تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[مشروع إعداد المفسر (علم الصرف)]

ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[03 Jan 2008, 07:10 ص]ـ

الحمد لله الفتاح العليم، والصلاة والسلام على الرسول الكريم أما بعد:

فمن المطالب المهمة لطالب علم التفسير أن يكتسب العلوم والمهارات التي تعينه على اكتساب ملكة التفسير، وتعينه على تمييز الأقوال الصحيحة من الخاطئة في التفسير بالحجة والبرهان.

وقد كان هذا الأمر (إعداد المفسر) مشروعاً علمياً وحلماً طموحاً أسعى لتحقيقه منذ زمن، وكنت أسعى لإعداد مشاريع علمية تعين على تحقيق هذا المشروع العظيم الذي أرجو أن يكون له آثار عظيمة في نشر العلم النافع والدعوة بالقرآن العظيم على مراد الله جل وعلا ومراد رسوله صلى الله عليه وسلم.

وقد قطعت في هذا المشروع شوطاً لا بأس به، وأنهيت غالب مراحل التخطيط ولا زال قابلاً للإضافة، وبدأت التنفيذ منذ زمن على روية، وأحب أن أتباحث معكم أيها الفضلاء في تفاصيل هذا المشروع لعل الله تعالى يعين على إتمامه ويبارك فيه، وينتفع به طلاب علم التفسير.

وأنا أحب من الإخوة أن ينبهوني على ما يرون من الملاحظات أو الانتقادات حتى أستدرك ما يحتاج إلى استدراك.

وقد يكون من غير المناسب أن يطرح المشروع جملة فيضيع جملة لتشعب النقاش.

فلعلي أبدأ بحلقات فيه أخصص لكل حلقة موضوعاً محدداً تتم مناقشته، ونستفيد من آرائكم ونقدكم، بارك الله فيكم.

ولا مانع من قطع بعض الحلقات بمواضيع أخرى لغرض التنويع وإذهاب سآمة الرتابة في الطرح.

ولذلك سأذكرها غير مرتبة الأبواب، وبعضها في العلوم وبعضها في المهارات وأقتصر في كل موضوع على مثالٍ أو مثالين حتى لا يكثر الكلام فيملّ.

وأنا أعتذر لكم بادئ الأمر لأني أكتب بعيداً عن مكتبتي وليس لدي إلا محفوظاتي الإلكترونية، مما تم من مجمع التفاسير وغيره وفيه جملة صالحة من الأمثلة لعلها تفي ببيان المراد.

وهذا الموضوع في أهمية علم الصرف للمفسر.

وهو علم جليل القدر عظيم النفع قل من يعتني به، وهو معين على استنباط معانٍ صحيحة ربما لم يطرقها المفسرون، ومعين على معرفة بعض الأقوال الخاطئة في التفسير.

وسأذكر لكم مثالاً يوضح أهمية علم الصرف في تمييز بعض الأقوال الخاطئة في التفسير.

ففي معنى قوله تعالى: (يتساءلون) في سورة النبأ ثلاثة أقوال للمفسرين حسبما اطلعت عليه

وسأذكر لكم أولا ً هذه الأقوال، ثم أذكر ما له صلة بهذه المسألة من كلامهم في إعراب الآية معزواً ومرتباً حسب التسلسل التأريخي

ثم أعقب ذلك بمبحث في علم الصرف في معاني صيغة (تَفَاعَلَ) في كلام العرب، وتعدي هذه الصيغة ولزومها، وأثر دراسة هذا المبحث في معرفة القول الضعيف في الآية.

وقد أرفقت الملف ليقرأه من كان حريصاً على جودة التنسيق ممن كانت لديه الخطوط المستخدمة فيه.

ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[03 Jan 2008, 07:16 ص]ـ

التفسير

معنى قوله تعالى: {يتساءلون}

القول الأول: يتساءلون: أي يسأل بعضهم بعضا

قالَ أَبُو الْمُظَفَّرِ مَنْصُورُ بْنُ مُحَمَّدٍ السَّمْعَانِيُّ (ت:489هـ): (ومعنى {يَتساءَلُون} أي: يَسألُ بعضُهم بعضًا). [تفسير القرآن: 6/ 135]

قالَ مَحْمُودُ بْنُ عُمَرَ الزَّمَخْشَرِيُّ (ت:538هـ): ({يَتَسَاءَلُونَ}: يَسْأَلُ بعضُهم بعضاً، أو يَتَسَاءَلُونَ غيرَهم مِن رسولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والمؤمنينَ، نحوَ: يَتَدَاعَوْنَهُم ويَتَرَاءَوْنَهم). [الكشاف: 6/ 294]

قالَ فَخْرُ الدِّينِ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الرَّازِيُّ (ت:604هـ): (التساؤُلُ هو أن يَسألَ بعضُهم بعضًا، كالتقابُلِ). [مفاتيح الغيب: 31/ 4]

قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ القُرْطُبِيُّ (ت:671هـ): (والمعْنَى: عنْ أيِّ شيءٍ يَسْأَلُ بعْضُهُمْ بَعْضًا؟). [الجامع لأحكام القرآن: 19/ 169 - 170]

قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ النَّسَفِيُّ (ت:710هـ): ({يَتَسَاءَلُونَ}: يَسْأَلُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا، أَوْ يَسْأَلُونَ غَيْرَهُمْ مِنَ المُؤْمِنِينَ). [مدارك التنزيل:3/ 1914]

قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بْنَ جَزِيٍّ الكَلْبِيُّ (ت:741هـ): (ومعناه: يَسألُ بعضُهم بعضًا). [التسهيل: 172]

قالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الشَّوْكَانِيُّ (ت:1250هـ): (وَالمعنَى: عَنْ أيِّ شيءٍ يَسْأَلُ بَعْضُهُمْ بَعْضاً). [فتح القدير: 5/ 515]

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير