تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[عمالقة المحققين]

ـ[محمد سعد]ــــــــ[24 - 08 - 2008, 02:38 ص]ـ

سؤال: لماذا ندرس التراث؟

يتَّفق عُلَمَاء التَّربية على أنَّ التَّارِيْخ يمثِّل أصلاً مهماً من أصول التَّربية فلذلك لا يكاد يخلو كتاب من الكتب التي تدرس أساسيات التَّربية، من ذكر أسماء بعض رُواد التَّربية والتَّعْلِيْم قديماً ويتوغل البعض في شرح مضامين أفكارهم. وتكمن القيمة العِلْمِيَّة للتُّراث الفكري في أنَّه وعاء يمكن أخذ الحِكمة منه حاضراً ومستقبلاً؛لأنَّه يحتوي على دقائق أخبار السَّابقين، ولطائف فضائل الماضين.

إنَّ التَّارِيْخ في أحداثه المستمرة حركة متغيرة لا كتلة جامدة ومِن ثمَّ فإنَّ التُّرَاث البشري وعاء مُتجدد متوقد، يتغير تِباعاً ولا يتوقف أبداً طالما أنَّ الإنسان يعيش في هذه الحياة فاعلاً ومتفاعلاً.

إنَّ وقائع الْتَّارِيْخ السَّارة والأليمة تُعَدُّ مدرسة واسعة من شأنها أن تدفع الإنسان إلى التَّقدم إذا أحسَنَّا الاستفادة من دروس الأمس وعبره.

التُّراثُ مستودع واسع مُتنوع يُنمي الفكر ويساعد على معرفة لماذا وكيف وصلت الشُّعوب إلى ما هي عليه الآن، وكيف كسبت وحقَّقت المُنجزات، وكيف كان منهج السَّابقين، كما أنَّ التُّراث يعطينا الخلفية الْتَّارِيْخية الكافية لمسائل قد نناقشها اليوم ولا نعلم جذورها. من غير هذا التُراث لا يمكن تقدير جهد السَّابقين في تطوير العلوم والتَّغلب على مصاعب الحياة وهو في النَّهاية من المتطلبات المهمة في حياة الشعوب لأنه يعطينا هوية من سار في هذه المهنة قبلنا.

وقد حمل هذه الأمانة أعلام بررة من أمثال أحمد محمد شاكر ومحمود محمد شاكر ومحيي الدين عبد الحميد، وعبد السلام هارون، والسيد أحمد صقر ومحمد أبو الفضل إبراهيم ... وهؤلاء الأفذاذ كانوا أشبه الناس بعلمائنا القدامى في سعة العلم ورحابة الأفق ورجاحة العقل، وعت صدورهم علوم العربية، فهي تنثال على أقلامهم دون كدّ أو تعب، وكتبوا صفحات مشرقة في صحائف الثقافة العربية.

وهذه سلسلة من عمالقة المحققين دوناها دون ترتيب لسهولة جمع المادة، وسوف نقوم بترتيبها متى اكتملت الموضوع. ونبدأ بأحد أعلام التحقيق:

محمود محمد شاكر

حياته:

محمود بن محمد شاكر من أشراف جرجا بصعيد مصر، ولد في الإسكندرية الاثنين عاشر المحرم عام 1327 للهجرة، الأول من شباط سنة 1909 الميلادية. - انتقل إلى القاهرة في صيف سنة 1909م بتعيين والده وكيلاً للجامع الأزهر (1909 ـ 1913م) وكان قبل ذلك شيخاً لعلماء الإسكندرية. -

سيرته التعليمية

تلقى أول مراحل تعليمه في مدرسة الوالدة أم عباس في القاهرة سنة 1916م. - بعد ثورة سنة 1919م

انتقل إلى مدرسة القرَبيّة بدرب الجماميز. - في سنة 1921م

دخل المدرسة الخديوية الثانوية. - مع بداية سنة 1922م.

قرأ على الشيخ سيد بن علي المرصفي، صاحب "رغبة الآمل" فحضر دروسه التي كان يلقيها بعد الظهر في جامع السلطان برقوق، ثم قرأ عليه في بيته: "الكامل" للمبرد، و"حماسة أبي تمام" وشيئاً من "الأمالي للقالي" وبعض أشعار الهذليين. واستمرت صلته بالشيخ المرصفي إلى أن توفي، رحمه الله، في عام 1349 هـ/سنة 1931م.

- حصل على شهادة البكالوريا (القسم العلمي) سنة 1925م.

- في سنة 1926 م التحق بكلية الآداب ـ الجامعة المصرية (قسم اللغة العربية) واستمر بها إلى السنة الثانية، حيث نشب خلاف شديد بينه وبين أستاذه الدكتور طه حسين حول منهج دراسة الشعر الجاهلي، كما بينه في مقدمة الطبعة الثانية من كتاب "المتنبي" وترتب على ذلك تركه الدراسات الجامعية. - في سنة 1347 هـ/1928م ترك الجامعة وسافر إلى الحجاز مهاجراً فأنشأ ـ بناء على طلب من الملك عبدالعزيز آل سعود ـ مدرسة جدة السعودية الابتدائية وعمل مديراً لها، ولكنه مالبث أن عاد إلى القاهرة في أواسط سنة 1929م.

- بعد عودته إلى القاهرة انصرف إلى الأدب والكتابة، فكتب في مجلتي "الفتح" و"الزهراء" وصاحبهما الأستاذ محب الدين الخطيب، وأكثر ما له فيهما الشعر، وكان من كتابهما منذ كان طالباً

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير