تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[الحمد لله أما بعد يا عمر]

ـ[أبو سهيل]ــــــــ[16 - 08 - 2008, 04:07 ص]ـ

حياكم الله

وبعد

دخل عمر بن عبد العزيز رحمه الله على سابق البربري وهو يتمثل بالأبيات المشهورة من قصيدة الأعشى.

أَجدَّكَ لمْ تَذْكُرْ وصاةَ مُحَمَّدٍ = نَبِيّ الإلهِ حِيْنَ أَوْصَى وَأَشْهَدَا

إِذَا أَنْتَ لَمْ تَرْحَلْ بِزَادٍ مِنَ التُّقَى =وَأَبْصَرْتَ بَعْدَ المَوْتِ مَنْ قَدْ تَزَوَّدَا

نَدِمْتَ عَلَى أَنْ لا تَكُوْنَ كَمِثْلِهِ = وَأَنَّكَ لَمْ ترْصدْ كَمَا كَانَ أَرْصَدَا

فغشي على عمر رحمه الله فلما أفاق قال زدنا

فقال القصيدة التي تلي:

بِاسْمِ الذِي أُنْزِلَتْ مِنْ عِنْدِهِ السُّوَرُ = الحَمْدُ للهِ أَمَّا بَعْدُ يَا عُمَرُ

إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ مَا تُبْقِى وَمَا تَذَرُ = فَكُنْ عَلَى حَذَرٍ قَدْ يَنْفَعُ الحَذَرُ

واصْبِرْ عَلَى القَدَرِ المَقْدُورِ وارْضَ به = وَإِنٍ أَتَاكَ بِمَا لا تَشْتَهِي القَدَرُ

فَمَا صَفَى لامْرِئٍ عَيْشٌ يُسَرُّ بِهِ = إِلا وَأَعْقبَ يَوْمًا صَفْوهُ كَدَرُ

قَدْ يَرعَوِي المَرْءُ يَوْمًا بَعْدَ هَفْوَتِهِ = وَتحْكمُ الجَاهِلَ الأَيَّامُ والعِبَرُ

إِن التُّقَى خَيْرُ زَادٍ أَنْتَ حَامِلُهُ = وَالبِرُّ أَفْضَلُ مَا تَأَتِي وَمَا تَذَرُ

مَن يَطْلُبِ الجَوْرَ لا يَظْفَرْ بِحَاجَتِه =وَطَالِبُ العَدْلِ قَدْ يُهْدَى لَهُ الظَّفَرُ

وَفي الهُدَى عِبَرٌ تُشْفَى القُلُوبُ بِهَا =كَالغَيْثِ يَحْيَى بِهِ مَنْ مَوتِهِ الشَّجَرُ

وَلَيْسَ ذُو العِلْمِ بالتَّقْوَى كَجَاهِلِهَا =وَلا البَصِيرُ كَأَعْمَى مَالَهُ بَصَرُ

وَالذِّكْرُ فِيْهِ حَيَاةٌ لِلْقُلُوبِ كَمَا = تَحْيَا البِلادُ إِذَا مَا جَاءَهَا المَطَرُ

والعِلْمُ يَجْلُو العَمَى عَن قَلْبِ صَاحِبه =كَمَا يُجَلِّي سَوادَ الظُّلمَةِ القَمَرُ

لا يَنْفَعُ الذِّكْرُ قَلْبًا قَاسِيًا أَبدًا = وَهَلْ يَلِيْنُ لِقَوْلِ الوَاعِظِ الحَجَرُ

ما يَلْبَثُ المَرْءُ أَنْ يَبْلَى إِذَا اخْتَلَفت =يَوْمًا عَلَى نَفْسِهِ الرَّوْحَاتُ وَالبكَرُ

وَالَمْرءُ يَصْعَدُ رَيْعَانُ الشَّبَابِ بِهِ =وَكُلُّ مُصْعِدَةٍ يَوْمًا سَتَنْحَدِرُ

وَكُلُّ بَيِتٍ سَيَبْلَى بَعْدَ جِدَّتِهِ = وَمِن وَرَاءِ الشَّبَابِ المَوْتُ والكِبَرُ

والمَوْتُ جِسْرٌ لِمَنْ يَمْشِيْ عَلَى قَدَمِ =إِلى الأُمُورِ التِي تُخْشَى وَتَنْتَظَرُ

