[شكوى الشعراء من طول الليل]
ـ[محمد سعد]ــــــــ[20 - 08 - 2008, 03:09 ص]ـ
قال عمر بن أبي ربيعة:
فيا لك من ليل تقاصر طوله = وما كان ليلي قبل ذلك يقصر
وهنا يشير عمر كيف أن مجلس الأنس قصير ليله، وهو لم يعتد قصر الليل لكثرة ما يعتوره من الهموم، وهذه فكرة مألوفة عند العرب في الجاهلية والإسلام كقول امريء القيس:
وليل كموج البحر أرخى سدوله =على بأنواع الهموم ليبتلى
فقلت له لما تمطى بصلبه =وأردف اعجازاً وناء بكلكلِ
ألا أيها الليل الطويل ألا انجلى =بصبحٍ وما الاصباح منك بأمثلِ
فيا لك من ليل كأن نجومه= بكل مغار الفتل شدت بيذبل
كأن الثريا علقت في مصابها=بأمراس كتان إلى صم جندل
ويرمز الشعراء إلى طول الليل ببطء الكواكب كما يقول النابغة:
كليني لهم يا أميمة ناصب= وليل أقاسه بطيء الكواكب
وقد ابدع المهلهل في وصفه لطول الليل بقوله:
كأن الجدي في مثناه ربق=أسير أو بمنزلة الأسير
كأن النجم إذ ولىَّ سحيرا= فصا جلن في يوم مطير
كواكبها زواحف لاغبات= كأن سماءها بيدي مدير
ونتابع إن شاء الله الموضوع
ـ[منصور مهران]ــــــــ[20 - 08 - 2008, 04:19 ص]ـ
ومن موشح لابن زهر الحفيد الشاعر الطبيب الأندلسي:
يا ليلُ طُلْ أوْ لا تطُولْ
لا بدَّ لي أن أسهرك
لو بات عندي قمري
ما بتُّ أرعَى قمرَك
(لاحظوا قوله: أو لا تطول. مما تسَمَّحوا به في موشحاتهم)
ـ[الوافية]ــــــــ[20 - 08 - 2008, 07:16 ص]ـ
ودع الصبر محب ودعك=ذائع من سره ما استودعك
يقرع السن على أن لم يكن=زاد في تلك الخطا إذ شيعك
يا أخا البدر سناء وسنا=رحم الله زمانا أطلعك
إن يطل بعدك ليلي فلكم =بت أشكو قصر الليل معك
ـ[د. عمر خلوف]ــــــــ[20 - 08 - 2008, 09:44 ص]ـ
توقفت أمام مشاركة أستاذي د. منصور مهران متسائلاً حول نسبة هذه الأبيات لابن زهر الحفيد، وحول روايتها (المتسامحة) من قوله: ( ... أو لا تطولْ)!
فلما راجعتها، وجدتها منسوبة إلى (ابن زيدون) في نفح الطيب، والمغرب، والمستطرف ..
وكانت رواية الأبيات فيها: (يا ليل طُلْ أو لا تَطُلْ)، إلا في التذكرة الفخرية، فكانت (ياليل دُمْ أو لا تدُم).
أما رواية نفح الطيب فكانت مختلفة تماماً هكذا:
يا ليل طلْ لا أشتهي=إلاّ كعهدي قصرَكْ
وأنا أحفظ العجز: (إلاّ بوصلٍ قصرك)
لو بات عندي قمري=ما بتُّ أرعَى قمرَك
يا ليلُ خبّرْ أنني=ألتذّ عنه خبركْ
بالله قل لي هل وَفَى= فقال: لا .. بل غدركْ
ـ[الوافية]ــــــــ[20 - 08 - 2008, 12:59 م]ـ
سلام الله عليكم.
رجعت إلى ديوان ابن زيدون كي أنقل الأبيات التي كتبتها في مشاركتي, مخافة الوقوع في الخطأ.
فكانت الأبيات التي أوردها الأستاذ /منصور مهران في الصفحة المقابلة.
برواية الدكتور/عمر خلوف.
يا ليل طل لاأشتهي ... إلا بوصلٍ قصرك.
ولم أعلق شكاً في المحققين وثقة بعلم أستاذنا الكبير ...
وكنت أنوي العودة للمستطرف للنظر في أمرها, لكني انشغلت.
كأني استطردت فحكيت قصة حياتي ( ops, المعذرة.
عودا حميدا أستاذنا /منصور مهران, ودكتورنا/عمر خلوف.
جزيت خيرا أستاذنا أبافادي على هذا الموضوع الجميل.
ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[20 - 08 - 2008, 01:17 م]ـ
وقال الحصري:
يا ليلُ، الصب متى غده * أقيام الساعة موعده
رقد السمار فأرقه * ألم بالبين يردده
صنم للفتنة منتصب * أهواه ولا أتعبده
ـ[صاحبة القلم]ــــــــ[20 - 08 - 2008, 02:08 م]ـ
بارك الله فيك أستاذ محمد على الموضوع الرائع ... وجزاك عليه خير الجزاء
أكثر ما أحب من وصف الليل وصف بشار حينما قال
خليلي ما بال الدجى ليس يبرح= وما بال ضوء الصبح لا يتوضح
أضلّ الصباح المستنير طريقه = أم الدهر ليل كله ليس يبرح
أظن الدجى طالت وما طالت الدجى = ولكن أطال الليل هم مبرّح
ـ[عامر مشيش]ــــــــ[20 - 08 - 2008, 02:14 م]ـ
قال المتنبي:
فيا ليلة ما كان أطول بتها=وسم الأفاعي عذب ما أتجرع
وفي الحقيقة أن الليل لا يطول لكن الشعراء أعجبهم رمي الليل بالطول لتحميله وزر ما يعانون
وقد أنصف بشار بن برد الليل فقال:
لم يطل ليلي ولكن لم أنم=ونفى عني الكرى طيف ألم
ـ[عامر مشيش]ــــــــ[20 - 08 - 2008, 02:17 م]ـ
وقال جرير:
أطال هذا الليل لا تجري كواكبه=أم ضل حتى حسبت النجم حيرانا
ـ[صاحبة القلم]ــــــــ[20 - 08 - 2008, 02:22 م]ـ
ومن جميل ما ذكره بشار
كأن جفونه سملت بشوكٍ= فَلَيْسَ لِوَسْنَة ٍ فيهَا قَرَارُ.
أَقُولُ وَلَيْلَتِي تَزْدَادُ طُولاً= أما لليل بعدهم نهارُ.
جفت عيني عن التغميض حتى = كأن جفونه عنها قصار
ـ[الوافية]ــــــــ[20 - 08 - 2008, 02:25 م]ـ
وقال جرير:
أطال هذا الليل لا تجري كواكبه=أم ضل حتى حسبت النجم حيرانا
أخي الفاضل /زين الشباب.
البيت بهذه الهيئة مكسور.
وهذا تعديله إن لم تخني الذاكرة.
أبدل الليل لاتسري كواكبه ... أم طال حتى حسبت النجم حيرانا.
بارك الله بعلمك ,ونفع بك.
¥