تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

الحِكمَة في شعرِ البارُودي

ـ[مُسلم]ــــــــ[01 - 08 - 2008, 04:46 م]ـ

:::

... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...

من المعروف أن محمود سامي البارودي يعتبر رائد نهضة الشعر الحديث في الوطن العربي , وأيضا رائد مدرسة الإحياء والبعث التى سُمِّيتْ بذلك لأن الشعر قبلها كان كالجسد المحتضر في العصرين العثمانى والمملوكى فنهض أتباع هذه المدرسة وعلى رأسهم البارودي في إحياء الشعر من جدثِهِ. ويتميز أسلوب البارودي بأنه يشبه - بل يفوق أحياناً - أسلوب الشعراء القدامى ويظهر ذلك من معارضاتهِ هؤلاء الشعراء. عموماً لن أطيلَ عليكم , إليكم الأبيات.

كمْ بينَ منتدبٍ يدعو لمكرمة ٍ = وَبَيْنَ مُعْتَكِفٍ يَبْكِي عَلَى طَلَلِ

لَوَلا التَّفَاوُتُ بَيْنَ الْخَلْقِ مَا ظَهَرَتْ = مَزِيَّةُ الْفَرْقِ بَيْنَ الْحَلْيِ وَالْعَطَلِ

فانهض إلى صهواتِ المجدِ معتلياً = فالبازُ لمْ يأوِ إلاَّ عاليَ القللِ

ودعْ منَ الأمرِ أدناهُ لأبعدهِ = في لجة ِ البحرِ ما يغنى عنِ الوشلِ

قدْ يظفرُ الفاتكُ الألوى بحاجتهِ = وَيَقْعُدُ الْعَجْزُ بِالْهَيَّابَة ِ الْوَكَلِ

وَكُنْ عَلَى حَذَرٍ تَسْلَمْ، فَرُبَّ فَتى ً = ألقى بهِ الأمنُ بينَ اليأسِ وَ الوجلِ

وَ لا يغرنكَ بشرٌ منْ أخى ملقٍ = فرونقُ الآلِ لا يشفى منَ الغللِ

لوْ يعلمُ ما في الناس منْ دخنٍ = لَبَاتَ مِنْ وُدِّ ذِي الْقُرْبَى عَلَى دَخَلِ

فَلا تَثِقْ بِوَدَادٍ قَبْلَ مَعْرِفَةٍ = فَالْكُحْلُ أَشْبَهُ فِي الْعَيْنَيْنِ بِالْكَحَلِ

وَاخْشَ النَّمِيمَة َ، وَاعْلَمْ أَنَّ قَائِلَهَا = يصليكَ منْ حرهاَ ناراً بلاَ شعلِ

كمْ فرية ٍ صدعتْ أركانَ مملكة ٍ = وَمَزَّقَتْ شَمْلَ وُدٍّ غَيْرِ مُنْفَصِلِ

يتبع ...

ـ[مُسلم]ــــــــ[01 - 08 - 2008, 04:53 م]ـ

إذا أنتَ أعطتكَ المقاديرُ حكمها = فأضيعُ شيءٍ ما تقولُ العواذلُ

وَمَا الْمَرْءُ إِلاَّ أَنْ يَعِيشَ مُحَسَّداً = تَنَازَعُ فِيهِ النَّاجِذَيْنِ اْلأَنَامِلُ

لَعَمْرُكَ مَا الأَخْلاَقُ إِلاَّ مَوَاهِبٌ = مقسمة ٌ بينَ الورى، وفواضلُ

وَ ما الناسُ إلاَّ كادحانِ: فعالمٌ = يسيرُ على قصدٍ، وَ آخرُ جاهلُ

فذو العلمِ مأخوذٌ بأسبابِ علمهِ = وَذُو الْجَهْلِ مَقْطُوعُ الْقَرِينَة ِ جَافِلُ

فلا تطلبنْ في الناس مثقالَ ذرة ٍ = مِنَ الْوُدِّ؛ أُمُّ الْوُدِّ فِي النَّاسِ هابِلُ

منَ العارِ أن يرضى الفتى غيرَ طبعهِ = وَأَنْ يَصْحَبَ الإِنْسَانُ مَنْ لاَ يُشَاكِلُ

يتبع ...

ـ[مُسلم]ــــــــ[01 - 08 - 2008, 04:58 م]ـ

فَلاَ تَعْتَرِفْ بِالذُّلِّ خَوْفَ مَنِيَّة ٍ = فَإِنَّ احْتِمَالَ الذُّلِّ شَرٌّ مِنَ الْقَتْلِ

وَلاَ تَلْتَمِسْ نَيْلَ الْمُنَى مِنْ خَلِيقَة ٍ = فَتَجْنِي ثِمَارَ الْيَأْسِ مِنْ شَجَرِ الْبُخْلِ

فما الناسُ إلاَّ حاسدٌ ذو مكيدة ٍ = وَ آخرُ محنيُّ الضلوعِ على دخلِ

أَرَى السَّهْلَ مَقْرُوناً بِصَعْبٍ، وَلا أَرَى = بغيرِ اقتحامِ الصعبِ مدركَ السهلِ

يتبع ...

ـ[مُسلم]ــــــــ[01 - 08 - 2008, 05:01 م]ـ

وَ لاَ تغرنكَ في الدنيا مشاكلة ٌ = بينَ الأنامِ؛ فليسَ النبعُ كالضالِ

إِنَّ ابْنَ آدَمَ لَوْلاَ عَقْلُهُ شَبَحٌ = مُرَكَّبٌ مِنْ عِظَامٍ ذَاتِ أَوْصَالِ

يتبع ...

ـ[محمد سعد]ــــــــ[01 - 08 - 2008, 05:02 م]ـ

ظل في المنفى بمدينة كولومبو أكثر من سبعة عشر عاماً يعاني الوحدة والمرض والغربة عن وطنه، فسجّل كل ذلك في شعره النابع من ألمه وحنينه. و بعد أن بلغ الستين من عمره اشتدت عليه وطأة المرض وضعف بصره فقرر عودته إلى وطنه مصر للعلاج، فعاد إلى مصر يوم 12 سبتمبر 1899 م وكانت فرحته غامرة بعودته إلى الوطن وأنشد أنشودة العودة التي قال في مستهلها:

أبابلُ رأي العين أم هذه مصرُ=فإني أرى فيها عيونا هي السحرُ

نواعسَ أيقظن الهوى بلواحظٍ=تدين لها بالفتكةِ البيضُ والسمرُ

فليس لعاقلٍ دون سلطانها حمىً=ولا لفؤادٍ دون غشيانها سترُ

فإن يكُ موسى أبطل السحر مرةً=فذلك عصرُ المعجزاتِ وذا عصرُ

فأي فؤادٍ لا يذبُ صبابةً=ومزنةِ عينٍ لا يصوبُ لها قطرُ

بنفسي وإن عزت عليّ ربيبةٌ=من العينِ في أجفانِ مقلتها فترُ

فتاةٌ يرقُ البدرُ تحت قناعها=ويخطرُ في أبرادها الغصنُ النضرُ

تريك جمان القطر في أقحوانةٍ=مفلجةِ الأطراف قيل لها ثغرُ

تدين لعينها سواحل (بابلٍ) =وتسكرُ من صهباءِ ريقتها الخمرُ

فيا ربة الخدرِ ِ الذي حال دونهُ=ضراغمُ حربٍ غابها الأسلُ السمرُ

أما من وصالٍ أستعيدُ بأنسهِ=نضارة عيشٍ كا أفسدهُ الهجرُ

رضيت من الدنيا بحبك عالما=بأن جنوني من هواك هو الفخرُ

فلا تحسبي شوقي فكاهة مازحٍ=فما هو إلا الجمرُ أو دونه الجمرُ

هو كضمير الزند لو أن مدمعي=تأخر عن سقياه لا حترق الصدرُ

إذا ما أتيت الحي فارت بغيظها=قلبوبُ رجال ٍ حشو آماقها الغدرُ

يظنون بي شرا ولست بأهلهِ=وظن الفتى من غير بينةٍ وزرُ

وماذا عليهم إن ترنم شاعرٌ=بقافيةٍ لا عيب فيها ولا نكرُ

أفي الحق أن تبكي الحمائم شجوها=ويُبلى فلا يبكي على نفسهِ حرُ

وأي نكيرٍ من هوى شب وقدهُ=بقلبِ أخي شوقٍ فباح به الشعرُ

فلا يبتدرني بالملامة عاذلٌ=فإن الهوى فيه لمقتدرٍ عذرُ

إذا لم يكن للحب فضلٌ على النهى=لما ذلّ حيٌ للهوى ولهُ قدرُ

وكيف أسومُ القلب صبرا على الهوى=ولم يبق لي في الحب قلبٌ ولا صبرُ

ليهن الهوى إني خضعت لحكمه=وإن كان لي في غيره النهيُ والأمرُ

وإني أمرؤٌ تأتي لي الضيم صولةً=مواقعها في كل معتركٍ حُمرُ

أبيٌّ على الحدثان لا يستفزني=عظيمٌ ولا يأوي إلى ساحتي ذعرُ

إذا صلتُ صال الموتُ من وكراتهِ=وإن قلت أرخى من أعنتهِ الشعرُ

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير