[من غريب الشعر وطريفه]
ـ[محمد سعد]ــــــــ[31 - 07 - 2008, 02:49 م]ـ
من غريب الشعر وطريفه: وهو الذي سماه قدامة قديماً الإغراب والطرفة، وسماه من بعده التطريف، وسماه قوم النوادر، والطريف والغريب إذا جاء في غير وقته، وإنما المراد لم يوجد مثله في ذلك الزمان.
ومن أمثلته للأوائل مدح زهير للفقراء والأغنياء معاً فإنه غريب، إذ العادة جارية بمدح الأغنياء غالباً، لأنه يقال: ما سمع قط مدح فقير حتى قال طويل:
على مكثريهم حق من يعتريهم =وعند المقلين السماحة والبذل
ومن الغريب الطريف قول أبي تمام:
لا تنكروا ضربي له من دونه =مثلاً شروداً في الندى والباس
فالله قد ضرب الأقل لنوره =مثلاً من المشكاة والنبراس
ومن الغريب الطريف أيضاً قول دريد:
ولم أدر من ألقى عليه رداءه =على أنه قد سل من ماجد محض
فإنه ما سمع من مدح من لا يعرفه قبله، وتبعه أبو نواس في ذلك فقال في
القطعة التي أولها طويل:
ودار ندامى عطلوها وأدلجوا =بها أثر منهم جديد ودارس
مساحب من جر الزقاق على الثرى =وأضغاث ريحان جني ويابس
حبست بها صحبي فجددت عهدهم =وإني على أمثال تلك لحابس
ولم أدر منهم غير ما شهدت به =بشرقي ساباط الديار البسابس
ومن الإغراب اللطيف قول القائل:
عرض المشيب بعارضيه فأعرضوا =وتقوضت خيم الشباب فقوضوا
إن كان في الليل البهيم تبسطوا =خفراً وفي الصبح المنير تقبضوا
ولقد سمعت وما سمعت بمثلها =بيتا غراب البين فيه أبيض
ومن لطيف الإغراب وطريفه قول بعضهم:
ظلت تبشرني عيني إذا اختلجت =بأن أراك وقد كنا على حذر
فقلت للعين أما كنت صادقة =إني ببشراك لي من أسعد البشر
فما جزاؤك عندي لست أعرفه =بلى جزاؤك أن أحبوك بالنظر
وأستر المقلة الأخرى فأحجبها =عن أن تراك كما لم تأت بالخبر
ـ[نزار جابر]ــــــــ[31 - 07 - 2008, 06:21 م]ـ
الله على انتقائك دكتور محمد
بارك الله فيك على اختياراتك الرائعة
بارك الله فيك
ـ[عامر مشيش]ــــــــ[31 - 07 - 2008, 08:29 م]ـ
عافاك الله يا أبا فادي
فعلا هي من غرائب الشعر
ـ[محمد سعد]ــــــــ[31 - 07 - 2008, 08:44 م]ـ
الله على انتقائك دكتور محمد
بارك الله فيك على اختياراتك الرائعة
بارك الله فيك
هذا من لطيف أدبكم شكرا لك أخي الحبيب نزار
وننتظر إسهاماتك
ـ[محمد سعد]ــــــــ[31 - 07 - 2008, 08:49 م]ـ
عافاك الله يا أبا فادي
فعلا هي من غرائب الشعر
وعافاك، دمت أخًا عزيزًا يا صاحب المشاركات المميزة
ـ[محمد سعد]ــــــــ[31 - 07 - 2008, 09:09 م]ـ
ومن الإغراب قسم آخر، وهو أن يعمد الشاعر إلى معنى متداول معروف ليس بغريب في بابه فيغرب فيه بزيادة لم تقع لغيره، ليصير بها ذلك المعنى المعروف غريباً طريفاً، وينفرد به دون كل من نطق بذلك المعنى، وبيان ذلك أن تشبيه الحسان بالشمس والبدر متداول معروف، فلما أراد أبو تمام ارتكاب هذا المعنى، وفطن إلى أنه قد ذهبت طلاوته لكثرة ابتذاله تحيَّل له في زيادة طريفة لم تقع لغيره يصير بها المعنى غريباً بعد أن كان معروفاً، فقال:
فردت علينا الشمس والليل راغم =بشمس لهم من جانب الخدر تطلع
فوالله ما أدري أأحلام نائم =ألمت بنا أم كان في الركب يوشع
فإن حاصل كلامه تشبيه المرأة الموصوفة بالشمس، لكن التشكيك الذي أدخله في كلامه وذكر (يوشع) بعد إغرابه في التوطئة بإخباره بان هذه المرأة ردت بها الشمس برغم الليل، نقل المعنى من المعرفة إلى الغرابة، فلا جزم أنه استحقه بذلك دون كل من تناوله.
ـ[صاحبة القلم]ــــــــ[01 - 08 - 2008, 03:43 م]ـ
ماشاء الله موضوع جميل ..
بارك الله فيك أستاذ محمد على نقلك الطيب وجعله الله في ميزان حسناتك
دمت متميزا
ـ[بَحْرُ الرَّمَل]ــــــــ[01 - 08 - 2008, 03:49 م]ـ
بارك الله فيك أستاذي الكريم ............
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[01 - 08 - 2008, 04:37 م]ـ
أحسنت أستاذي لاحرمنا الله منك
جعلة الله في موازين حسناتك