تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[الألفاظ الدالة على أعمار الإنسان]

ـ[محمد سعد]ــــــــ[04 - 08 - 2008, 02:33 ص]ـ

[الألفاظ الدالة على أعمار الإنسان]

في لزوميات أبي العلاء المعري

الدكتوررضوان القضماني

الدكتور يعقوببيطار رفيف هلال

(هذا البحث منقول) وذلك لتمام الفائدة

الملخّص

ينطوي هذا البحث على حقل الألفاظ الدالة على أعمار الإنسان في لزوميات أبي العلاء المعري، وبصورة أكثر تحديداً على جمع الألفاظ المتنوعة الواردة ضمن هذا المجال، وذكر العدد الذي تكررت ضمنه كل لفظة على حِدَه. وقد قُسِّم هذا الحقل إلى مجموعات فرعية، تحددت في أعمار الذكر المتراوحة ما بين الطفولة والشباب والكهولة والشيخوخة مثل: وليد ـ طفل ـ غلام ـ فتىً ـ ناشئ ـ شاب ـ رجل ـ كهل ـ أشيب ـ شيخ. وكذلك في أعمار الأنثى المتراوحة أيضاً ما بين المراحل ذاتها التي وجدناها لدى الذكر مثل: وليدة ـ ناهد ـ كاعب ـ فتاة ـ معصر ـ شهلة ـ همة. وبعد الانتهاء من هذا الحقل تمَّت المقارنة ما بين تكرارات هذه الألفاظ وما انطوت عليه من دلالات متنوعة. هذا بالإضافة إلى إظهار العلاقات الدلالية التي وجدت ما بين هذه الألفاظ، وذلك من ترادف وتضاد. وتجدر الإشارة إلى أن هذا الحقل اكتسب أهميته في ديوان اللزوميات من خلال اهتمام الشاعر بصورة واضحة متميزة بحياة الإنسان من بدايتها إلى نهايتها، نظراً لما تنطوي عليه ـ وفق منظوره ـ من هموم ومتاعب إضافة إلى تشكيلها بكل ما فيها ذلك الجسر الذي سيعبره الإنسان إلى الموت المتوق إليه دائماً لدى الشاعر ما دام سيحقق له غايته المتحددة في الانعتاق إلى الحرية والسكينة.

يُقصَد بالحقل الدلالي جمع الألفاظ المنتمية إلى مجال معين من المجالات المتنوعة التي تنطوي عليها الحياة، ومن ثم التي يستأثر بعضها أو معظمها باهتمام الأديب بناء على ما تفرض عليه تطلعاته الخاصة، إضافة إلى ما يتبع هذا الجمع من بيان عدد المرات التي تكررت ضمنها كل لفظة على حِدَه، وما ينطوي عليه الجمع والتكرار هذان من دلالات معينة تعكس أبعاد شخصية الأديب وفلسفته الخاصة به. وقد وقع اختيارنا في هذا البحث من بين حقول اللزوميات لأبي العلاء المعري على حقل الألفاظ الدالة على أعمار الإنسان، نظراً لتشكيل الحياة ـ وفق منظوره ـ ذلك الهاجس الذي شغل تفكيره، وانعكس على أدبه، وبما تنطوي عليه من متاعب ومصاعب وهموم بصورة عامة، وفي تجربته الشخصية بصورة خاصة، وذلك لما تشكل بالنسبة إليه من تلك المرحلة العابرة التي يحياها الإنسان بكل ما فيها بغية الوصول بعد انتهائها إلى الموت الذي إن شكل لدى الإنسان عامة ما هو باعث على الخوف والرهبة، فإنه شكل لدى الشاعر بناء على التجربة المشار إليها ما هو باعث على الطمأنينة والراحة. ويُقسَم هذا الحقل إلى ما يلي:

أولاً ـ المجموعة الدلالية الأولى تضم الألفاظ الدالة على مراحل عمر الذكر، وهي تنقسم بدورها إلى مجموعتين فرعيتين:

1 ـ المجموعة الدلالية (1) تضم الألفاظ الدالة على الطفولة والشباب عند الذكر، وهي: الوَلِيد ـ الطِّفْل ـ الصَّغِير ـ الصَّبي ـ الرَّضِيع ـ الفَطِيم ـ الغُلام ـ الحَدَث ـ الأَمْرد ـ اليافِع ـ الفَتى ـ الناشِئ ـ الشارِخ ـ الشاب ـ الرَّجُل.

فكلمة (وليد) التي تُستخدَم للدلالة على الصبي حين يولد (1)، وردت في الديوان 29 مرة، وكان من سياقاتها تفضيل الموت على الحياة:

وليتَ وليداً ماتَ ساعةَ وَضْعِهِ ..... ولم يَرتَضِعْ من أُمِّهِ النُّفَسَاءِ (2)

فهنا يبدو الشاعر وقد أراد الموت لكل مولود يقبل على الحياة لا رغبة في إلحاق الأذى به، إنما حرصاً على راحته، وخشية عليه مما ستجلب له الحياة من الألم والشقاء. وهنا يلتقي المعري مع الفلسفة الأبيقورية التي لا ترى في الموت ما يبعث على الخوف، أو ما ينطوي على الشر ما دام يشكل نهاية لوعي الإنسان وشعوره اللذين من خلالهما يدرك الألم والشقاء هذين (3).

وكلمة (طفل) التي تُستخدَم للدلالة على الصغير (4)، وردت في الديوان 45 مرة، وكان من سياقاتها ضرورة حسن التربية:

فأَطْفَالُ الأَكَابِرِ إِنْ يُوَقَّوا ..... يُرَوا يوماً رِجَالاً كامِلِِينَا (5)

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير