[ماذا قال الشعراء في الناعورة]
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[09 - 09 - 2008, 01:46 م]ـ
للناعورة في الشعر العربي مكانة خاصة، نراها حيث النفس تأنس بها،وذلك لموقع الناعورة الجميل والذي يكون في الأغلب حول الأنهار والخضرة الفاتنة.
ولو أن لبعض النواعير أنات وأشجان كما سنرى من خلال رصدنا لما سكب فيها الشعراء أعذب ألحانهم وأطيبها وأجملها ..
ونبدأ بهذه الأبيات الجميلة والمتوارية! لأبي بكر بن حجة الحموي يتشوق إلى بلده "حماة" قوله:
بوادي حماةِ الشامِ عن أيمن الشط=وحقك تطوى شُقّة الهمّ بالبسط
بلاد إذا ما ذقت كوثر مائِها=أهيم كأني قد ثمِلْتُ بإسفِنْطِ
فمن يجتهد في أن في الأرض بقعة=تماثلها قل: أنت مجتهد مخط
وصوّبْ حديثَيْ مائِها وهوائِها=فإن أحاديث الصحيحين ما تُخطي
ـ[عبدالرحمن السليمان]ــــــــ[09 - 09 - 2008, 02:37 م]ـ
فكرة رائعة أيها الأديب الحبيب! زدنا من مثل هذه الجواهر زادك الله من فضله، فإنها تجلو صدأ ذاكرة المهاجر وتزيد في حنينه إلى النواعير حنينا!
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[09 - 09 - 2008, 06:43 م]ـ
فكرة رائعة أيها الأديب الحبيب! زدنا من مثل هذه الجواهر زادك الله من فضله، فإنها تجلو صدأ ذاكرة المهاجر وتزيد في حنينه إلى النواعير حنينا!
بارك الله أخي الحبيب د. عبد الرحمن ننتظر مساهماتك هنا!
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[09 - 09 - 2008, 06:46 م]ـ
وهذه الأبيات لجد أبي العلاء المعري وكان قاضياً في حماة:
وباكية على النهر=تئن ودمعها يجري
تذكرني بأحبابي=وحالي ليلة النفر
وأذري مثلما تذري=وأسعدها وما تدري
ـ[د. عمر خلوف]ــــــــ[09 - 09 - 2008, 10:04 م]ـ
اسمح لي بدايةً، وليسمح لي أهل الفصيح، أن أضع بين أيديكم هذا (الموّال) الذي كتبته باللهجة العامية، ولكنه أقرب ما يكون إلى الفصيح، لولا الوقوف على أواخر كلماته .. وهو من شعر الصبا!!
مع التنبيه إلى طريقة كتابة الموال ..
سَمْرا على الماء عَنّهْ ما تريد الصَّدِرْ (أي لا تريد الابتعاد)
دَايْرَةْ على القَلْب لَمّا فارَقَنّ الصّدِرْ
قلْت: الجَوى أرَّقِكْ .. أم فيكِ ذات الصَّدِرْ (ذات الصدر: علّة فيه)
ولاّ الهوى فارَقِكْ .. ولاّ تِجيبي الوِرِدْ (أي: تقرئين الوِرْد)
ولاّ العطَشْ ألْهَبِكْ، جيتي تريدي الوِرِدْ (أيك الورود على الماء)
قالت: أبثّ الهوى والشوق حِبّي الوَرِدْ
وبْوَطِّن النّفْس ما تِحْمِلْ بنات الصّدِرْ (أي: الهموم)
مع خالص احترامي لك أستاذ أحمد، وتحياتي للدكتور عبد الرحمن سليمان
عمر خلوف
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[10 - 09 - 2008, 10:24 ص]ـ
د. عمر خلوف بارك الله لك أخي الحبيب دوماً سباق الى الخير، والشكر على الموال الجميل وننتظر أخواته من الفصيح ..
ولأبي الحسين الوقشي وقد كان أديباً ومغنيا مطربا في نفس الوقت:
حننت إلى صوت النواعير سحرة = وأضحى فؤادي لا يقر ولا يهدى
وفاضت دموعى مثل فيض دموعها = أطارحها تلك الصبابة والوجدا
وزاد غرمي حين أكثر عاذلى= فقلت له أقصر ولا تقدح الزندا
أهيم بهم في كل واد صبابة = وأزداد مع طول المعاد لهم ودا
ـ[د. عمر خلوف]ــــــــ[11 - 09 - 2008, 12:18 ص]ـ
أخي الحبيب أحمد ..
وهاكَ شيئاً مما كتبته من الفصيح (من شعر الصبا)، وقد خرج وزنها عما أقره العروض الخليلي:
أحماةُ كمْ أهفو إليكِ وكمْ أصبو=فيكِ الجمالُ، ومنْ جَوارِحيَ القلْبُ
إيهٍ حماةُ .. وما أُحَيْلى مَرْتعي=بينَ الصِّحابِ وعَزَّ بعدَهُمُ الصَّحْبُ
يا طيبَ أيّامِ الوِصالِ بقُرْبِهمْ=نَلْهو .. و (عاصِينا) الجميلُ لنا تِرْبُ
نجري، فَيَهْزجُ مثلَنا .. ويثورُ منْ=هَمْسِ النّسيمِ، فتَلْثُمِ القَمَرَ الشُّهْبُ
ويَهيمُ منْ طَرَبٍ بصَوتِ (عروسِهِ) =فَيَخِرُّ تحتَ شُموخِها نَهِكاً يَحْبو
فتَبوحُ بالشكْوى إليهِ، وترتمي=جَذْلى عليهِ .. وصَدْرُ عاشِقِها رَحْبُ
حِبَّيْنِ، ما فَتَرَ الغَرامُ لديهما= يوماً، ولا جَرَحَ المدى لهما قلْبُ
ـ[عبدالرحمن السليمان]ــــــــ[11 - 09 - 2008, 05:28 ص]ـ
بارك الله أخي الحبيب د. عبد الرحمن ننتظر مساهماتك هنا!
أخي الحبيب ورفيق الصبا أحمد، كلأه الله بعين رعايته،
أستاذي الفاضل الدكتور عمر خلوف، سلمه الله،
أنا هنا في هذه الصفحة العطرة مقيم، أتزود منها للذاكرة التي لم تعد تحفظ شيئا، بل إني كنت منذ وقت أري أبنائي صورا للنواعير وأشرح لهم وظائفها الكثيرة، فوقعت عيني على نواعير تسلقتها ذات مرة فيما أتذكر، ولم أستطع استحضار موضعها في المدينة، فاعتراني هم وغم لذلك، فللغربة الطويلة أثر سلبي على الذاكرة، يحيل مخزونها إلى ومضات تتماهى مع مرور الوقت .. ثبّت الله علينا نعمتي الإيمان والعقل.
تحية طيبة مباركة لكما مشفوعة بالشكر والتقدير لما قدمتماه ولما ستقدمانه من جميل القصيد الفصيح والبلدي مثل موال الدكتور عمر الجميل، وقد تمثلته دندنة فالإمساك لم يحن بعد!
آنسكما الله في علاه.
¥