تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[من أوابد الصعاليك .......... وحشية عبيد بن أيوب العنبري]

ـ[رؤبة بن العجاج]ــــــــ[25 - 07 - 2008, 06:02 م]ـ

الحمد لله على إحسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه,,

والصلاة والسلام على خاتم أنبيائه ومجتبى أصفيائه

وعلى آله ومن سار بهديه إلى يوم يبعثون

أسعد الله الحاضرين وحفظ وعافى الغائبين ..

هذه قصيدة وحشية كمنت لها حتى اصطدتها لكم من أوابد أشعار العرب ..

قائلها من ألائك الصعاليك الذين قال قائلهم:

ألم تعلمي أنّ الصعاليك نومهم ... قليلٌ إذا نام الخليُّ المُسالِمُ؟!!

جنوا الجنايات واجترّوا الجرائر وآجلوا الطوائل ..

فهم من واد إلى مخرم ومن مخرم إلى واد ..

هبوطاً صعوداً ..

وفق ما تمليه عليهم شياطين الهروب .. :)

وشاعرنا هو عبيد بن أيوب العنبري ..

من قبيلة بلعنبر من بني عمرو بن تميم ..

نجدي ..

ولا نجد يؤيه ولا حجاز يقيه .. :)

لص فتّاك ..

وصعلوكٌ هتّاك ..

لكن .. !!

لم تعقه هذه السُبّة المخوفة ..

أن يسلب الألباب بشعره

كما سلب الأرواح بفتكه

قال هذه الأبيات التي تصور بحق وجدان صعلوك مقفر ومتوحش مُصحر ..

فقد أقرانه وأعوانه

في غابات الرماح

ومستنقعات الدماء

وتحت أمطار السهام

وحوافر الطلب ..

واضطره فراره بحشاشته

أن يصاحب الوحوش والسباع

ويأنس بها دون أهل جنسه!!

أليس القائل في ذات قصيدته هذه:

فإني وبغضي الإنسَ من بعدِ حبها = وصبري عمَّن كنتُ ما إن أزايلهْ

لكالصقرِ جلى بعدما صادَ قنيةً = قديراً ومشوياً ترفُّ خرادلهْ

أهابوا به فازداد بعداً وصدّه = عن القرب منهم ضوءُ بَرْقٍ ووابلهْ

أزاهدةٌ فيَّ الأخلاءُ أن رأت = فتى مطرداً قد أسلمتهُ تبائلهْ

وقد تزهدُ الفتيانُ في السيفِ لم يكن = كهاماً ولم تعمل بغشٍ صياقلهْ!!

لله دره .. !!

أشجى وشَجَا .. :)

وهكذا هو الصعلوك ..

إما القتل ..

وإما أن يمن الله عليه برحمة من عنده ..

فلا تدفنوني إنّ دفني محرّم = عليكم ولكن خامري أمّ عامِر!!

لا أطيل عليكم ..

وأترككم والأبيات ..

سائلا الله أن يعينكم في غربتكم و وحشتكم عن لغة آبائكم وأجدادكم:) ...

قال عبيد بن أيوب العنبري التميمي:

كأن لم أقد سبحانكَ اللهُ فتيةً = لندفعَ ضيماً أو لوصلٍ نواصلهْ

على عَلَسيَّاتٍ كأنَّ هُوِيَّها = هُوِيَّ القطا الكدري نشَّت ثمائلهْ

وفارقتهم والدهرُ موقفُ فرقةٍ = عواقبهُ دار البلى وأوائلهْ

وأصبحتُ مثلَ السهمِ في قعرِ جعبةٍ = نضيا فضاً قد طالَ فيها قلاقلهْ

وأصبحتُ ترميني العدى عن جماعةٍ =على ذاكَ رامٍ من بدت لي مقاتلهْ

فمنهم عدوٌّ لي مخالٍ مكاشحٌ = وآخرُ لي تحتَ العضاهِ حبائلهْ

وعاديةٌ تعدو عليَّ كثيبةٌ = لها سلفٌ لا ينذرُ القتلَ قاتلهْ

فناشدتهم باللهِ حتى أظلني =من الموتِ ظلٌّ قد علتني عواملهْ

فلما التقينا لم يزل من عديدهم = صريعٌ هواءٌ للترابِ جحافلهْ

ولو كنتُ لا أخشى سوى فردِ معشرٍ = لقرَّ فؤادي واطمأنت بلابلهْ

وسرتُ بأوطاني وصرتُ كأنني = كصاحبِ ثقلٍ حطَّ عنهُ مثاقلهْ

ألم ترني حالفتُ صفراءَ نبعةً = لها ربذيٌّ لم تثلم معابلهْ

وطالَ احتضاني السيفَ حتى كأنهُ = يناطُ بجلدي جفنه وحمائلهْ

وجربتُ قلبي فهو ماضٍ مشيعٌ = قليلٌ لخلانِ الصفاءِ غوائلهْ

وساخرةٍ مني ولكن تبينت = شمائل بسامٍ عجالٍ رواحلهْ

قليلُ رقادِ العينِ تراكُ بلدةٍ= إلى جوزِ أخرى لا تبنُّ منازلهْ

على مثلِ جفنِ السيفِ يرفعُ آلهُ = مصاصاتُ عتقٍ وهو طاوٍ ثمائلهْ

أخو فلواتٍ صاحب الجن وانتحى = عن الإنس حتى قد تقضت وسائله

له نسب الإنسيِّ يُعْرَفُ نجرُهُ = وللجنِّ منه شكله وشمائلُهْ

ووادٍ مخوفٍ لا تسارُ فجاجهُ = بركبٍ ولا تمشي لديهِ أراجلهْ

به الأسدُ والأسباد من علقت بهِ = فقد ثكلتهُ عندَ ذاكَ ثواكلهْ

تباشرنَ بي لما برزتُ لعادةٍ= تعودتها والعادُ جمٌّ خوابلهْ

فقلتُ تنكبنَ الطريقَ لمختطٍ = أخي شقةٍ غولٍ على من ينازلهْ

فكلمتُ من لم يدرِ ما عربيةٌ = ومن عاشَ في لحمِ الأنيسِ أشابلهْ

فلما التقينا خامَ منهنَّ خائمٌ = وآخرُ ذو طيرٍ تحومُ حواجلهْ

فما رِمتُ جوفِ الغيلِ حتى ألفتهُ = وأعجبني أسرابهُ ومداخلهْ

فإني وبغضي الإنسَ من بعدِ حبها= وصبري عمَّن كنتُ ما إن أزايلهْ

لكالصقرِ جلى بعدما صادَ قنيةً = قديراً ومشوياً ترفُّ خرادلهْ

أهابوا به فازداد بعداً وصدّه = عن القرب منهم ضوءُ بَرْقٍ ووابلهْ

أزاهدةٌ فيَّ الأخلاءُ أن رأت = فتى مطرداً قد أسلمتهُ تبائلهْ

وقد تزهدُ الفتيانُ في السيفِ لم يكن = كهاماً ولم تعمل بغشٍ صياقلهْ

فلا تعترض في الأمرِ تكفى شؤونهُ = ولا تنصحن إلاَّ لمن هو قابلهْ

ولا تخذلِ المولى إذا ما ملمةٌ = ألمت ونازل في الوغى من ينازلهْ

ولا تحرم المرءَ الكريمَ فإنهُ = أخوكَ ولا تدري لعلكَ سائلهْ

هذا ..

ولنا عودة بإذن الله .. :)

والسلام,,,

ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[25 - 07 - 2008, 06:27 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عودا حميدا

طرح ماتع جدا ورائع

وكم شدني هذا البيت، عسى أن أوفق في شرحه

على عَلَسيَّاتٍ كأنَّ هُوِيَّها = هُوِيَّ القطا الكدري نشَّت ثمائلهْ

علسيات: إبل منسوبة لبطن من بني سعد، وهي ابل شديدة

والهوي: الهبوط السريع

والقطا الكدري: هي صفر الحلوق

واظنها سريعة جدا حتى وصف سرعة الإبل بها، ومن قريب هذا المعنى قول ابن المعتز

والآلُ ينزو بالصوى أمواجه = نزوَ القطا الكدريّ في الأشراك

والظلُّ مقرونٌ بكلِّ مطيّةٍ = مشى المهارِ الدُّهم بين رِماكِ

ونشت ثمائلة: أي طربت أوصاله

بيت أكثر من رائع وتشبيه أروع حيث شبه تلك الأبل الشديدة السريعة وهي تهبط بالقطا الأصفر الحلق الطربان الثمل

وتميز في البيت في دقة الوصف ...

فرح كثيرا بعودتك

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير