[ملحمية الوصف عند المتنبي]
ـ[محمد سعد]ــــــــ[12 - 09 - 2008, 12:14 ص]ـ
شعر المتنبي هو مرآة روحه، وهو مرآة عصره، شعره ملحمة حياته التي عاشها بكل ما اضطرب فيها من أحداث، وما شابها من تغيرات، انظر إلى هذا الوصف الملحمي:
هَلِ الحَدَثُ الحَمراءُ تَعرِفُ لَونَها = وَتَعلَمُ أَيُّ الساقِيَينِ الغَمائِمُ
سَقَتها الغَمامُ الغُرُّ قَبلَ نُزولِهِ = فَلَمّا دَنا مِنها سَقَتها الجَماجِمُ
بَناها فَأَعلى وَالقَنا تَقرَعُ القَنا = وَمَوجُ المَنايا حَولَها مُتَلاطِمُ
وَكانَ بِها مِثلُ الجُنونِ فَأَصبَحَت = وَمِن جُثَثِ القَتلى عَلَيها تَمائِمُ
ـ[عبدالله صالح]ــــــــ[12 - 09 - 2008, 12:31 ص]ـ
أحسنت ومن منا لا يعشق المتنبي وشعره فهو كما قيل: مالئ الدنيا وشاغل الناس
ـ[صاحبة القلم]ــــــــ[12 - 09 - 2008, 01:20 م]ـ
ما شاء الله نقل رائع عودتنا عليه أستاذ محمد ..
بارك الله فيك على نقولاتك الجميلة وجزااك خير الجزااء ..
دمتم بخير وعافية
ـ[فلسطينيه]ــــــــ[15 - 02 - 2009, 02:12 ص]ـ
أنا من المعجبين بشعر المتنبي جزاك الله خيرا يامعلمنا الفاضل محمد سعد
ـ[المستبدة]ــــــــ[16 - 02 - 2009, 08:58 م]ـ
هَلِ الحَدَثُ الحَمراءُ تَعرِفُ لَونَها
وَتَعلَمُ أَيُّ الساقِيَينِ الغَمائِمُ
سَقَتها الغَمامُ الغُرُّ قَبلَ نُزولِهِ
فَلَمّا دَنا مِنها سَقَتها الجَماجِمُ
بَناها فَأَعلى وَالقَنا تَقرَعُ القَنا
وَمَوجُ المَنايا حَولَها مُتَلاطِمُ
وَكانَ بِها مِثلُ الجُنونِ فَأَصبَحَت
وَمِن جُثَثِ القَتلى عَلَيها تَمائِمُ
والعجيب،أنك تقرأ مثلُ هذا،وقد تجزم بأنّه لأحمد.
فهو في كثيرٍ من وصفه،ينحرف عن النمط المعهود
بحثا عن تركيب غير عادي في قصيده،ومن دراسة دقيقة ويسيرة
في قصيده،ستجد أنّ له بصمة أسلوبيّة، تجعلك تشير إلى اسم
المتنبي عند بعض القصيد الذي يواجهك.
شكرا لك، قصيد المتنبي يحفل بالكثير.
ـ[أبوالطيب المتنبي]ــــــــ[21 - 02 - 2009, 12:40 ص]ـ
أخي محمد ..
المتنبي شاعر حكمة وليس شاعر وصف ..
وأعتقد أن البحتري هو أستاذ ذلك الفن ..
ـ[المستبدة]ــــــــ[21 - 02 - 2009, 01:53 ص]ـ
أرى أنه لا يجب أن نقول:
الشاعر فلان صاحب حكمة والآخر وصف، و ... و. . .
أو أستاذ ... أو شاعر كذا .. (إلا إن أفرد قصيده جلّه لهذا الغرض، وفوق هذا،لا نقول بذلك إن أردنا مقارنته مع غيره، فقد يكثر شاعر ما من الحكمة في شعره، ويقلّ آخر.هنا لا يمكننا الجزم بأن من أكثر كان المبدع والأستاذ، ومن قلل كان دون ذلك.)
بل إنّ الشاعر المجيد،والمبدع الحصيف من يكن لقصيده جولاتها البديعة، في كل الضروب.
فالمتلقي والناقد أمام الشاعر المبدع، يعجز عن تحديد الضرب الأجمل والأكثر اتقانا في شعره.
لكن في المقابل نستطيع أن نقول:
أنّ فلانا أكثر من الوصف في قصيده،والآخر أكثر من الحكمة.
المتنبي أجاد كثيرا في الوصف،كما كانت له إجادة قويّة في الحكمةـ فكانت له الأبيّات السيّارة في جلّ ديوانه ــ لكنه أكثر من الحكمة،وفي كلاهما هو مبدع.
وشكري يسبق حديثي للأخ أبي الطيب في مداخلته.
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[21 - 02 - 2009, 07:58 ص]ـ
أرى أنه لا يجب أن نقول:
الشاعر فلان صاحب حكمة والآخر وصف، و ... و. . .
أو أستاذ ... أو شاعر كذا .. (إلا إن أفرد قصيده جلّه لهذا الغرض، وفوق هذا،لا نقول بذلك إن أردنا مقارنته مع غيره، فقد يكثر شاعر ما من الحكمة في شعره، ويقلّ آخر.هنا لا يمكننا الجزم بأن من أكثر كان المبدع والأستاذ، ومن قلل كان دون ذلك.)
بل إنّ الشاعر المجيد،والمبدع الحصيف من يكن لقصيده جولاتها البديعة، في كل الضروب.
فالمتلقي والناقد أمام الشاعر المبدع، يعجز عن تحديد الضرب الأجمل والأكثر اتقانا في شعره.
لكن في المقابل نستطيع أن نقول:
أنّ فلانا أكثر من الوصف في قصيده،والآخر أكثر من الحكمة.
المتنبي أجاد كثيرا في الوصف،كما كانت له إجادة قويّة في الحكمةـ فكانت له الأبيّات السيّارة في جلّ ديوانه ــ لكنه أكثر من الحكمة،وفي كلاهما هو مبدع.
وشكري يسبق حديثي للأخ أبي الطيب في مداخلته.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أختي الكريمة ...
اسمحي لي أن أقول لك بأن الشعراء أقسام " وأنتِ أعلم مني بذلك "
وليس عيبا أو نقصا في الشاعر حينما لا يكون في كل الضروب مبدعاً، فالكثير من الشعراء المجيدين المبدعين لم يبدعوا بكل الضروب، فهل وصف ذي الرمة للناقة كوصف الكميت؟ ...
الفرق شاسع هذا ابن الحضر وذاك ابن البدو وكل له مجاله وتخصصه ...
وأما قولك ِ بأن المتلقي والناقد أمام الشاعر المبدع، يعجز عن تحديد الضرب الأجمل والأكثر اتقانا؛ فهذا لا يدل إلا على نقص الكفاءة لدى المتلقي والناقد،
نعم أوافقك الرأي لو كان الناقد يريد مجابهة الخالق عز وجل ومحاولة تفضيل آية عن آيه وذلك لأن قول الخالق سبحانه يعجز عن تحديد الأجمل منه؛ لأنه كله الأجمل ...
أما بالشعر فلا اظنه ذلك ...
ما يريد أن يبينه أخي العزيز: "أبا الطيب المتنبي" هو أن تخصص المتنبي في الحكمة أكثر من الوصف لا أكثر ولم يستخرج هذا القول من رأيه بل من قول أبي الطيب المتنبي ...
عندما سُئِل أبو الطيب المتنبي عنه، وعن أبي تمام، وعن البحتري قال: أنا وأبو تمام حكيمان، والشاعر البحتري. (1) *
وإنه لصادق في قوله هذا ...
نعم المتنبي أبدع أيما إبداع في وصف مواقف القتال، حتى كأنك ترى أن الحرب قد قامت واصطكت السيوف واقتتل الأبطال وحمى الوطيس أمامك ...
ولكن شهادة المتنبي على نفسه بينت محله من الإعراب ...
(1) - المثل السائر في أدب الكاتب والشاعر لابن الاثير الكاتب - نصرة الثائر على المثل السائر للصفدي.
* في معاهد التنصيص ومرآة الجنان أن أبا العلاء هو من سُئِل.
وشكرا لكم جميعا ...
¥