تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

لَوْ تُرِكَ القَطَا ليْلاً لنام

ـ[محمد سعد]ــــــــ[13 - 09 - 2008, 10:42 م]ـ

لَوْ تُرِكَ القَطَا ليْلاً لنام

يقال في الأمر الخفي قد ظهر ما يدل عليه، أو لمن حُمل على مكروه من غير إرادته.

قالوا: أن رجلا من العرب يسمى عاطس بن خلاج سار إلى رجل يسمى الريان في قبائل حمير وخثعم وهمدان وغيرهم. ولقيهم الريان في أربعة عشر حيا من أحياء اليمن، فاقتتلوا قتالا شديدا ثم تحاجزوا وإن الريان هرب في الليل مع أصحابه وساروا يومهم وليلتهم حتى ظنوا أنهم قد بعدوا فعسكروا حيث وصلوا وأصبح الصباح، فغدا عاطس لقتالهم فلم يجدهم في مكانهم، فجدَّ في طلبهم ولم يزل حتى اقترب من المكان الذي عسكر فيه الريان وأصحابه، فنظر الريان فوجد القطا (نوع من الطير) يمر بهم طائرا فزعا فأدرك المصيبة وصاحت ابنته حذام:

ألا يا قومنا ارتحلوا وسيروا = فلو ترك القطا ليلا لناما

فقال زوجها:

إذا قالت حذام فصدقوها = فإن القول ما قالت حذامِ

(ذكر ذلك السيوطي - رحمه الله - في شرحه لشواهد المغني 2/ 596 597.)

وقد استشهد النحاة بهذا البيت على بناء الأعلام المؤنثة التي جاءت على وزان " فَعَالِ " على الكسر دوما، فتقول: جاءت حذامِ، ورأيت حذامِ، ومررت بحذامِ، وذلك في لغة الحجازيين، وخالفهم بنو تميم فأعرب بعضهم هذه الأعلام بالضم رفعا، وبالفتح نصبا وجرًا، وفصّل بعضهم بما تراه عند العلامة ابن هشام في أول القطر

واستشهد بهذا البيت المبرد في الكامل 2/ 71.

ثم أصبح اسم حَذامِ مضرب المثل في صدق القول، وصحة النقل ... فمن الأمثال التي أوردها أبو عبيد القاسم بن سلام في كتابه: القول ما قالت حذام ... كما أورده غير واحد ممن جمع أمثال العرب.

ويقال لمن اعتمد قولُه في نقل الآراء العلمية: حذام المذهب

وقال صاحب المثل السائر عن أبي تمام: وكان قوله في البلاغة ما قالت حذامِ

وتمثل بهذا المعنى كثير من الشعراء ... فقال أحدهم:

كنتم حذام القول احقابا له = والى وجوه الخير ارشد مدسع

وقال المعري:

إِذا ما جاءَني رَجُلٌ حُذامٌ = فَإِنَّ القَولَ ما قالَت حَذامِ

وقال آخر:

أندى يداً في الجودِ من حاتمٍ = أصدق في أقوالهِ من حَذامْ

قال الشيخ محمد محي الدين عبد الحميد في سبيل الهدى بتحقيق شرح قطر الندى (ص43) حول بيتي الشعر:

فلولا المزعجات من الليالي = لما ترك القطا طيب المنام

إذا قالت حذام فصدقوها = فإن القول ما قالت حذام

ويستشهد بهذا البيت على الاسم المبني على الكسر فكلمة (حذام) وقعت في البيت موقع الفاعل وحقها الرفع بالضم، ولكنها كسرت لأنها مبنية وهذا مذهب أهل الحجاز ...

وقد روي البيت بلفظ: " فأنصتوها " بدلاً من " فصدِّقوها "، كما في " اللسان "، و " تاج العروس "، وغيرهما.

ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[14 - 09 - 2008, 04:40 ص]ـ

جزيت خيراً

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير