[من شعر المحبين]
ـ[عامر مشيش]ــــــــ[28 - 08 - 2008, 01:48 ص]ـ
نبدأ بالمؤنسة قصيدة مجنون ليلى:
تذكرت ليلى والسنين الخواليا= وأيام لا نخشى على اللهو ناهيا
ويوم كظل الرمح قصر طوله = بليلى فلهّاني وما كنت لاهيا
بثمدين لاحت نار ليلى وصحبتي= بذات الغضى تزجي المطي النواجيا
فقال بصير القوم ألمحت كوكبا=بدا في سواد الليل فردا يمانيا
فقلت له بل نار ليلى توقدت=بعليا تسامى ضوءها فبدا ليا
فليت ركاب القوم لم تقطع الغضى=وليت الغضى ماشى الركاب لياليا
فيا ليلَ كم من حاجة لي مهمة=إذا جئتكم بالليل لم أدر ما هيا
خليليّ إن لم تبكيا لي ألتمس=خليلا إذا أنزفت دمعي بكى ليا
فما أشرف الإيفاع إلا صبابة=ولا أنشد الأشعار إلا تداويا
وإني لأستغشي وما بي نعسة=لعل خيالاً منك يلقى خياليا
وقد يجمع الله الشتيتين بعد ما=يظنان كل الظن ألا تلاقيا
لحى الله أقواما يقولون أننا=وجدنا طوال الدهر للحب شافيا
وعهدي بليلى وهي ذات مؤصّد=ترد علينا بالعشي المواشيا
فشبّ بنو ليلى وشبّ بنو ابنها= وأعلاق ليلى في الفؤاد كما هيا
إذا ما جلسنا مجلسا نستلذه= تواشوا بنا حتى أملّ مكانيا
سقى الله جارات لليلى تباعدت= بهن النوى حيث احتللن المطاليا
ولم ينسني ليلى افتقار ولا غنى= ولا توبة حتى احتضنت السواريا
ولا نسوة صبّغن كبداء جلعداً= لتشبه ليلى ثم عرضنها ليا
خليليّ لا والله لا أملك الذي= قضى الله في ليلى ولا ما قضى ليا
قضاها لغيري وابتلاني بحبها= فهلا بشيء غير ليلى ابتلانيا
وخبرتماني أن تيماء منزل= لليلى إذا ما الصيف ألقى المراسيا
فهذي شهور الصيف عنا قد انقضت= فما للنوى ترمي بليلى المراميا
فلو أن واشٍ باليمامة داره= وداري بأعلى حضرموت اهتدى ليا
وماذا لهم لا أحسن الله حالهم=من الحظ في تصريم ليلى حباليا
وقد كنت أعلو حب ليلى فلم يزل= بي النقض والإبرام حتى علانيا
فياربّ سوّ الحب بيني وبينها=يكون كفافا لا عليّ ولا ليا
فما طلع النجم الذي يهتدى به=ولا الصبح إلا هيّجا ذكرها ليا
ولا سرت ميلا من دمشق ولا بدا=سهيل لأهل الشام إلا بدا ليا
ولا سمّيت عندي لها من سمية=من الناس إلا بلّ دمعي ردائيا
ولا هبّت الريح الجنوب لأرضها=من الليل إلا بتّ للريح حانيا
فإن تمنعوا ليلى وتحموا بلادها=عليّ فلن تحموا عليّ القوافيا
فأشهد عند الله أني أحبها=فهذا لها عندي فما عندها ليا
قضى الله بالمعروف منها لغيرنا=وبالشوق مني والغرام قضى ليا
وإن الذي أمّلت يا أم مالك=أشاب فوَيدي واستهام فؤاديا
أعد الليالي ليلة بعد ليلة= وقد عشت دهرا لا أعد اللياليا
وأخرج من بين البيوت لعلني= أحدث عنك النفس بالليل خاليا
أراني إذا صليت يممت نحوها=بوجهي وإن كان المصلى ورائيا
أصلي فلا أدري إذا ماذكرتها=أثنتين صليت الضحى أم ثمانيا
وما بي إشراك ولكن حبها=وعظم الجوى أعيا الطبيب المداويا
أحب من الأسماء ما وافق اسمها= وأشبهه أو كان منه مدانيا
خليليّ ليلى أكبر الحاج والمنى= فمن لي بليلى أو فمن ذا لها بيا
لعمري لقد أبكيتني يا حمامة الـ=عقيق وأبكيت العيون البواكيا
خليليّ ما أرجو من العيش بعدما=أرى حاجتي تشرى ولا تشترى ليا
وتحرم ليلى ثم تزعم أنني= سلوت ولا يخفى على الناس مابيا
فلم أر مثلينا حبيبَي صبابة=أشد على رغم الأعادي تصافيا
حبيبان لا نرجو اللقاء ولا نرى= حبيبين إلا يرجوان التلاقيا
وإني لأستحييك أن تعرض المنى= بوصلك أو أن تعرضي بالمنى ليا
يقول أناس علّ مجنون عامر=يروم سلوّا قلت إني لما بيا
بي اليأس أو داء الهيام أصابني= فإياك عني لا يكن بك مابيا
إذا ما استطال الدهر يا أم مالك= فشأن المنايا القاضيات وشانيا
إذا اكتحلت عيني بعينك لم تزل= بخير وجلت غمرة عن فؤاديا
فأنت التي إن شئت أشقيت عيشتي= وأنت التي إن شئت أنعمت باليا
وأنت التي ما من صديق ولا عدى= يرى نضو ما أبقيت إلا رثى ليا
أمضروبة ليلى على أن أزورها=ومتخذ ذنبا لها أن ترانيا
إذا سرت في الأرض الفضاء رأيتني= أصارع رحلي أن يميل حياليا
يمينا إذا كانت يمينا وإن تكن=شمالا ينازعني الهوى عن شماليا
هي السحر إلا أن للسحر رقية= وأنيَ لا ألقى لي الدهر راقيا
إذا نحن أدلجنا وأنت أمامنا= كفى لمطايانا بذكرك هاديا
ذكت نار شوقي في فؤادي فأصبحت= لها وهج مستضرم في فؤاديا
ألا أيها الركب اليمانيون عرجوا=علينا فقد أمسى هوانا يمانيا
أسائلكم هل سال نعمان بعدنا=وحب إلينا بطن نعمان واديا
ألا يا حمامي بطن نعمان هجتما=عليّ الهوى لما تغنيتما ليا
وأبكيتماني وسط صحبي ولم أكن=أبالي دموع العين لو كنت خاليا
ويا أيها القمريتان تجاوبا=بلحنيكما، ثم اسجعا، عللانيا
فإن أنتما استطربتما أو أردتما=لحاقا بأطلال الغضى فاتبعانيا
ألا ليت شعري ما لليلى وما ليا=وما للصبا من بعد شيب علانيا
ألا أيها الواشي بليلى ألا ترى= إلى من تشيها أو بمن جئت واشيا
يقولون ليلى بالعراق مريضة= فيا ليتني كنت الطبيب المداويا
تمر الليالي والشهور ولا أرى=غرامي لها يزداد إلا تماديا
لئن ظعن الأحباب يا أم مالك= فما ظعن الحب الذي في فؤاديا
فيا رب إذ صيّرت ليلى هي المنى= فزنّي بعينيها كما زنتها ليا
وإلا فبغّضها إليّ وأهلها= فإني بليلى قد لقيت الدواهيا
على مثل ليلى يقتل المرء نفسه=وإن كنت من ليلى على اليأس طاويا
خليليّ إن ظنوا بليلى فقربا=لي النعش والأكفان واستغفرا ليا
¥