وحلّت في الأخير رغبتنا منه محل القبول، حرصاً على هذه المقامة أن تضيع إن لم تسجل، وكم نفائس مثل هذه المقامة، وكم من رسائل، وكم من تحف فنية من أدب الهزل والنكتة، وكم من ملاحم شعرية، بلغت الآلاف من الأبيات! ما زالت مطمورة في أوراق الأستاذ، وفي حافظته العجيبة.
وإذا لم يحرص أمثالنا من تلامذة الأستاذ على استخراجها ونشرها ضاعت، وخسر الأدب والعلم خسارة لا تعوّض، وهاهي ذي المقامة الباديسية، وننبِّه إلى أن الأستاذ حذف منها كثيراً مما لا تسمح الظروف بنشره.
وما رأينا في حياتنا رفيقين جمع بينهما العلم والعمل في الحياة، وجمع بينهما الوفاء حين استأثر الموت بأحدهما -مثلما رأينا إمامي النهضة الجزائرية عبد الحميد بن باديس، ومحمد البشير الإبراهيمي، رحم الله الميت، وأمد في عمر الحي حتى يحقق للجزائر أمنيتها.
تلمسان
محمد الغسيري
[3] لا تمين: المين هو الكذب.
[4] الغزر: الكثيرة.
[5] الغُر: الأفعال الكريمة.
[6] المتضوع: المنتشر، والمنبعث.
[7] هذا تضمين لبيت بشار بن برد، يقول فيه:
بكِّرا صَاحبيَّ قبل ii الهَجير إنَّ ذاك النجاح في التبكير
[8] الطَّية: الحاجة والوطر.
[9] المهرية القود: هي الفرس الطويلة الظهر والعنق، والمهرية منسوبة إلى مَهَرة بن حيدان بطن من قضاعة، والقود الطوال، ومفردها قوداء وأقود، وهذا مضمن بيت المتنبي الذي يقول فيه:
ويُلِّمها خطة ويلمِّ ii قابلها لمثلها خُلِق المهرية القود
[10] الوديقة الصيخود: الوديقة: هي حر نصف النهار، والصيخود: الشديدة، والمعنى: ادفعا بالفرس الطويلة في عز الهاجرة والحر الشديد، والوديقة الصيخود: شدة الحر، أو الحر الشديد.
[11] لذع الهواجر: حرها الشديد.
([12]) شهري ناجر: قيل: صفر، وقيل: رجب، وقيل: كل شهر في صميم الحر فاسمه ناجر؛ لأن الإبل تَنْجُر فيه، أي يشتد عطشها حتى تيبس جلودها.
[13] دارج ونائل: أولاد دارج مجموعة قبائل ترجع أصولها إلى هلال بن عاصم جد القبائل العربية التي أغارت على شمال أفريقيا.
وأولاد نائل مثلهم، ولكنهم أكثر عدداً.
وسكناهم ما بين المسيلة (المحمدية) وطنبة في مقاطعة قسنطينة.
[14] هذا تضمين لبيت أبي نواس:
أقمنا بها يوماً ويوماً ii وثالثاً ويوماً له يوم الترحل خامس
[15] التفويف: من الفَوَف وهو الزهر.
[16] العَيْبَة: هي الوعاء الذي يوضع فيه المتاع.
[17] هي القيام بثورة جارفة تكتسح الاستعمار الفرنسي، وتنتزع بها منه حريتها واستقلالها، فهذه هي الأمنية التي كنا نتناجى بها ونعمل لتصحيح أصولها، وقد حققت الأمة الجزائرية الماجدة هذه الأمنية بعد نحو أربع عشرة سنة على أكمل وجه.
[18] آفلو: قرية نائية في جبل العمور من الجنوب الوهراني، وهذه القرية هي التي اختارتها السلطة العسكرية الفرنسية منفى لكاتب هذه الكلمات في أول الحرب العالمية الثانية فقضى فيها ثلاث سنوات.
ـ[خنساء الأوراس]ــــــــ[19 - 11 - 2008, 03:29 م]ـ
جزاك الله كل خير أخانا بحر السرور إن شاء الله
أتحفت قلوبنا بما أوردته لأستاذنا الأول الشيخ محمد البشير الإبراهيمي
وما زاد الموضوع تميزا أنه يتحدث فيه عن إمامنا الشيخ عبد الحميد بن باديس
بارك الله فيك وفيهما وجزاهما عنا كل خير