يا كاعباً تحمي بصارم أنفها = من كل صادٍ ورد ماءٍ الكوثر
شهد الرضاب وفيه خمرٌ مسكرٌ = فالثم ولا حرج بذاك المسكر
كلمتها من بعد تكليم الحشا = يا هند إن لم تسمحي لم أصبر
لا تتلفى بالصد مهجة مغرمٍ = فيصيب قومك سطوة من قسور
من فيصل ملك الجزيرة من سمى = للمجد حتى حل فوق المشتري
نصر الهدى وحوى الشجاعة والندى = ليث وغيثٌ للمقل المعسر
أضحى بخير أرومة لورامها = ذو همة بتطاولٍ لم يقدر
كفاه كف قد كفت أعداءه = والراحة الأخرى كمزن ممطر
أعراقه طابت فطاب فروعها = تعزي إذا نسبت لأطيب عنصر
من عصبة صبروا على نصر الهدى = وأذى العدى أكرم بهم من معشر
آوو إمام المسلمين محمدا = لما جفاه رئيس آل معمر
فدعى إلى التوحيد ضلال الورى = جهراً ولولا منعهم لم يجهر
وحموه من أعدائه بسيوفهم = مع ضعفهم وكفى بها من مفخر
ما هالهم جمع الخوالد إذ أتى = بمدافعٍ في قيلق مع عرعر
بل صابروه بنية وبحسبة =حتى تولى كالجهام المدبر
ووكذاك ما بالوا بتهديد أتى = من صاحب الحرم الشريف الحيدر
قاموا وما بالوا بلومة لائمٍ = من مرجفٍ ومخوف ومذر
بل هدموا أوثان شرك عظمت = ونهوا عن الأمر الشنيع المنكر
شنوا على أهل القرى غاراتهم = وعلى البوادي في الخلاء المقفر
حتى صفت لهم الجزيرة واجتنبوا = للعز من ورق الحديد الأخضر
وبنوا مفاخر جمة مشهورة = شهد العدو بها ولما ينكر
ولقد حضي هذا الإمام ونسله = من ذاك بالحض الوفي إلا وفر
ما زال يقفوا الأثر من أسلافه = بالنصر المشرع الأعز الأطهر
أفلا ترى أعلامه منشورة = للغزو بين سرية أو عسكر
فيغير في غور البلاد ونجدها = فوق النجائب والجياد الضمر
حتى أز به المهين دينه = وأذل كل معاندٍ متجبر
فانقادت الأعراب بعد عتوها = بالسمر والبيض الخفاف البتر
لا زال محفوظ الجناب مؤيدا = بالنصر والفتح المبين الأكبر
وعلى النبي وآله وصحابه = أزكى صلاة مثل نفع العنبر
تبقى مدى الأيام ما هب الصبا = سحراً على الروض الأنيق المزهر
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[25 - 07 - 2008, 11:45 م]ـ
مسكين الدارمي? - 89 هـ / ? - 708 م
ربيعة بن عامر بن أُنيف بن شريح بن عمرو بن زيد بن عبد الله بن عدس بن دارم بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم المعروف بمسكين الدارمي التميمي.
شاعر عراقي شجاع من أشراف تميم، لقب مسكيناً لأبيات قال فيها:
أنا مسكين لمن أنكرني ولمن يعرفني جد نطق
له أخبار مع معاوية، وكان متصلاً بابنه يزيد وزياد بن أبيه وكانت بينه وبين الفرزدق والأخطل وعبد الرحمن بن الحكم وعبد الرحمن بن حسان وشائج مودة وهجاء.
أبو نُوّاس
146 - 198 هـ / 763 - 813 م
الحسن بن هانئ بن عبد الأول بن صباح الحكمي بالولاء.
شاعر العراق في عصره. ولد في الأهواز من بلاد خوزستان ونشأ بالبصرة، ورحل إلى بغداد فاتصل فيها بالخلفاء من بني العباس، ومدح بعضهم، وخرج إلى دمشق، ومنها إلى مصر، فمدح أميرها، وعاد إلى بغداد فأقام بها إلى أن توفي فيها.
كان جده مولى للجراح بن عبد الله الحكمي، أمير خراسان، فنسب إليه، وفي تاريخ ابن عساكر أن أباه من أهل دمشق، وفي تاريخ بغداد أنه من طيء من بني سعد العشيرة.
هو أول من نهج للشعر طريقته الحضرية وأخرجه من اللهجة البدوية، وقد نظم في جميع أنواع الشعر، وأجود شعره خمرياته.
بدون تعليق