فَهُمْ يَمُرُّونَ أَفْوَاجًا وَتَجْمَعُهَم = دَارٌ يَصِيْرُ إِلَيْهَا البَدْو والحَضَرُ

كَمْ جَمْعُ قَوْمٍ أَشَتَّ الدَّهُر شَمْلَهُم =وَكُلُّ شَمْلٍ جَمِيْعٍ سَوْفَ يَنْتَثِرُ

إِلى الفَنَاءِ وَإِن طَالَتْ سَلامَتُهُم = مَصِيْرُ كُلِّ بَنِي أنثَى وَإِنْ كَبرُوا

إِذَا قَضَتْ زُمَرٌ آجالَها نَزَلَتْ =عَلَى مَنَازِلِهِم مِنْ بَعْدِهَا زُمَرُ

أَصْبَحْتُمْ جُزُرًا لِلْمَوْتِ يَأْخُذُكُمْ =كَمَا البَهَائِمُ فِي الدُّنْيَا لَكُمْ جُزُرُ

أَبَعْدَ آدَمَ تَرْجُونَ الخُلُودَ وَهَل =تَبْقَى الفُرُوعُ إِذَا مَا الأَصْلُ يَنْعَقِرُ

وَلَيْسَ يَزْجُرُكُمْ مَا تُوعَظُونَ بِهِ =وَالبَهْمُ يَزْجُرُهَا الرَّاعِي فَتَنْزَجِرُ

لا تَبطُرُوا واهْجُروا الدُّنْيا فإِنَّ لهَا =غِبًا وَخِيْمًا وَكُفْرُ النِّعْمَةِ البَطَرُ

ثُمَّ اقْتَدُوا بالأُوْلَى كَانُوا لَكُمْ غُرَرًا = وَلَيْسَ مِن أُمَّةٍ إِلا لَهَا غُرَرُ

مَتَى تَكُونُوا عَلَى مِنْهَاجِ أَوَّلِكُمْ = وَتَصْبِرُوا عَن هَوَى الدُّنْيَا كَمَا صَبَرُوا

مَالِي أَرَى النَّاسَ والدُّنْيَا مُوَليَّة =وَكُلُّ حَبْلِ عَلَيْهَا سَوْفَ يَنْبَتِرُ

لا يَشْعُرُونَ إِذَا مَا دِيْنَهُم نقصُوا = يَوْمًا وَإِنْ نقصَتْ دُنْيَاهُم شَعَرُوا

حَتَّى مَتَى أَكُ في الدُّنْيا أَخَا كَلَفٍ =في الخَدِّ مِنِّي إِلى لَذَّاتِهَا صَعرُ

وَلا أَرَى أَثَرًا لِلذكْرِ في جَسَدِي = وَالحَبْلُ في الحَجَرِ القَاسِي لَهُ أَثَرُ

لَوْ كَانَ يسْهِر لَيِْلي ذِكْرُ آخِرتِي = كَمَا يُؤرِّقَنِي لِلْعَاجِل السَّفَرُ

إِذًا لِدَاوَيْتُ قَلْبًا قَدْ أَضَرَّ بِهِ =طُولُ السَّقامِ وَكَسْرُ العَظْمِ يَنْجَبِرُ

ثُمَّ الصَّلاةُ عَلَى المَعْصُومِ سَيِّدِنَا =مَا هَبَّت الرِّيْحُ واهْتَزَّتْ بِهَا الشَّجَرُ

ـ[فارس]ــــــــ[16 - 08 - 2008, 09:12 ص]ـ

لا فُضّ فوكَ و زدنا مثلها دُرَرًا = لا يُستزادُ سوى من عنده الدُّرَرُ

أبو سهيلٍ فتى في طَرْحِهِ فَطِنٌ = و في المناقبِ لا يَخفى له أَثَرُ

ـ[محمد سعد]ــــــــ[16 - 08 - 2008, 09:18 ص]ـ

جميل ما جئت به أبا سهيل

انتقاء خبير لا يخفى عليه جمال التراث العربي

ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[16 - 08 - 2008, 09:26 ص]ـ

حَتَّى مَتَى أَكُ في الدُّنْيا أَخَا كَلَفٍ =في الخَدِّ مِنِّي إِلى لَذَّاتِهَا صَعرُ

سلام عليكم ورحمة الله ... أسعد الله صباحك أبا سهيل

انتقاء خلاب كشخصك الجميل اللطيف الظريف.

وما رأيك بما بين العلامتين؟

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير