[من بيان القرآن "تفسير سورة القدر ج 2]
ـ[الحسن محمد ماديك]ــــــــ[13 Jan 2008, 05:53 م]ـ
من بيان القرآن تفسير سورة القدر ج 2
الحسن محمد ماديك
من الغيب في القرآن
ومن الغيب في القرآن قوله:
• ? ولو ترى إذ فزعوا فلا فوت وأخذوا من مكان قريب وقالوا آمنا به وأنى لهم التناوش من مكان بعيد وقد كفروا به من قبل ويقذفون بالغيب من مكان بعيد ? سبأ 51 ـ 53
• ? قيل يا نوح اهبط بسلام منا وبركات عليك وعلى أمم ممن معك وأمم سنمتعهم ثم يمسهم منا عذاب أليم تلك من أنباء الغيب نوحيها إليك ما كنت تعلمها أنت ولا قومك من قبل هذا فاصبر إن العاقبة للمتقين ? هود 48 ـ 49
• ?حتى إذا رأوا ما يوعدون فسيعلمون من أضعف ناصرا وأقل عددا قل إن أدري أقريب ما توعدون أم يجعل له ربي أمدا عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول ? الجن 25 ـ 27
• ? قل اللهم فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون ولو أن للذين ظلموا ما في الأرض جميعا ومثله معه لافتدوا به من سوء العذاب يوم القيامة وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون وبدا لهم سيئات ما كسبوا وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون ? الزمر 46 ـ 48
• ? وما كان الناس إلا أمة واحدة فاختلفوا ولولا كلمة سبقت من ربك لقضي بينهم فيما فيه يختلفون ويقولون لولا أنزل عليه آية من ربه فقل إنما الغيب لله فانتظروا إني معكم من المنتظرين ? يونس 19 ـ 20
ويعني حرف سبإ أن الذين سيفزعون من العذاب الموعود في الدنيا سيؤمنون كما في قوله ? وقالوا آمنا به ? وهو التناوش الذي سيتعلقون به بأسباب النجاة، وهيهات نجاتهم إذ هي بالإيمان بالغيب من قبل، أي بموعودات القرآن يوم كانت غيبا قبل أن تصبح شهادة، وهو ما قذفوا به من مكان بعيد أي فرطوا فيه من قبل.
ويعني حرف هود أن قوله ? وأمم سنمتعهم ثم يمسهم منا عذاب أليم ? هو من الغيب الذي نبّأ الله به نوحا قبل أن يهبط من الفلك ونبّأ به رسوله بالقرآن خاتم النبيين ? فهو من الغيب في القرآن.
ويعني حرف الجن أن العذاب الموعود في الدنيا الذي سيراه المكذبون هو من الغيب في القرآن الذي أظهر عليه رسوله النبي الأمي ?.
ويعني حرف الزمر إجابة استفتاح النبي ? وهو قوله ? قل اللهم فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون ? وهو الموعود المتأخر في سياق خطاب المؤمنين ـ كما بيّنت في كليات من التفسير ـ وهو الفتح في يوم القيامة بعذاب الظالمين كما في قوله ? ولو أن للذين ظلموا ما في الأرض جميعا ومثله معه لافتدوا به من سوء العذاب يوم القيامة ? وتأخر ذكر الموعود المتقدم كما في قوله ? وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون وبدا لهم سيئات ما كسبوا وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون ? يعني الإهلاك في الدنيا.
ويعني حرف يونس أن الكلمة التي سبقت من ربنا وأخر بسببها العذاب عن المكذبين الذين عاصروا النبي ? هي وعده بتأخير العذاب إلى آخر الأمة، وأن العذاب الموعود في الدنيا والآيات الخارقة للتخويف والقضاء هما من الغيب في القرآن الذي لن يأتي به غير الله وأنه مما يجب على المؤمنين انتظاره لتكليف النبي ? بانتظاره فمن يرغب من المؤمنين عن وعد وعد به الله وكلّف نبيه ? بانتظاره.
من النبوة
? تلك القرى نقص عليك من أنبائها?
إن قوله ? تلك القرى نقص من أنبائها ولقد جاءتهم رسلهم بالبينات فما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا من قبل كذلك يطبع لله على قلوب الكافرين ? الأعراف 101 لمن المثاني مع قوله ? ذلك من أنباء القرى نقصه عليك منها قائم وحصيد وما ظلمناهم ولكن ظلموا أنفسهم فما أغنت عنهم آلهتهم التي يدعون من دون الله من شيء لما جاء أمر ربك وما زادوهم غير تتبيب وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد إن في ذلك لآية لمن خاف عذاب الآخرة ? هود 100 ـ 103 ويعني الحرفان أن ما تضمنه قصص القرآن من مصارع القرى التي أهلكت من قبل هو مما نبّأ الله به خاتم النبيين ? في القرآن وسيقع في هذه الأمة مثله والقرينة في حرف الأعراف أن قوم نوح قد أهلكوا كما في قوله ? وأغرقنا الذين كذبوا بآياتنا إنهم كانوا قوما عمين ? الأعراف 64 وأهلكت عاد كما في قوله ? وقطعنا دابر الذين كذبوا بآياتنا وما كانوا مؤمنين ?
¥