تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

الدُّنيا عند المعري

ـ[محمد سعد]ــــــــ[26 - 07 - 2008, 11:11 ص]ـ

هناك محاور أربعة في حياة المعري كانت معالم بارزة استقل كل منها بنفسه واتخذها المعري وسائل فنية ناجحة للتعبير عن موقفه من الدنيا وتصويره لبشاعتها وهي (الأم وأم دفر والعجوز العروس والبنون) ولم تكن تلك الوسائل هي كل ما عند المعري بل هي معالم بارزة صاحَبَها نفثات مصدور، وزفرات مأزوم، وأنَّات مظلوم، وصرخات غاضب، انبثت في تراث الرجل لم تسر على نسق، ولكنها تضرب على وتر واحد: الدنيا شرُّ، سقم، ضرر، أذى، خيانة، مصائب، خلاف، كدر، عبوس، خبث، غدر، كذب.

ومما يلفت الانتباه أن المعري كان في كل الأحوال يلجأ للأسلوب المباشر البعيد عن التاويل أو التصوير وكأنه أراد أن تصل دعوته لكل المستويات في المجتمع، لعلها تخفف من غلواء تعلقهم بالدنيا وشدة تهافتهم على فتاتها.

فجناب الدنيا " شر جناب:

هل جناب نحلُّه غير دنيا= نا فإنَّا منها بشرِّ جناب

ولباسها سقم:

لا تلبس الدنيا فإن لباسها= سقم وعَرِّ الجسم من أثوابها

وليس لباسها سقم وحده، بل نبتها أيضا، وأما ماؤها العذب فسمٌّ:

لو كنت رائد قوم، ظاعنين إلى=دنياك هذي، لما ألفيت كذابا

لقلت: تلك بلاد، نبتها سقم،=وماؤها العذب سم، للفتى، ذابا

وهي تفور بالشر:

أيا سارحا في الجو دنياك معدنٌ= يفور بشر فابغ في غيرها وكر

وهي تنُّرٌ ناره مشتعلة:

نخشى السعير ودنيانا وإن عُشقت= مثل الوطيس تلظَّى ملؤه سعر

وهي مؤذية:

نادى حشا الأم بالطفل الذي اشتملت= عليه ويحك لا تظهر ومت كمدا

فإن خرجت إلى الدنيا لقيت أذى= من الحوادث بّلْهَ القيظ والجمدا

ونتابع الموضوع بعد قلي إن شاء الله

ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[26 - 07 - 2008, 11:38 ص]ـ

أخي محمد مازال المعري يحثنا على التزود من الأدب الغزير والذي لاينضب مع الأيام بل يزداد نضارة، سلمت أناملك على لطيف ما تأتينا به من حكم المعري الخالدة ..

واسمح لي هنا أن أسطر هذه الحكمة البليغة من رثائيته المشهورة:

تعب كلها الحياة فما أع=ب الا من راغب في ازدياد

ـ[أم أسامة]ــــــــ[26 - 07 - 2008, 12:05 م]ـ

جزيت خيراًً ... أستاذ محمد سعد ..

ولك هذه الأبيات للمعري من ديوانه اللزوميات ...

شبه الدنيا كثيراً بالبحر والموت مرسى

..

..

تسير بنا هذي الليالي كأنها=سفائن بحر مالهن مراسي.

......................................

وتحملنا الأيام حمل عوائم=بنا في خضم كلنا فيه قامس.

...................................

كأنا في السفائن عائمات=وعند الموت ألقيت المراسي.

...................................

أقمت وكان بعض الحزم يوماً=لركب السفن أن تلقى المراسي

ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[27 - 07 - 2008, 12:41 م]ـ

وهذا البيت يضاف الى نظرة المعري الى الدنيا:

سأرحل عنها لا أُؤّمل أُوْبَة= ذميماً توَلي عن جوارِ ذميم

ـ[بَحْرُ الرَّمَل]ــــــــ[27 - 07 - 2008, 03:21 م]ـ

دائما ما يذم المعري الدنيا و يذكر الموت وكأنه يبشر به وأرى أنه هو الآخر-كما قلت في الحطيئة-

مادة دسمة للمحللين النفسيين

فلظروفه الشخصية والاجتماعية وربما لثقافته الموسوعية أثر كبير في نفسه

ولكم اتمنى لو يطرح موضوع أصحاب الإعاقات من الشعراء والأثر الذي تتركه الإعاقة في الشعر

ـ[بَحْرُ الرَّمَل]ــــــــ[27 - 07 - 2008, 03:24 م]ـ

فاتني ان أقول شكرا على هذا الطرح ...

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير