[من يضرب به المثل]
ـ[فائق الغندور]ــــــــ[29 - 08 - 2008, 12:13 ص]ـ
لسان حسان بن ثابت
يضرب به المثل في الذلاقة والطول والحدة. ويقال: شكره شكر حسان لآل غسان. ولما هجا النبي صلى الله عليه وسلم شعراء المشركين، كابن الزبعري وكعب بن مالك، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا رجل يرد عنا؟ فقال حسان: بلى يا رسول الله
وأشار إلى نفسه فقال له: اهجهم وروح القدس معك؛ فوالله إن هجاءك أشد عليهم من وقع السهام في غلس الظلام، والق أبا بكرٍ يعلمك تلك الهنات؛ فلما قال ذلك النبي صلى الله عليه وسلم أخرج حسان لسانه، ثم ضرب بطرفه أنفه، وقال: والله يا رسول الله ما يسرني به مقول من معدٍ! والله إني لو وضعته على شعرٍ لحلقه، أو على صخرٍ لفلقه.
قال الجاحظ: فلا ينبغي أن يكون حسان قال إلا حقاً وكيف يقول باطلاً والنبي صلى الله عليه وسلم يأمره، وجبريل يسدده، والصديق يعلمه، والله يوفقه!.
وقال غيره: من ظريف أمر حسان أنه كان يقول الشعر في الجاهلية فيجيد جداً، ويغبر فيوجوه الفحول، ويدعي أن له شيطاناً يقول الشعر على لسانه كعبارة الشعراء في ذلك؛ فلما أدرك الإسلام، وتبدل الملك بالشيطان، تراجع شعره وكاد يرك قوله؛ هذا ليعلم أن الشيطان أصلح للشاعر وليق به، وأذهب في طريقه من الملك.
ـ[فائق الغندور]ــــــــ[29 - 08 - 2008, 12:18 ص]ـ
.
سيف الفرزدق
يضرب مثلاً للسيف الكيل بيد الجبان.
وقصته أن جريراً والفرزدق وفدا على سليمان بن عبد الملك وهو خليفة، وأمه ولادة بنت
العباس العبسية، وأخواله بنو عبسٍ، وكانوا يتعصبون على الفرزدق، ويبغضونه لهجائه قيس
عيلان، ويحبون جريراً لمدحه إياهم، فقرظوا جريراً عند سليمان، وذموا الفرزدق، وكان
سليمان عازماً على قتل أسرى من أعلاج الروم، فجاء رجل من بني عبسٍ إلى الفرزدق؛
وقال له: إن أمير المؤمنين سيأمرك غداً بضرب عنق أسيرٍ من أسرى الروم، وقد علمت أنك
وإن كنت تصف السيوف وتحسن، فإنك لم تمرن بها وهذا سيفي إنما يكفيك أن تومئ به،
فيأتي على ضريبته وأتاه بسيفٍ ملثمٍ فقال له الفرزدق: ممن أنت؟ فحشي أن يقول: من
بني عبسٍ فيتهمه، فقال: من بني ضبة أخوالك؛ فعمل الفرزدق على ذلك ووثق به.
فلما كان من الغد وحضر الفرزدق والوفود دار سليمان، وجيء بالأسرى، أمر سليمان
واحداً منهم هائل المنظر أن يروع الفرزدق إذا أخذ السيف، ويلتفت إليه ويفزعه، ووعده
أن يطلقه إذا فعل ذلك؛ ثم قال للفرزدق: قم فاضرب عنقه، فسل سيف العبسي فضربه به
فلم يؤثر فيه، وكلح الرومي في وجهه، فارتاع الفرزدق، فضحك سليمان والقوم، فجاء جرير
وقال يعيره:
بسيف أبي رغوان سيف مجاشعٍ = ضربت، ولم تضرب بسيف ابن ظالم
ضربت به عند الإمام فأرعشت = يداك، وقالوا محدث غير صارم
فأجابه الفرزدق بقصيدةٍ منها:
ولا نقتل الأسرى ولكن نفكهم = إذا أثقل الأعناق حمل المغارم
فهل ضربة الرومي جاعلة لكم = أباً ككليبٍ أو أباً مثل دارم!
وقال أيضاً في الاعتذار من نبو السيف:
أيعجب الناس أن أضحكت سيدهم = خليفة الله يستسقى به المطر
لم ينب سيفي من رعبٍ ولا دهش = عن الأسير ولكن أخر القدر
ولن يقدم نفساً قبل ميتتها = جمع اليدين ولا الصمصامة الذكر
وقال أيضاً:
فإن يك سيفي خان أو قدر أبى = لمقدار يومٍ حتفه غير شاهد
فسيف بني عبسٍ وقد ضربوا به = نبا بيدي ورقاء عن رأس خالد
كذاك سيوف الهند تنبو ظباتها = وتقطع أحياناً مناط القلائد والسلام.
.
ـ[طاوي ثلاث]ــــــــ[29 - 08 - 2008, 12:37 ص]ـ
فائق يا فائق،
لقد أحسن الفرزدق التخلص.
لم ينب سيفي من رعبٍ ولا دهش *عن الأسير ولكن أخر القدر
ولن يقدم نفساً قبل ميتتها *جمع اليدين ولا الصمصامة الذكر
بارك الله فيك، و دمت في حفظ الله.
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[29 - 08 - 2008, 04:21 م]ـ
جزيت خيرا
ـ[فائق الغندور]ــــــــ[29 - 08 - 2008, 10:02 م]ـ
حلة امرئ القيس
تضرب مثلاً للشيء الحسن يكون له أثر قبيح، والمبرة يكون في ضمنها عقوق، والكرامة يحصل منها إهلاك.
وذلك ان امرأ القيس بن حجرٍ لما خرج إلى قيصر يستعينه على قتلة أبيه، ويستنجده في الاستيلاء على ملكه، قبله وأكرمه وأمده بجيشٍ، ثم لما صدر من عنده وشى الوشاة به إليه، وأخبروه بما يكره من شأنه، وخوفوه عاقبة أمره، فندم على تجهيزه، ثم اتبعه بحلةٍ مسمومةٍ عزم عليه أن يلبسها في طريقه؛ فلما لبسها تقرح جلده، وتساقط لحمه، واشتدسقمه؛ ففي ذلك يقول:
وبدلت قرحاً دامياً بعد صحةٍ = وبدلت بالنعماء والخير أبؤسا
ولو أن نوماً يشترى لاشتريته = قليلا كتغميض القطا حيث عرسا
فلو أنها نفس تموت صحيحةً = ولكنها نفس تساقط أنفسا
ثم لما نزل أنقرة مات بها؛ وإنما سمي ذا القروح لهذه القصة.
ـ[فائق الغندور]ــــــــ[30 - 08 - 2008, 11:24 م]ـ
حكم لبيد
يضرب مثلاً في الميت يبكى عليه، والغائب يخترم له، سنة واحدة، لأن لبيداً يقول:
إلى الحول ثم اسم السلام عليكما = ومن يبك حولاً كاملاً فقد اعتذر
وإلى هذا المثل يشير أبو تمام في قوله: ظعنوا فكان
بكاي حولاً بعدهم = ثم ارعويت وذاك حكم لبيد
¥