تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

رب اجعل هذا بلداً (هذا البلد)

ـ[محمد كالو]ــــــــ[04 Mar 2008, 06:18 م]ـ

رب اجعل هذا بلداً (هذا البلد)؟!

تدبر دعاء سيدنا إبراهيم الخليل عليه السلام في قوله تعالى: (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هََذَا بَلَدًا آمِنًا) (سورة البقرة: 126).

وقوله تعالى: (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا) (سورة إبراهيم: 35).

تجد أن التشابه كاد أن يكون تماثلاً تاماً، لو لم يرد اختلاف بين لفظ (بلداً) و لفظ (البلد)، فهل تؤدي الجملتان معنى واحداً بالرغم من وجود هذا الاختلاف؟

إن من يتدبر هاتين الآيتين، ويعود إلى مراجع آثارية وتاريخية وجغرافية ولغوية، يلاحظ أن المكان الذي أشار إليه سيدنا إبراهيم الخليل عليه السلام في آية سورة البقرة (هذا بلداً) بكة وهو مكان بيت الله الحرام، وأن الإشارة في آية سورة إبراهيم (هذا البلد) المعهود المسمى (مكة) آمناً، فالإشارة هنا موجهة إلى مكة المكرمة، التي كانت موجودة دون أن يكون هنالك اتصال بين مساكنها وبين مكان البيت.

لأن موقع بيت الله الحرام (بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ) (سورة إبراهيم: 37)

والذي سمي فيما بعد بوادي السيل، وبوادي إبراهيم، وهو غير الموقع الذي نشأت فيه مكة، حيث كانت تحيط بذلك الموقع وديان خصيبة ـ ولا زالت ـ أشهرها ثلاثة هي: وادي ذي طوى، ووادي بلدح، ووادي فاطمة، وكان أقرب الوديان إلى وادي إبراهيم هو وادي ذي طوى، الذي نشأت فيه نواة مكة المكرمة (انظر: صلاح الدين خليل الكلاس، التشابه منهج القرآن في فهم القرآن، الكتاب الأول من سلسلة التراث والمعاصرة أمام محكمة الأصالة، دار القادري، دمشق، الطبعة الأولى 1422هـ 2001م: 5 من المقدمة).

ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[06 Mar 2008, 03:14 ص]ـ

الحمد لله

قال الكرماني في البرهان في توجيه متشابه القرآن

قوله [رب اجعل هذا بلدا آمنا]

وفي ابراهيم [هذا البلد آمنا]

لأن [هذا] هنا اشارة الى المذكور في قوله [بواد غير ذي زرع] قبل بناء الكعبة

وفي ابراهيم اشارة الى البلد بعد الكعبة. /انتهى

والله أعلم

ـ[محمد كالو]ــــــــ[17 Nov 2008, 08:41 ص]ـ

الأخ المجلسي الشنقيطي

بارك الله فيك على هذه الفائدة والإضافة الجميلة.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير