تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[ذو الرمة: حياته وشعره وتحليل فني لقصيدة من ديوانه]

ـ[أبو غسق]ــــــــ[02 - 09 - 2008, 01:14 م]ـ

السلام عليكم ولاحمة الله وبركاته

أعاد الله علينا شهر رمضان المبارك بالخير والبركة والصلاة والسلام على خاتم الانبياء والمرسلين، أما بعد؛

أقدم لكم إخواني مقتطفات من بحث متواضع أعدّه أحد الباحثين في مركز الدراسات والابحاث في فلسطين التابع لجامعة هايدلبرغ الالمانية قام بإعداد الباحث "جورج أنطون أبو الدنين".

مركز الدراسات والأبحاث – فلسطين

ذو الرمة

(حياته وشعره)

إعداد وتقديم:

جورج أبو الدنين

آذار 2008

* حياته

* شخصيته

* ثقافته

* شعره

* قصته مع ميّ

* آثاره الشعرية

* مكانته بين الشعراء

* أقوال أهل الأدب فيه

* وفاته

- حياته

هو غيلان بن عقبة من بني عدي بن عبد مَناة، لُقب بذي الرمة لقوله في بعض شعره يصف الوتد: "أشعث باقي رمّة التقليد". والرمة: القطعة البالية من الحبل، وأضيفت إلى التقليد لان الوتد يتقلد بها. وقيل لقّب بذي الرُّمة لأنه كان – وهو غلام- يتفزّع، فأتت به أمه مقرئ قبيلته، فكتب له معاذة في جلد غليظ، وعلّقتها أمه على يساره برمّة من حبل فسمّي ذا الرُمة، ويذكر صاحب الخزانة أن أمه فعلت ذلك لأنها خشيت عليه من الحسد، وقيل إن مية التي شغفت قلبه حبّا هي التي لقبته بذلك حين ألم بخبائها وطلب منها أن تسقيه ماء، وكان على كتفه رُمة، فلما أتته بالماء، وكانت لا تعرفه، قالت له: اشرب يا ذا الرُمة.

وُلد ذو الرمة بصحراء الدهناء بالقرب من بادية اليمامة، لأم من بني أسد تسمى ظبية، وكان له ثلاثة إخوة كلهم شعراء؛ هم مسعود وأوفى وهشام، وفي بعض الروايات أن أوفى ابن عمه، أما أخوه الثالث فاسمه جرفاس.

وقد ولد شاعرنا حوالي العام 77 للهجرة، وتعلم القراءة والكتابة، وإن الأخبار حول نشأته قليلة جدا*، ومن أخباره انه كان عالما بالكتابة، ويدل على هذا ما ورد في كتاب الأغاني قوله "أن عيسى بن عمر نقل أن ذا الرمة قال له: "ارفع هذا الحرف فقال له: "أتكتب؟ فقال بيده على فيه: "اكتم عليّ فإنه عندنا عيب! ".

وتدل أخباره رغم قلتها على انه كان ينزل الكوفة والبصرة، ويطيل النزول فيهما، منذ القرن الثاني للهجرة مادحا رجالاتها، فبدأ بهلال بن أحوز المازني عام 102 هـ، واتصل بعبد الملك بن بشر بن مروان، وبعده عمر بن هبيرة الفزاري، وخالد القسري وأبان بن الوليد، ومالك بن المنذر، وبلال بن أبي بُردة الأشعري، وانتقل بعدها إلى دمشق مادحا هشام عبد الملك، وبعدها إلى مكة ليمدح إبراهيم بن هشام المخزومي، ومن مدائحه قوله في بلال بن أبي بُردة:

بلال ابن خير الناس إلا نبوّة إذا نُشرت بين الجميع المآثرُ

نَماكَ أبو موسى إلى الخير وابنه أبوك وقيسٌ قبلَ ذاك وعامرُ

أسودٌ إذا ما أبدت الحربُ ساقها وفي سائر الدهر والغيوثُ المواطرُ

- شخصيته

من خلال النظر في شعر ذي الرمة ودراسته، نجد أن شاعرنا هذا متميز بالذكاء الشديد، والقدرة على الرد والتصرف في مختلف المواقف، كما كان محبّا ورقيق العاطفة، وكان ذا ورع ودين، وتميز بالحساسية تجاه الموضوعات العاطفية من حيث محبوبته مي وعلاقته بالصحراء والحيوانات.

وقد وصف نفسه في كثير من المواضع أما متفاخرا أو في مواضع الحرب أو المديح، فهو ذلك الشجاع، الحكيم، الورع التقيّ، والذي يدافع عن الحق، وتحدث عن مغامراته في الصحراء، وتحديه للمخاطر والموت، وهي الصفات التي نراها في جميع دواوين الشعراء.

وقد كان صاحبنا هذا شابا ورعاً، متديناً، فكان إذا فرغ من إنشاد شعره قال: "والله لأكسفنك بشيء ليس في حسبانك: سبحان الله والحمد لله، ولا اله إلا الله والله اكبر". وقد كان آخذا بمذهب أهل العراق في شرب النبيذ بإباحة شربه حيث كان يتردد إلى الكوفة والبصرة كثيرا، وهما لا تخلوان من الأماكن المخصصة لمثل هذا الشرب.

- ثقافته

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير