[بنو ثعل]
ـ[مُسلم]ــــــــ[28 - 08 - 2008, 12:01 ص]ـ
في قصيدة محمود سامي البارودي (قَلدْتُ جِيدَ المَعَالِي حِليَة الغَزَل ( http://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=shqas&qid=23738) ) قرأتُ بيتاً هو:
فاقبلْ وصاتي، وَ لا تصرفكَ لاغية ٌ = عنى؛ فما كلُّ رامٍ منْ بنى ثعلِ
فمن هم بنو ثعل؟
ولماذا نفي عن نفسه أن يكون منهم حتى يقبل القارئ نصيحته؟
ـ[متعيلم]ــــــــ[28 - 08 - 2008, 01:22 ص]ـ
:::
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الشاعر يرى نفسه الناصح والرامي الذي يجيد مايفعل ويحسن مايقوله كأنه من بني ثعل وما كل رامي من بني ثعل.
مُتعيلم
: rolleyes:
ـ[عامر مشيش]ــــــــ[28 - 08 - 2008, 01:58 ص]ـ
بنو ثعل هم بطن من طيء وهم رماة وكان امرؤ القيس ذكر منهم رجلا يقال له عمرو بن المسبح فقال:
رُبَّ رَامٍ من بني ثُعَلٍ=مُخْرِجٍ كَفَّيْه من سُتُرِه
ـ[فارس]ــــــــ[28 - 08 - 2008, 02:52 ص]ـ
جاء في "ثمار القلوب في المضاف و المنسوب" للثعالبي:
فيما يضاف وينسب إلى القبائل:
إيلاف قريش، تيه بني مخزوم، جود طيء، لؤم باهلة، رماة بني ثعل، قيافة بني مدلج، عيافة بني لهب، خطباء إياد، ثريدة غسان، مهور كندة، حرة بني سليم.
رماة بني ثعل
يضرب بهم المثل، ويوصفون بجودة الرمي من بين قبائل العرب.
قال امرؤ القيس:
رُبَّ رامٍ منْ بني ثُعَلٍ = مُخْرِجٍ كَفَّيْهِ مِنْ سُتُرِهْ
وقال أبو مسلم محمد بن بحر:
هلْ أنتَ مُبلغُ هذا الفارسِ البَطَلِ = عَنِّي مقالةَ طبٍّ غيرِ ذيْ خَطَلِ
إنْ كنتَ أخطأتَ بُرجاسًا عَمدتَ لَهُ = فأنتَ في رَمْيِ قلبي منْ بني ثُعَل
البُرجاس: غرض في الهواء على رأس رمحٍ و نحوِه يُرمى به. (تاج العروس)
* * *
و جاء في "المختصر في أخبار البشر" لأبي الفداء:
ومن طَيِّء: عمرو بن المسبح وهو من بني ثعل الطائي، وكان عمرو أرمى وقته، وفيه يقول امرؤ القيس:
رُبَّ رامٍ منْ بني ثُعَلٍ = مُخْرِجٍ كَفَّيْهِ مِنْ سُتُرِهْ
* * *
نأتي إلى قصيدة البارودي و التي أحسبه يعارض بها البحتري في قصيدته التي مطلعها:
لَئِنْ ثنى الدهرُ من سَهمي فلمْ يَصِلِ = و رَدَّ من يَدِيَ الطولى فلمْ تَنَلِ
و التي يقول فيها:
أَرمي بظَنِّيْ فلا أَعْدو الخَطاءَ بِهِ = اِعْجَبْ لِأخطاءِ رامٍ مِنْ بَني ثُعَلِ
يقول البارودي:
فاقبلْ وَصاتي، وَ لا تَصْرِفْكَ لاغِيَةٌ = عَنِّيْ؛ فَمَا كلُّ رامٍ منْ بَنيْ ثُعَلِ
و هو هنا لا ينفى النسبة عن نفسه و إنما يقول: خذْ بوصاتي فإني مُصيبٌ بها كإصابة بني ثُعَل في رميهم، و دع عنك أهل اللغو فما إصابتهم للحق كإصابة الرامي من بني ثعل؛ أي أنهم لا يصيبون.
ـ[د. عمر خلوف]ــــــــ[28 - 08 - 2008, 12:52 م]ـ
وعلى الرغم مما اشتهر به (بنو ثعل) من جودة الرمي إلاّ أن سهام العيون، ونظرات الغيد، فاقت رماةَ بني ثعل في دقة الإصابة.
يقول مهيار:
براك اللهُ سهماً دَقَّ عَمّا=تريشُ له بنو ثُعَلٍ وتبري
ويقول الأبيوردي:
نجلاءُ إنْ نظرتْ قالت (بنو ثُعَلٍ) =عيناكِ يا ابنةَ ذي البردينِ أرماناوللطويراني (التركي):
لحاظٌ رمَتْ نحوي فلم تُخطئ الحَشا=وما كنتُ أدري الترْكَ منهم بنو ثُعَلْ
ولكن يبدو أن الأرجاني قد حصّن قلبه بما يكفي لصدّ هذه السهام:
بِنَسْجِ داوودَ منّي القلبُ مُدَّرِعٌ=إنْ كانَ طرفُكَ أضحى من (بني ثُعًلِ) وما أجمل تورية علي الدرويش، معاصر البارودي، بقوله:
ومُجتهِدِ اللحاظِ أصابَ قلبي=كذلك كلُّ مجتهدٍ مُصيبُ
بسهمٍ وقْعُهُ لم يُخْطِ، إذْ مِنْ= (بني ثُعَلٍ) كثيراً ما يخيبُ
ـ[فارس]ــــــــ[28 - 08 - 2008, 01:58 م]ـ
ما شاء الله، إثراء جميل للموضوع أستاذنا د. عمر خلوف، جزاك الله خيرًا.
ـ[عامر مشيش]ــــــــ[28 - 08 - 2008, 02:11 م]ـ
جاء في "ثمار القلوب في المضاف و المنسوب" للثعالبي:
فيما يضاف وينسب إلى القبائل:
إيلاف قريش، تيه بني مخزوم، جود طيء، لؤم باهلة، رماة بني ثعل، قيافة بني مدلج، عيافة بني لهب، خطباء إياد، ثريدة غسان، مهور كندة، حرة بني سليم.
كانت العرب تحتقر باهلة وليس لذلك مبرر ولا يعقل أن يكون كلهم لؤماء وفيهم صحابة ومنهم قتيبة بن مسلم الفاتح المشهور وللشيخ حمد الجاسر رحمه الله كتاب سماه " باهلة المفترى عليها " يدفع عنهم ولم أقرأ الكتاب فليت من لديه خبر يطلعنا.
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[28 - 08 - 2008, 08:01 م]ـ
بارك الله فيكم ..
ـ[مُسلم]ــــــــ[29 - 08 - 2008, 04:42 م]ـ
بارك الله في كل من أسعف جرحَ عقلي بالجواب ,, جزاكم الله خيراً ...
ـ[مُسلم]ــــــــ[29 - 08 - 2008, 04:58 م]ـ
نأتي إلى قصيدة البارودي و التي أحسبه يعارض بها البحتري في قصيدته التي مطلعها:
لَئِنْ ثنى الدهرُ من سَهمي فلمْ يَصِلِ = و رَدَّ من يَدِيَ الطولى فلمْ تَنَلِ
و التي يقول فيها:
أَرمي بظَنِّيْ فلا أَعْدو الخَطاءَ بِهِ = اِعْجَبْ لِأخطاءِ رامٍ مِنْ بَني ثُعَلِ
لا أخي , هو يعارض قصيدة المتنبي التي مطلعها:
أجابَ دَمعي وما الدّاعي سوَى طَلَلِ = دَعَا فَلَبّاهُ قَبلَ الرَّكبِ وَالإبِلِ
فيقول معارضاً:
فَلا تَثِقْ بِوَدَادٍ قَبْلَ مَعْرِفَةٍ = فَالْكُحْلُ أَشْبَهُ فِي الْعَيْنَيْنِ بِالْكَحَلِ
الذي يعارض فيه قول المتنبي:
لأنّ حِلْمَكَ حِلْمٌ لا تَكَلَّفُهُ = ليسَ التكحّلُ في العَينَينِ كالكَحَلِ
وأيضاً قول البارودي:
حلبتُ أشطرَ هذا الدهرِ تجربة ً = وَذُقْتُ مَافِيهِ مِن صَابٍ، وَمِنْ عَسَلِ
الذي يعارض فيه قول المتنبي:
قَدْ ذُقْتُ شِدّةَ أيّامي وَلَذّتَهَا = فَمَا حَصَلتُ على صابٍ وَلا عَسَلِ
وقول البارودي في النهاية مادحاً قصيدته:
أَسْهَرْتُ جَفْنِي لَكُمْ فِي نَظْمِ قَافِيَة ٍ = مَا إِنْ لَهَا فِي قَدِيمِ الشِّعْرِ مِنْ مَثَلِ
كالبرقِ في عجلٍ، والرعدِ في زجلٍ = وَالْغَيثِ فِي هَلَلٍ، وَالسَّيْلِ في هَمَلِ
والذي يعارض فيه قول المتنبي:
فنَحنُ في جَذَلٍ والرّومُ في وَجَلٍ = وَالبَرّ في شُغُلٍ والبَحرُ في خَجَلِ