[الاتجاه الاجتماعي في التفسير ودوره في تأصيل العلوم الاجتماعية]
ـ[مولاي عمر]ــــــــ[23 Feb 2008, 02:47 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
[الاتجاه الاجتماعي في التفسير ودوره في تأصيل العلوم الاجتماعية]
الدكتور مولاي عمر بن حماد
التصميم
1ـ مدخل
2 ـ تعريف العلوم الاجتماعية ومظانها في القرآن
3 ـ الاتجاه الاجتماعي في التفسير
4 ـ الاتجاه الاجتماعي في التفسير بين مناهج التفسير
5 ـ صلة الإتجاه الاجتماعي في التفسير بالعلوم الاجتماعية
6 ـ خلاصة
1ـ مدخل
في تراثنا الإسلامي ملاحظة بارزة وقوية وهي مركزية القرآن الكريم و محوريته في كل ما أنتجته الأمة من علوم ومعارف وإن كان ذلك بدرجات متفاوتة، وهذا ما جعل الدكتور مصطفى الصاوي الجويني يقول:"ويهول الدارس أن يجد تراثا ضخما يتجه كله إلى خدمة النص القرآني". وهذا الموقع هو فرع من أصل، فوجود الأمة ثمرة من ثمار القرآن ولذلك سميت أمة القرآن، فهو روحها كما قال تعالى:"وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا" الشورى 52 وحياة الأمة بالقرآن لا بغيره قال تعالى:" أومن كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها" الأنعام 122. والأمة في محاولتها استعادة دورها ورسالتها تتجه إلى القرآن ثانية وهذا أكبر مؤشر على الرشد. ولا يضير هذه العودة إلى القرآن في شيء المحاولات البئيسة التي تهدف إلى صرف الناس عن القرآن وإن قدمت نفسها للناس على أنها تهدف إلى خدمة القرآن. فما أكثر المشاريع التي لا تزينها الشعارات البراقة من مثل إعادة قراءة القرآن أو المعنى الضائع في القرآن أو غير ذلك من الأوهام. ولقد قالها فرعون من قبل كما قال تعالى:" قال فرعون ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد "غافر 29 ولكن الله أخبر فقال عزمن قائل:" وأضل فرعون قومه وما هدى "طه 79
ومن ميزات هذه الندوة أنها تهدف إلى إعادة الأمور إلى نصابها وذلك حين يكون الموضوع هو العلوم الإنسانية و الاجتماعية من منظور إسلامي. ذلك لأن النظر يتعدد بتعدد الناظر والمنظور فيسلم بسلامة الناظر والمنظور ويضعف بضعف الناظر و المنظور.
هذه الندوة نقول من خلالها إن العلوم الإنسانية و الإجتماعية قد حكمتها البيئة التي أنتجتها وفيها من العلمية بقدر ما تسمح به البيئة التي أنتجتها والمنظور الذي يحكمها. وإذا مثلنا بعلم الاجتماع من بين العلوم الاجتماعية ف"إن المشكلة التي يعاني منها علم الاجتماع لم تصبه وحده فقط ولكنها تتعداه لتصيب جميع العلوم الاجتماعية والإنسانية، وتصيب بمقدار قليل العلوم الطبيعية وهي مرتبطة ارتباطا أساسيا بالنشأة الحديثة لهذه العلوم وبالتكوين العلمي والفكري لرواد هذه العلوم، فجميع العلوم سواء الاجتماعية أو الإنسانية عبارة عن مجموعة من المعلومات المنظمة و المنسقة وفقا للأفكار و المعتقدات و المظهر والظروف الاجتماعية و الخبرات الفردية والجماعية لمواضعيها وخبراتها، فقد نظم الغربيون ونسقوا علومهم تحت ضغط احتياجاتهم الفكرية و العلمية والأيديولوجية، لذلك جاءت هذه العلوم محملة بتصورات الغربيين ومبادئهم"
ثم إن أكثر الذي انتشر من ذلك في العالم الإسلامي لم يخرج عن هذا الإطارإذ:" يتفق علماء الاجتماع المعاصرون على أن علم الاجتماع في العالم الاسلامي يسير على خطى علم الاجتماع في الغرب حذو القذة بالقذة. فالنظريات و المناهج الغربية بل في أحيان كثيرة اللغة الغربية هي ما يجيده علماء الاجتماع في العالم الاسلامي ويعتبر هذا الأمر طبيعيا في مناخ تسوده التبعية المطلقة للغرب التي انتظمت كل المجالات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية"
ولسائل أن يسأل كيف جرى ما جرى وحينها:" لابد من الاعتراف أن كثيرا من شعب المعرفة قد توقفت في حياة المسلمين منذ زمن بعيد ونخص بالذكر هنا شعب المعرفة في العلوم الاجتماعية والإنسانية، الأمر الذي لم نلق له بالا بعد، ونظن أن التخلف والتوقف منحصر في العلوم التجريبية المادية فقط، مع أن أمر التوقف في العلوم الاجتماعية والإنسانية هو الخطر. ذلك أن التخلف في تلك العلوم هو سبب التخلف في العلوم المادية."
¥