[تعليق الشيخ الجديع على كتاب" التنوير في أصول التفسير" للشيخ المقرئ المجيدي]
ـ[محمدالسعيدي]ــــــــ[02 Mar 2008, 12:23 م]ـ
[ color=#00008B][B][font=Simplified Arabic][size=5] بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولي الصالحين، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله النبي الصادق الأمين، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد ..
فقد اطلعت على كتاب " التنوير في أصول التفسير" لفضيلة الأخ المقرئ الدكتور عبدالسلام المجيدي وفقه الله، فألفيته كتابا قيما، قد وفق فيه مؤلفه إلى حسن التتبع والجمع والترتيب والتحقيق لأمهات مسائله وضرب الأمثال وغلبة حسن الاستدلال، وأحسبه محققاً للغاية لما من أجله أعد، فبارك الله في جهد المؤلف ونفع به، ورفع قدره في الدارين، وجعل كتابه هذا قائد خير لمن وقع له لفهم الكتاب العزيز.
وقد بدت لي بعض الملاحظات الطفيفة التي أرجو أن يوفق المؤلف لاعتباررها لطبعة تالية للكتاب، وهي كمايلي:
1 - ص 12، 236جاء ذكر كتاب " الفوائد المشوقة لعلوم القرآن" منسوباً لابن القيم، وهذا الكتاب في التحقيق لا تصح نسبته لابن القيم، وقد كنت لاحظت منذ سنين طويلة تزيد عن ربع قرن أن أسلوب هذا الكتاب يجافي منطق ابن القيم ومفرداته وطبيعة إنشائه، فوقع في نفسي منه. ولم أجد من عزاه لابن القيم، ووجدت وقتها من العلامات على كونه ليس له ماضمنه من القول بالمجاز، ومعلوم بوضوح تام إنكار ابن القيم للمجاز، بل بالغ حتى نعته بالطاغوت، في كتاب " الصواعق المرسلة" ثم وجدت من بعد من وافق ما كنت صرت إليه من عدم صحة نسبة هذا الكتاب لابن القيم، كالعلامة المحقق بكر أبو زيد، وعنايته بابن القيم متميزة منذ عهد بعيد. وكذا رأيت مثل ذلك لغيره أيضا.
2 - ص 13جاء ذكر" قانون التأويل" للغزالي نقلا عن ابن العربي في جملة ما ألف في (قواعد التفسير) والواقع أن هذا الكتاب رسالة صغيرة الحجم للغزالي مطبوعة يتحدث فيها عن التأويل بمصطلحه الكلامي الأصولي، وليست لها علاقة ظاهرة بقواعد التفسير.
3 - ص 91 ذُكرت (الصورة التاسعة) في جملة التفسير النبوي، وسيق لها حديث أبي هريرة في صفة الجنة، وفي آخر الحديث: اقرؤوا إن شئتم ... إلخ، وعد هذا الطرف من جملة بيان النبي صلى الله عليه وسلم، وليس كذلك، بل هذه الجملة مدرجة في الحديث من كلام أبي هريرة، جاء ذلك صريحا في رواية البخاري نصها:
قال البخاري (رقم: 4501): حدثنا علي ابن عبدالله، حدثنا سفيان، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
" قال الله تبارك وتعالى: أعددت لعبادي الصالحين مالاعين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر" قال أبو هريرة: اقرؤوا إن شئتم " فلاتعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين).
4 - ص 233ضمن كتب الناسخ والمنسوخ ملاحظتان:
الأولى: ذكر كتاب "الناسخ والمنسوخ" منسوبا لابن حزم الظاهري الإمام المعروف، وليس هذا صوابا، وإنماهو لشخص آخر يدعى (محمد بن حزم) هكذا طبع الكتاب منسوبا إليه، وليس لابن حزم الظاهري كتاب على هذه الصفة.
والثانية: ذكر أيضا في الكتب" الاعتبار" للحازمي، وليس هذا في الناسخ والمنسوخ في القرآن، إنماهو في ناسخ الحديث ومنسوخه.
وأحسب لو أضيف إلى المجموعة" نواسخ القرآن" لابن الجوزي لكان حسنا، فهو من أجل الكتب في الباب وأنفعها.
5 - ص 314، 315 في مدرسة التفسير في العراق ذكر ابن مسعود، ثم تحت عنوان " أشهر رجالها تلاميذه" وسيقت أسماء ستة من التابعين، لا إشكال في الأربعة الأولين منهم أنهم تلامذة ابن مسعود، لكن الخامس وهو عامر الشعبي، ليس من تلامذة ابن مسعود، فهو لم يدرك السماع منه. والسادس وهو الحسن البصري، ماهو من تلامذة ابن مسعود بلاتردد، وإنما كان أصحاب ابن مسعود بالكوفة، والحسن البصري. كان صبيا حين مات ابن مسعود، كما أنه كان يومئذ بالمدينة قبل أن يصير إلى البصرة، وابن مسعود يومئذ بالكوفة.
هذه مجموعة من الملاحظات السريعة التي بدت لي، وفي الطبعة بعض الأخطاء الطباعية، وليست كثيرة، كما وجدت بندرة بعض الملاحظات الإعرابية، كمافي سطر 1ص 241.
وفق الله الأخ المقرئ المجيدي ونفع به طلابه والمسلمين، ونفع بمؤلًّفه.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.
وكتب أبو محمد عبدالله بن يوسف الجديع
29/ 12/ 1428هـ
8/ 1/ 2008م
مدينة ليدز - بريطانيا [/ [/ size
ـ[أبو أنس العبسي]ــــــــ[07 Mar 2008, 01:18 ص]ـ
بارك الله فيك وفي الشيخ
ـ[المنصور]ــــــــ[07 Mar 2008, 08:13 م]ـ
أين أجد كتاب " التنوير في أصول التفسير" للشيخ المقرئ المجيدي
ـ[محمدالسعيدي]ــــــــ[08 Mar 2008, 06:28 ص]ـ
أين أجد كتاب " التنوير في أصول التفسير" للشيخ المقرئ المجيدي
أخي الفاضل، سيعاد طباعة الكتاب قريباً كما أخبرني الشيخ الدكتور عبدالسلام المجيدي، وسيضيف فيه بعض الاضافات، وسيثبت فيه بعض ملاحظات أهل العلم بعد أن عرضه على طائفةٍ منهم.