تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[مقال وسؤال: قراءة في كتاب: مفهوم العقل والقلب في القرآن و السنة (محمود الذوادي)]

ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[28 Jan 2008, 05:29 ص]ـ

في ما يلي قراءة (أو مراجعة) لكتاب د. محمد علي الجوزو: مفهوم العقل والقلب في القرآن و السنة.

أرجو مساعدتي في العثور على بحوث أو رسائل حول مصطلحي (العقل) و (القلب)؟

==============================

قراءة في كتاب: مفهوم العقل والقلب في القرآن و السنة (محمد علي الجوزو)

د. محمود الذوادي

المصدر: مجلة إسلامية المعرفة ( http://www.eiiit.org/eiiit/eiiit_article_read.asp?articleID=285&catID=257&adad=263)

عنوان الكتاب: مفهوم العقل والقلب في القرآن و السنة

تأليف: الدكتور الشيخ محمد علي الجوزو

الناشر: دار العلم للملايين، بيروت 1980م، 304 صفحة.

ظهر كتاب "مفهوم العقل والقلب في القرآن والسنة" في المكتبات العربية منذ 1980. ولعله حظي بنشر أكثر من مراجعة وتقويم لأفكاره في المجلات العربية. ومع ذلك يبقى محتوى الكتاب مرشحاً لمراجعات جديدة في الأمد القريب على الأقل. فمن جهة، إن مقولة الكتاب الأساسية لها علاقة وثيقة بموضوعات الساعة في ميادين البحث العلمي. فالبحوث في طبيعة العقل ونشاطاته والغوص في آليات الذكاءين الإنساني والاصطناعي وتتصدر اليوم أحدث قائمة البحوث التي يقوم بها العلماء المختصون في المجتمعات المتقدمة1. هل للحاسوب Computer أو الإنسان الآلي Robot عقل مفكر مثل الإنسان؟ هل سوف يبقى عقل بني البشر متفوقاً على برمجة الآلات الحديثة ذات الذكاء الاصطناعي في ميادين استعمال الرموز الثقافية مثل اللغة والعلم والفكر والقيم والمعايير الثقافية ... ؟ هذه التساