[الشعراء عند عيادة الأطباء]
ـ[عامر مشيش]ــــــــ[05 - 08 - 2008, 12:26 ص]ـ
الشعراء في عيادة الأطباء
اختلفت رؤى الشعراء حول الأطباء فمن من يضع ثقته فيه
ومنه من وقر في نفسه أن الشفاء بيد الله تعالى وهي نظرة المؤمن
قال أحدهم وتروى للفرزدق:
يا طالب الطب من داء تخوفه=إن الطبيب الذي أبلاك بالداء
فهو الطبيب الذي يرجى لعافية=لا من يذيب لك الترياق بالماء
ويرى أبو العتاهية أن الطبيب قد يموت بداء كان يعالجه ويشفي منه بإذن الله
وكم من طبيب قلب مات بتوقف القلب
وقد كان يقلب القلوب بمبضعه
يقول أبو العتاهية:
ما للطبيب يموت بالداء الذي=قد كان يبرئ مثله فيما مضى
ذهب المداوي والمداوى والذي=جلب الدواء وباعه ومن اشترىوصدق أبو العتاهية فكلهم أودوا وما على ظهرها من باق.
ويقول عنترة بن شداد وكأنه لا يثق بالطب:
يقول لك الطبيب دواك عندي=إذا ما جس كفك والذراعا
ولو عرف الطبيب دواء داء=يرد الموت ما قاسى النزاعا
وصدق أما الموت فلا دواء له لكن الطبيب يعرف بعض الأمراض ويعالجها وتشفى بإذن الله
ومثله قول أبي الحسن الربعي وفيه من التشاؤم الكثير:
وليس بمنجيك الطبيب بطبه=ولا نفسه مما تطيح الطوائح
وما كل حين يتبع السعد ربه=بل كل سعد ليلة النحس ذابح
ويقول عدي بن زيد:
أين أهل الديار من قوم نوح=ثم عاد من بعدهم وثمود
وأطباء بعدهم لحقوهم=ضلّ عنهم سعوطهم واللدود
وصحيح أضحى يعود مريضا=وهو أدنى للموت ممن يعود
وقال علي بن الجهم:
كم من عليل قد تخطاه الردى=فنجا ومات طبيبه والعود
وقال أبو العتاهية
وقبلك داوى المريضَ الطبيبُ =فعاش المريض ومات الطبيب
وقال آخر:
وكم من مريض نعاه الطبيب=إلى نفسه وتولى كئيبا
فمات الطبيب وعاش المريض=فأضحى إلى الناس ينعي الطبيبا
وأما ابن مقلة فقد خلط يأسا ورجاء يقول:
يمنيني الطبيب شفاء عيني=وهل غير الإله لها طبيب
ويأتي شاعر آخر فيرى أن الطبيب يفعل ما لم يحم القضاء يقول:
إن الطبيب له علم يدل به=ما دام في أجل الإنسان تأخير
حتى إذا انقضت أيام مهلته=حار الطبيب وخانته العقاقير
ويرى ابن نباتة السعدي أنما هي آجال تنقضي وأنفاس تبلغ الغاية
وعدد يصل النهاية
فتلبي النفس داعي الحق:
نعلل بالدواء إذا مرضنا=وهل يشفي من الموت الدواء
ونختار الطبيب وهل طبيب=يؤخر ما يقدمه القضاء
وما أنفاسنا إلا حساب= ولا حركاتنا إلا فناء
لكن الشاعر الأندلسي خلف بن فرج يتقيد بتعليمات الأطباء
ويسخر ممن لا يلقي لها بالا ويوعده بالسقم
فيقول:
يا آكلا كل ما اشتهاه=وشاتم الطب والطبيب
ثمار ما قد غرست تجني=فانتظر السقم من قريب
ويبدو أن الشاعر أبا العلاء المعري يكره الأطباء مع أنه فيلسوف يقول:
عجبي للطبيب يلحد في الخا=لق من بعد درسه التشريحا
ويقول أيضا ساخرا:
صدف الطبيب عن الطعا=م وقال مأكله يضر
كل يا طبيب ولا خلا=من الردى فلمن تفر
مع أنه من يقول:
مَن لي بتركِ الطّعامِ أجمعَ، إنّ الـ =ـأكلَ ساقَ الوَرى إلى الغَبَنِ
ومهما كان فلا بد للمريض من شكوى إلى الطبيب وهذا قول أبي تمام:
غير أن العليل ليس بمذمو=م على شرح ما به للطبيب
ويضع نفسه رهن يديه ويوكل أمره إلى الله ثم إليه فإن عوفي كان بها
وإن حصل خطأ طبي
فقد حصل لابن الرومي مثله فقال:
غلط الطبيب علي غلطة مورد=عجزت موارده عن الإصدار
والناس يلحون الطبيب وإنما=غلط الطبيب إصابة الأقدار
فهم مسلم أن الأخطاء الطبية قدر من الأقدار
وهذه إرادة الله الحي القيوم وأمضاها على يد الطبيب
كقول الآخر:
وإذا القضاء جرى بأمر نافذ=غلط الطبيب وأخطأ التدبير
ولا نلوم الطبيب فيما لا يلام على مثله وهذا قول هذا الشاعر:
نلوم الطبيب وما جرمه=وداء المنية داء عقام
لكن بعض الأخطاء لا يجوز أن تقع من الطبيب
ولهذا قال البحتري:
إذا ما الجرح رم على فساد=تبين فيه تفريط الطبيب
لكن بعض الأسباب تخفى على الطبيب كالأسباب التي تصيب
شاعرنا المتنبي فشكواه جلت أن تقال وما به أسمى من أن يشكى
يقول مع أنه مريض بالحمى:
يقول لي الطبيب أكلت شيئا=وداؤك في شرابك والطعام
وما في طبه أني جواد=أضر بجسمه طول الجمام
وعلى أية حال نسأل الله العلي القدير العفو والعافية فالحقيقة:
إن الطبيب بطبه ودوائه=لا يستطيع دفع مكروه أتى
إلا أن يشاء الله رب العالمين.
ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[05 - 08 - 2008, 04:12 ص]ـ
اسمحْ لي أيها الزينُ بمشاركتِك. قالَ الشاعرُ:
جَسَّ الطبيبُ يدي جهلا فقلتُ له: * إنّ المحبة َ في قلبي فخَلِّ يدي
ـ[عامر مشيش]ــــــــ[05 - 08 - 2008, 02:24 م]ـ
اسمحْ لي أيها الزينُ بمشاركتِك. قالَ الشاعرُ:
جَسَّ الطبيبُ يدي جهلا فقلتُ له: * إنّ المحبة َ في قلبي فخَلِّ يدي
أهلا بك أخي عبد العزيز
شكرا على المشاركة
الحب لا يظهر في الأشعة
ولا المختبرات الطبية
ـ[الوافية]ــــــــ[05 - 08 - 2008, 04:55 م]ـ
انتقاء مميز أخي زين الشباب.
سلمت يمينك وبورك المداد.
¥