[دراسة: الخطاب الإعلامي للإعجاز العلمي: (دراسة حالة على الإنترنت)]
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[04 Mar 2008, 12:11 ص]ـ
الخطاب الإعلامي للإعجاز العلمي: (دراسة حالة على الإنترنت)
وسام كمال
المصدر: شبكة إسلام أون لاين ( http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?c=ArticleA_C&cid=1178193429601&pagename=Zone-Arabic-Shariah%2FSRALayout) وفي المصدر بعض الرسوم البيانية المفيدة والمتعلقة بالموضوع.
تتنوع صور الخطاب الإعلامي للعلاقة بين الإسلام والعلم، فمنها: عرض الحقائق العلمية التي تبرهن على وجود إله واحد، أو استعراض حث الإسلام على طلب العلم والتعلم، أو مكانة العلم في تاريخ الحضارة الإسلامية، وصولاً إلى المنهج القرآني في النظر إلى الكون.
وفي العقدين الأخيرين، تصاعد صوت خطاب جديد مختلف عن تلك الأشكال السابقة، بدأ مع الدعاة والوعاظ وسرى إلى بعض كتب علوم القرآن. سمة هذا الخطاب أو التوجه التأكيد على "إعجاز" القرآن من مدخل العلوم الطبيعية ومقولاتها السائدة في هذا العصر.
هذا التوجه الجديد تلقفه الإعلام، مسانِدًا ومؤيِّدًا، وربما يرجع ذلك إلى عجائبيته أو غرائبيته، فضلاً عن أنه يملك طابعًا إيمانيًّا عاليًا، في مجتمع يعاني من قصور الوعي العلمي، وغلبة الإيمانيّ على التجريبي، فكان أنْ وجد ذلك التوجه مساره بين ركام التخلف العلمي، وإن تم التورط في جر القرآن إلى المختبر العلمي، ووضعه تحت مجهر العلماء؛ بهدف البرهنة على موافقة العلم للقرآن وإثبات أنه معجِز!
لكن قبل التطرق إلى الطريقة التي تُتداول بها أطروحات الإعجاز العلمي للقرآن على الإنترنت، أود الإشارة إلى أن الترويج لفكرةٍ ما، يحمل بعدين: تسويق الفكرة، والاستعداد النفسي للجمهور لتبني تلك الفكرة.
فعلى سبيل المثال، تسببت الرسوم المسيئة في بروز فكرة نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم، رغم قناعة كثيرين - على الأقل- بأن هناك مصائب أشد على المسلمين، كان أولى بهم الانتفاض ثورة عليها، وقد حاول العلماء والدعاة استنساخ هذه الغضبة مرات عديدة فيما بعد، ولكن نسبة التجاوب لم تكن أبداً على شاكلة حادثة الرسوم [1]. وهذا يعني أنه ليس ميزان الأحداث والأفكار - وحده - هو الذي يُحدث التأثير في وعي وسلوك الجماهير، الأمر الذي يدعونا إلى المزيد من محاولة فهم الجماهير، وسيكولوجية تبني أفكار بعينها، وإعدام أخرى، وهنا تدخل مسألة بناء الرسالة في تحديد قدرة الرسالة الإعلامية على استحواذ نسبة نجاح من انتقائية المتلقي.
الإعجاز والنوافذ الإعلامية
من السعودية – وتحديدًا حي العزيزية- بدأ الشيخ عبد المجيد الزنداني في أوائل الثمانينيات يقرع أبواب الإعلام، ويدعو إلى "الإعجاز" بصوت إعلامي عال، حيث أسس "الهيئة العالمية للإعجاز العلمي فى القرآن والسنة"، واكتسب خلال هذه الفترة صفة العالمية، وأصبح محط اهتمام العديد من وسائل الإعلام العالمية بأبحاثه ومناظراته مع بروفسورات الغرب" [2]. وكانت المساجد وقاعات المحاضرات المنفذ الذي تسللت منه وسائل الإعلام – وخاصة الفضائيات – إلى دعوة الزنداني.
ولكن التألق الإعلامي، الذي صاحب "المجد التليفزيوني" قد توهج في التسعينيات مع دخول د. زغلول النجار – ذي الخبرة الدعوية والعلمية معاً- للفضائيات، وانتشاره الإعلامي في مصر على المستوى الرسمي (التليفزيون المصري والصحافة القومية المصرية) في الوقت الذي تراجعت فيه جهود الزنداني نظراً للمضايقات الأمنية، وتوغله في الملف السياسي الشائك [3].
كانت الفضائيات – من بين وسائل الإعلام المختلفة - أكثر حشداً للعامة وإقناعًا بـ"الإعجاز العلمي" للقرآن الكريم، واشتبكت معها الصحف في تناول الظاهرة بالإيجاب والسلب، ثم انطفأ الاهتمام - لفترة - في الوسيلتين، حتى تلقفت الإنترنت الفكرة، وكانت بمثابة امتداد لتداولها، وإعادة إنتاجها جماهيريًّا، مع مداومة الاهتمام بها في وسائل الإعلام المختلفة.
¥