فَيا رَعى اللَهُ وَفداً بَينَ أَعيُنِنا = وَيَرحَمُ اللَهُ ذاكَ الوَفدُ ما رَحِما
هُم أَقسَموا لِتَدينَنَّ السَماءُ لَهُم = وَاليَومَ قَد صَدَّقوا في قَبرِهِم قَسَما
وَالناسُ باني بِناءٍ أَو مُتَمِّمُهُ = وَثالِثٌ يَتَلافى مِنهُ ما اِنهَدَما
تَعاوُنٌ لا يُحِلُّ المَوتُ عُروَتَهُ = وَلا يُرى بِيَدِ الأَرزاءِ مُنفَصِما
يا صاحِبي أَدرَميدٍ حَسبُها شَرَفاً = أَنَّ الرِياحَ إِلَيها أَلقَتِ اللُجُما
وَأَنَّها جاوَزَت في القُدسِ مِنطَقَةً = جَرى البِساطُ فَلَم يَجتَز لَها حَرَما
مَشَت عَلى أُفقٍ مَرَّ البُراقُ بِهِ = فَقَبَّلَت أَثَراً لِلخُفِّ مُرتَسِما
وَمَسَّحَت بِالمُصَلّى فَاِكتَسَت شَرَفاً = وَبِالمَغارِ المُعَلّى فَاِكتَسَت عِظَما
وَكُلَّما شاقَها حادٍ عَلى أُفُقٍ = كانَت مَزاميرُ داوُدٍ هِيَ النَغَما
جَشَّمتُماها مِنَ الأَهوالِ أَربَعَةً = الرَعدَ وَالبَرقَ وَالإِعصارَ وَالظُلَما
حَتّى حَوَتها سَماءُ النيلِ فَاِنحَدَرَت = كَالنَسرِ أَعيا فَوافى الوَكرَ فَاِعتَصَما
يا آلَ عُثمانَ أَبناءَ العُمومَةِ هَل = تَشكونَ جُرحاً وَلا نَشكو لَهُ أَلَما
إِذا حَزِنتُم حَزِنّا في القُلوبِ لَكُم = كَالأُمِّ تَحمِلُ مِن هَمِّ اِبنِها سَقَما
وَكَم نَظَرنا بِكُم نُعمى فَجَسَّمَها = لَنا السُرورُ فَكانَت عِندَنا نِعَما
وَنَبذُلُ المالَ لَم نُحمَل عَلَيهِ كَما = يَقضي الكَريمُ حُقوقَ الأَهلِ وَالذِمَما
صَبراً عَلى الدَهرِ إِن جَلَّت مَصائِبُهُ = إِنَّ المَصائِبَ مِمّا يوقِظُ الأُمَما
إِذا المُقاتِلُ مِن أَخلاقِهِم سَلَمَت = فَكُلُّ شَيءٍ عَلى آثارِها سَلَما
وَإِنَّما الأُمَمُ الأَخلاقُ ما بَقِيَت = فَإِن تَوَلَّت مَضَوا في إِثرِها قُدُما
نِمتُم عَلى كُلِّ ثارٍ لا قَرارَ لَهُ = وَهَل يَنامُ مُصيبٌ في الشُعوبِ دَما
فَنالَ مِن سَيفِكُم مَن كانَ ساقِيَهُ = كَما تَنالُ المُدامُ الباسِلَ القَدَما
قالَ العَذولُ خَرَجنا في مَحَبَّتِكُم = مِنَ الوَقارِ فَيا صِدقَ الَّذي زَعَما
فَما عَلى المَرءِ في الأَخلاقِ مِن حَرَجٍ = إِذا رَعى صِلَةً في اللَهِ أَو رَحِما
وَلَو وَهَبتُم لَنا عُليا سِيادَتِكُم = ما زادَنا الفَضلُ في إِخلاصِنا قُدُما
نَحنو عَلَيكُم وَلا نَنسى لَنا وَطَناً = وَلا سَريراً وَلا تاجاً وَلا عَلَما
هَذي كَرائِمُ أَشياءِ الشُعوبِ فَإِن = ماتَت فَكُلُّ وُجودٍ يُشبِهُ العَدَما
ـ[عامر مشيش]ــــــــ[10 - 10 - 2008, 05:21 م]ـ
جزاك الله خيرا يا إبراهيم
وقد أثبت الدكتور محمد حسين هيكل البيت لشوقي في مقدمة ديوان الشوقيات بالرواية المشهورة:
وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت=فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا
ـ[عامر مشيش]ــــــــ[25 - 05 - 2009, 05:48 م]ـ
نعم هي من قصيدة لأحمد شوقي يمدح الخديوي عباس ومنها:
أبا الحيارى ألا رأي فيعصمهم=فليس إلا إلى آرائك الهرب
باتوا يُرَجّون لما طال بوسهمو=والنفس عند اشتداد الخطب ترتقب
لن يعرف اليأس قوم أنت حصنهمو=وأنت رايتهم والفيلق اللّجب
عوّدتهم أن يبينوا في خلائقهم=وأنت عان بما عودتهم تعب
والصدق أرفع ما اهتز الملوك له=وخير ما عوّد ابنا في الحياة أب
وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت=فإن همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا
ـ[الأبرق]ــــــــ[26 - 05 - 2009, 04:45 م]ـ
عجبا للاختلاف حول هذا البيت وهو من مشهور أحمد شوقي
وهو ضمن قصيدة له مطلعها:
يا راكب الريح حي النيل والهرما وعظم السفح من سيناء والحرما
والقصيدة مع البيت في ديوانه
ـ[الأبرق]ــــــــ[05 - 06 - 2009, 09:53 م]ـ
بيت شوقي: وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن تولت مضوا في إثرها قدما
وهو بيت لأحمد شوقي ضمن قصيدة له في ديوانه مطلعها:
وكلما شاقها شاد على أفق كانت مزامير داود هي النَّغما
فشطر البيت لأحمد شوقي وعجزه بخلاف ما هو مشهور عند الرواة
ـ[عامر مشيش]ــــــــ[05 - 06 - 2009, 10:40 م]ـ
بيت شوقي: وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن تولت مضوا في إثرها قدما
وهو بيت لأحمد شوقي ضمن قصيدة له في ديوانه مطلعها:
وكلما شاقها شاد على أفق كانت مزامير داود هي النَّغما
فشطر البيت لأحمد شوقي وعجزه بخلاف ما هو مشهور عند الرواة
مرحبا أخي الأبرق بل له البيتان الذي ذكرت والذي إليه أشرت.