب التراثي التي كتبت به في كتاب (تأريخ قضاة الأندلس) الذي سماه مؤلفه الشيخ أبو الحسن بن عبد الله بن الحسن النباهي المالقي الأندلسي (كتاب المرقبة العليا فيمن يستحق القضاء والفتيا).

وأترككم الآن مع القصة ..

كان من أهم أعمال الخليفة الناصر العمرانية- أحد أعظم حكام الأندلس- بناؤه لمدينة (الزهراء) كعاصمة ملوكية جديدة، و التي بنى له فيها قصرا كان تحفة فنية، حتى أن سقف إحدى القباب به كان مغطى بقراميد مغشاة الذهب والفضة، حتى إذا ما انعكست عليها أشعة الشمس أحدثت وهجا شديدا، وأنفق في ذلك مالا كثيرا، حتى أصبحت محل حديث زواره ..

ودائما ما كان يدور ذلك الحديث في بلاطه ..

يسأل الناصر: " هل رأيتم أو سمعتم ملكا كان قبلي فعل مثل فعلي هذا أو قدر عليه .. ؟ "

فتأتي الإجابة: " لا يا أمير المؤمنين .. ! وإنك لواحد في شأنك كله، وما سبقك إلى مبتدعاتك هذه ملك رأيناه، ولا انتهي إلينا خبره .. ! "

حتى دخل عليه يوما القاضي منذر بن سعيد البلوطي .. فسأله الخليفة عن رأيه في تلك القبة المغطاة بالذهب والفضة .. فترقرقت في عيني القاضي الدموع، حتى سقطت على لحيته، وقال للخليفة:

" والله يا أمير المؤمنين، ما ظننت الشيطان يبلغ منك هذا المبلغ، ولا أن تمَكِّنَهُ من قِبَلَك هذا التمكين، مع ما آتاك الله من فضله ونعمته، وفضَّلك به على العالمين، حتى ينزلك منازل الكافرين .. ! "

فانفعل الناصر قائلا له: " انظر ما تقول .. ! وكيف أنزلتني منزلتهم .. ؟ "

فقال له القاضي: " نعم .. ! أوليس الله يقول:

" وَلَوْلا أَن يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَجَعَلْنَا لِمَن يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفاً مِّن فَضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ (33) الزخرف "

فوجم الخليفة، وأطرق مليا، ودموعه تتساقط خشوعا لله سبحانه، ثم أقبل على منذر و قال له:

" جزاك الله يا قاضي .. فالذي قلت هو الحق .. "

وقام عن مجلسه، وأمر بنقض سقف القبة، وأعاد قرميدها ترابا على صفة غيرها ..

ـ[ضياء الأمل]ــــــــ[09 - 09 - 2008, 07:43 ص]ـ

قصة رائعة ومؤثرة

جزيتي خيرا على ايرادها

ياالله من منا يعرض نفسه وأفعاله على كتاب الله

نسأله جل شأنه أن لا يؤاخذنا بسيئات أعمالنا

تقبلي تحياتي

ـ[آمال الجزائر]ــــــــ[09 - 09 - 2008, 08:25 ص]ـ

ما أروع الموقف ...

رجل قال كلمة الحق ولم يخش في الله لومة لائم ...

وخليفة عرف خطأه وصححه ... ولم يغضب لما سمع!

أين نحن من هذا القاضي؟

وأين حكامنا من هذا الخليفة!؟

ـ[محمد سعد]ــــــــ[10 - 09 - 2008, 06:04 م]ـ

شكرا صاحبة القلم على ما جئت به

ـ[صاحبة القلم]ــــــــ[10 - 09 - 2008, 08:56 م]ـ

مروركم الكريم وتعليقكم العطر شرف كبير لي أعزائي ...

بارك الله فيكم جميعا وجزاكم الله خيرا ..

دمتم بخير

ـ[أروى مطر]ــــــــ[11 - 09 - 2008, 01:50 م]ـ

بارك الله فيكِ

عزيزتي صاحبة القلم

موضوع رائع

دمتِ بتألق

ـ[صاحبة القلم]ــــــــ[11 - 09 - 2008, 02:29 م]ـ

صديقتي أروى هنا مرحى مرحى:):):)

أسعدني جدا أني رأيت اسمك هاهنا ...

بارك الله فيك على مرورك الجميل وتعليقك العطر

دمت بود:)

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير