تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ممّا قيلَ عنِ الوداعِ شِعْرا ..

ـ[ندى الرميح]ــــــــ[02 - 08 - 2008, 06:05 م]ـ

:::

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تحية طيبة لأعضاء المنتدى الكرام ..

لا يُماري عاقلان بأن ما نُظم شعرًا في معاني: الفراق، والنوى يعد من أصدق الشعر عاطفة، وأكثره تأثيرًا في النفوس، واستمطارًا للدموع، ورعشةً للقلوب.

لأنها كلماتٌ تُمليها غُصَصُ الغياب، ويؤطرُها قلبٌ اكتوى بنار البَيْن، وترعاها نفسٌ مُسَهّدة بنياطِ ليل لا يَرْحم!

يقول المنفلوطي: " وما تفجرتْ ينابيعُ الخيالاتِ الشعرية، والتصوراتِ الفنية، إلا من صدوعِ القلوب الكسيرة، والأفئدة الحزينة ".

نفثةُ قلبٍ مكلوم، ودمعة عين ثكلى!

شعرٌ جريحٌ عذب،،،

انسابَ - عبراتٍ ساخنة - منذ أن تفتّق الشعرُ روعة على ألسنةِ العرب، وما زال أهلُ القلوب المرهفة يغترفون من ذاك المورد، لعلهم يجدون فيه شيئًا من عزاء!

من منطلق المكانة التي يحظاها هذا اللون من الشعر في ديوان العرب، ولحجم الصدق الذي يضجُّ في كل آهة من لواعجه،

أحببتُ أن أنقل لكم بعض الأبيات مما أحفظ، أو تحفظه كتبُ الأدب.

ومن الجميل – أعضاءنا الكرام – أن تشاركوني الجمال هنا؛ بتدوين أبياتٍ في ذات الموضوع، مما يسعفكم به الوسعُ والجهد.

ندى الرميح ..

ـ[ندى الرميح]ــــــــ[02 - 08 - 2008, 06:12 م]ـ

شيءٌ من طقوسِ الفَقْد:

العينُ بعد فراقِها الوطنا = لا ساكنًا أَلِفَتْ ولا سَكَنا

ريّانةً بالدمعِ أرّقَها = ألاّ تُحِسَّ كرًى ولا وَسَنا

ليت الذين أُحبُّهم عَلِموا = وهم هنالك .. ما لقيتُ هُنا

ما كنتُ أَحْسَبُني مُفَارِقَهم = حتى تُفارقَ روحيَ البَدَنا

إن الغريبَ مُعذّبٌ أَبَدا = إنْ حلّ لم ينعمْ .. وإن ظَعَنا

الزركلي ..

ـ[ندى الرميح]ــــــــ[02 - 08 - 2008, 06:15 م]ـ

حبيبي - غدًا - لا شكَّ فيه مُوَدّعُ = فواللهِ ما أدري به كيف أصنعُ؟

فيا يومُ - لا أدبرتَ - هل لك محبسٌ؟ = ويا غدُ - لا أقبلتَ - هل لك مدفعُ؟

إذا لم أُشيّعْهُ تقطّعْتُ حسرةً = وواكبدي ... إنْ كنتُ ممّنْ يُشيّعُ!

ـ[عامر مشيش]ــــــــ[02 - 08 - 2008, 06:15 م]ـ

ما رأيت أصدق من قول البحتري في الوداع:

الله جَارُكَ في انْطِلاقِكْ=تِلْقَاءَ شَامِكَ أوْ عِرَاقِكْ

لا تَعْذُلَنّي في مَسِيرِي=يَوْمَ سِرْتُ وَلَمْ أُلاقِكْ

إنّي خَشِيتُ مَوَاقِفا=للبَينِ تَسْفَحُ غَرْبَ مَاقِكْ

وَعَلِمْتُ أنّ بُكَاءَنَا=حَسَبَ اشْتِياقي وَاشتِيَاقِكْ

وَذَكَرْتُ مَا يَجِدُ المُوَدِّعُ=عِنْدَ ضَمّكَ وَاعْتِنَاقِكْ

فَتَرَكْتُ ذاكَ تَعَمّداً=وَخَرَجْتُ أهْرُبُ مِنْ فِرَاقِكْ

ـ[ندى الرميح]ــــــــ[02 - 08 - 2008, 06:20 م]ـ

ما أشَدَّ تصوير الفقد في هذه الأبيات ... وقد انقطعت السبل للوصول إلى الأحباب ...

زمان مضى ... لا مرسال .. ولا جوال!

لمّا رأيتُ القومَ قد رحلوا = وراهبُ الدّيْرِ بالناقوسِ مُشتغِلُ

شبكتُ عَشْري على رأسي وقلتُ له: = يا راهبَ الديرِ .. هل مرّتْ بكَ الإبلُ؟

فحنّ لي وبكى .. بل رقّ لي ورَثَى = وقال لي: يافتى ضاقتْ بكَ الحِيَلُ

إن الخيامَ التي جئتَ تطلبُهم = بالأمسِ كانوا هنا .. واليوم قد رحلوا

ـ[ندى الرميح]ــــــــ[02 - 08 - 2008, 06:24 م]ـ

ودّعتُ قلبيَ ساعةَ التوديعِ = وأطعتُ قلبي وهو غيرُ مُطيعي

إنْ لم أشيّعْهُم فقد شيَّعتُهم = بمشيِّعَيْنِ: تنفسي , ودموعي!

أبو عبدالله المعافري ..

ـ[ندى الرميح]ــــــــ[02 - 08 - 2008, 06:29 م]ـ

أشاعوا فقالوا وقفةٌ ووداعُ = وزُمَّتْ مطايا للرحيلِ سِراعُ

فقلتُ: وداعٌ لا أُطيقُ عيانَهُ = كفاني من البَيْنِ المُشتِّ سماعُ

ولم يملكِ الكتمانَ قلبٌ ملكتُه =وعند النوى سرُّ الكَتُومِ مُذاعُ

ـ[ندى الرميح]ــــــــ[02 - 08 - 2008, 06:36 م]ـ

قالتْ وقد نالها للبينِ أوجعُهُ = والبينُ صعبٌ على الأحبابِ موقعُهُ

اجعلْ يديك على قلبي فقد ضعفتْ = قواه عن حملِ ما تحويه أضلعُهُ

واعطفْ عليَّ المطايا ساعةً فعسى = مَنْ شتّ شملَ الهوى بالوصلِ يجمعُهُ

كأنني يوم ولَّتْ حسرةً وأسى = غريقُ بحرٍ يرى الشاطي ويمنعُهُ

ـ[ندى الرميح]ــــــــ[02 - 08 - 2008, 06:39 م]ـ

ولقد نظرتُ إلى الفراقِ فلم أجدْ = للموتِ لو فقد الفراق سبيلا

يا ساعةَ البينِ الطويلِ كأنما = واصلتِ ساعاتِ القيامةِ طولا

ـ[ندى الرميح]ــــــــ[02 - 08 - 2008, 06:42 م]ـ

يا عينُ في ساعةِ التوديعِ يشغلكِ الـ = بكاءُ عن لذّةِ التوديعِ والنظرِ؟!

خُذي بِحظّكِ منهم قبل بَيْنِهمُ = ففي غدٍ تفرّغي للدمعِ والسهرِ!

ـ[ندى الرميح]ــــــــ[02 - 08 - 2008, 06:44 م]ـ

ما رأيت أصدق من قول البحتري في الوداع:

الله جَارُكَ في انْطِلاقِكْ=تِلْقَاءَ شَامِكَ أوْ عِرَاقِكْ

لا تَعْذُلَنّي في مَسِيرِي=يَوْمَ سِرْتُ وَلَمْ أُلاقِكْ

إنّي خَشِيتُ مَوَاقِفا=للبَينِ تَسْفَحُ غَرْبَ مَاقِكْ

وَعَلِمْتُ أنّ بُكَاءَنَا=حَسَبَ اشْتِياقي وَاشتِيَاقِكْ

وَذَكَرْتُ مَا يَجِدُ المُوَدِّعُ=عِنْدَ ضَمّكَ وَاعْتِنَاقِكْ

فَتَرَكْتُ ذاكَ تَعَمّداً=وَخَرَجْتُ أهْرُبُ مِنْ فِرَاقِكْ

انتقاء جميل أخي الكريم ... بارك الله فيك.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير