إن القول هو ما في القرآن من قوله} قل {للدلالة على أن ما بعدها هو من الغيب يوم نزل القرآن، فلن يقع في حياة النبي r وإنما بعده متأخرا في أمته قبل انقضاء الدنيا ومنه قوله:
• ? قل أرأيتم إن أصبح ماؤكم غورا فمن يأتيكم بماء معين {خاتمة الملك
• ? وقل الحمد لله سيريكم آياته فتعرفونها وما ربك بغافل عما تعملون {خاتمة النمل
وليس من القول ما في الكتاب من قوله} قل {كما في فاتحة الإخلاص والفلق والناس وكما في قوله} ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفا فيذرها قاعا صفصفا لا ترى فيها عوجا ولا أمتا {طه 105 ـ 107 وقوله} ويسألونك عن المحيض قل هو أذى {البقرة 222 وقوله} ويستفتونك في النساء قل الله يفتيكم فيهن {النساء 127 وقوله} قل إن الأولين والآخرين لمجموعون إلى ميقات يوم معلوم {الواقعة 49، وإن المثاني:
• ? إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا {المزمل 5
• ? أفلم يدبروا القول {الفلاح 68
• ? وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم أن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون {النمل 82
لتقع على القول في القرآن خاصة لأنه قد تضمن موعودات ثقيلة لن يسلم فيها إلا من تدبر القرآن، ولم تقع بعد منذ نزل القرآن إلى يومنا هذا ولو وقعت لأخرج ربنا دابة من الأرض تكلم الناس بما قصروا عنه من اليقين بآيات ربهم، ويومئذ يوقن الناس بقرب الساعة، وإن خروج الدابة لمن الآيات الخارقة الموعودة كما في قوله} سيريكم آياته فتعرفونها {ومن المثاني معه قوله} سأوريكم آياتي فلا تستعجلون {الأنبياء 37 وكما بينته في كلية الآيات.
ضرب الأمثال وتصريفها
لقد حوى القرآن ضرب الأمثال التي سيراها الناس في الدنيا، وليست الأمثال في القرآن هزلا ولا تسلية وكان حريا بالناس أن يعقلوها لولا قوله} وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون {العنكبوت 44
وإن المثاني:
• ? ولقد ضربنا للناس في هذا القرآن من كل مثل {الروم 58 الزمر 27
• ? ولقد صرفنا للناس في هذا القرآن من كل مثل {الإسراء 89
• ? ولقد صرفنا في هذا القرآن للناس من كل مثل {الكهف 54
لتعني أن من قرأ القرآن سيجد فيه مثل الذي آمن واتقى والذي كفر وعصى ومثل الذي أسلم لرب العالمين ومشى على الأرض هونا والذي استكبر في الأرض بغير الحق، ومثل الجماعة المسلمة الممكنة في الأرض مع طالوت وداوود وسليمان وذي القرنين ومحمد r بعد غزوة الأحزاب ونموذج القلة المؤمنة الخائفة كأصحاب الكهف، ومثل الذي ادكر ونجا والذي أعرض وهلك ومثل الذين نجوا برحمة الله من بأس الله في أيام الله والذين حق عليهم القول فدمرهم ربهم تدميرا.
الذكر
إن الذكر هو ما سيتذكر من القصص والحوادث الماضية التي نبأ بها الله في القرآن رسوله وخاتم النبيين r ، ليتذكرها من عقلها في القرآن إذا وقع مثلها في الدنيا.
إن قوله:
• ? لقد أنزلنا إليكم كتابا فيه ذكركم أفلا تعقلون {الأنبياء 10
• ? ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر {المكررة في القمر
• ? ص والقرآن ذي الذكر بل الذين كفروا في عزة وشقاق {ص 1 ـ 2
ليعني أن القرآن إنما حوى من القصص والحوادث الماضية ما سيقع مثله في هذه الأمة ليتذكرها من يعقل، وإن الذين يحسبون القرآن للتسلية كأنما هو قول هزل وما هو بالفصل ولا بالقول الثقيل لم يفقهوا منه نقيرا ولا فتيلا، أفلا يتدبرون القرآن، وقد أمر الله فيه بالذكر والتذكر والذكرى مع كل حادثة أو قصة سيقع مثلها في هذه الأمة، إذ الذكر حرف من الأحرف السبعة وجميع ما في القرآن منه سيتذكر مثله في هذه الأمة كما في قوله} يأيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ هم قوم أن يبسطوا إليكم أيديهم فكف أيديهم عنكم {المائدة 11 ومن المثاني معه قوله} يأيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ جاءتكم جنود فأرسلنا عليهم ريحا وجنودا لم تروها وكان الله بما تعملون بصيرا إذ جاءوكم من فوقكم ومن أسفل منكم وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا هنالك ابتلي المؤمنون وزلزلوا زلزالا شديدا إذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا {الأحزاب 9 ـ 12 ومنالذكر في القرآن قوله} وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم {الكهف 50 الإسراء 61 البقرة 34 وشبهه وبينته في كلية الآيات.
¥