[قواعد التفسير من خلال كتاب (بدع التفاسير) للغماري]
ـ[مولاي عمر]ــــــــ[07 Mar 2008, 08:02 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قواعد التفسير من خلال بدع التفاسير
لعبد الله محمد بن الصديق الغماري
1328هـ -1413م
1910م – 1993م
مدخل:
هذه محاولة متواضعة للإحالة على أحد أهم مظان قواعد التفسير الكثيرة والتي تناولها العلماء تحت عناوين مختلفة وضمنوها كتبا متعددة. فهذا كتاب بدع التفاسير لعبد الله محمد بن الصديق الغماري رحمه الله فيه مجموعة غير يسيرة من قواعد التفسير أشرت هنا إلى بعضها وقد كان البحث في أصله مساهمة في ندوة علمية نظمت بكلية الآداب بالجديدة جامعة شعيب الدكالي بالمملكة المغربية أرجو أن يكون مساهمة في التعريف بتراث علماء الغرب الإسلامي المعاصرين في الدراسات القرآنية
تعريف بالمؤلف:
هو عبد الله بن محمد بن الصديق الحسني الغماري الطنجي محدث المغرب لعصره ولد بطنجة سنة 1328 هـ 1910م وحفظ القرآن الكريم برواية ورش ثم حفص وأتقن رسمه رحل إلى فاس فالتحق بالقرويين فلما برع رجع إلى طنجة. ثم قصد مصر سنة 1349 هـ 1930م وحصل على عالمية الغرباء ثم عالمية الأزهر فاشتغل بالتدريس فيه وتفوق ثم عين مفتشا على الدروس وأجاز له كبار علماء عصره عمل بالسياسة فلم يوفق، واتهم في مصر بالتجسس واعتقل مدة ... فلما أفرج عنه عاد إلى مسقط رأسه. له مؤلفات عديدة جاوزت الستين وتوفي رحمه الله في طنجة بتاريخ 19 شعبان 1413 هـ 12 فبراير 1993 م.
تعريف بالكتاب:
استهل المؤلف كتابه بأبيات شعرية بين فيها أهمية الكتاب العلمية، ثم فصل مضمون تلك الأبيات في ما يمكن اعتباره مدخلا للكتاب بعد ذلك وضع مقدمة قال عنها انها:" تشتمل على مسائل هامة تنفع الناظر في هذا الكتاب خاصة وفي كتب التفسير والحديث عامة" وهذا مما يكاد ينفرد به حين يجمع بين القرآن والحديث وإن كان الغالب على الكتاب تفسير القرآن.
بعدها انتقل إلى التفسير و وقف عند تفسير بعض الآيات من سور القرآن الكريم مثل " البقرة، آل عمران، النساء،المائدة … "حتى بلغ ثمانية و أربعين سورة.
وبدأ بسورة البقرة ووقف عند تفسير أربعة عشر آية مختارة منها، ثم ثنى بسورة آل عمران فوقف مع تفسير ثلاث آيات …وهكذا مع كل سورة تناولها.وهو في ذلك ليس غرضه الاستقصاء بل التمثيل كما صرح بذلك قائلا:"ولم أقصد بهذا المؤلف استيعاب التفاسير المخطئة والخاطئة فإن ذلك غير متيسر لي الآن. وإنما قصدت ذكر مُثُل تكون نموذجا لما لم يذكر" وقال في موضع آخر "وله من هذه التفسير البدعية كثير، ليس غرضنا استقصاءها،وإنما ذكرنا هذين المثالين ليستدل بهما على غيرهما".
وطريقته غي العرض أن يذكر عند كل آية ما يختاره في تفسيرها،ثم يعقب بما يراه من بدع التفاسير فيها وهذا الغالب وإن كان قد يقتصر أحيانا على ما في الآية من بدع التفاسير ولعل ذلك حين لا تكون الآية في حاجة إلى تفسير. ولذلك وجدناه يقول عند قوله تعالى:"واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان":"هذا تفسير هذه الآية تفسيرا يلائم سياقها ويقتضيه نظمها من غير تكليف وقيل فيها وجوه من التأويل تعتبر من بدع التفاسير ونحن نبه عليها بحول الله"
وقد بتولى الرد على القول المبتدع في التفسير وقد يستعير ذلك من غيره ويتبناه كما فعل مع قوله تعالى:" ولقد همت به"فقد اكتفى بما نقله عن الرازي والزمخشري حين قال:" هذه الأقاويل من بدع التفاسير وقد أحسن ردها الزمخشري…" ثم قال "ويعجبني قول الإمام الرازي في هذا المقام"
وهوامش الكتاب غنية بالإضافات أنظر مثلا هامش الصفحة 64 و 65 و 68 و 81 و85
وختم البحث بخاتمة و وقفة مع التفسير الإشاري ثم نبذة جامعة عن التفاسير المشهورة.
وقد أشار في خاتمته أنه كتب الكتاب في ظروف خاصة فقال:"لا سيما وقد كتبناه في ظروف توالت علينا بالهموم و الأكدار"
جدة الكتاب وطرافته:
يعد كتاب الشيخ الغماري واحدا من الكتب الطريفة وقد تنبه المؤلف إلى جدة كتابه في ثلاثة مواضع منه: أولها في الأبيات التي استهله بها فقال:
هَذَا كِتَابٌ مَا سُبِقتُ بمثله =جَمُّ الفوائد نَاضِجُ الثمرات
مَهَّدت فيه مَسَائِلًا وَ قَواعِدًا = تنفي عن التفسير بعضَ هِنَات
جليت فيه حقائقًا لا يَنبَغِي = جَهلٌ بها لمفسِّرِ الآيات
¥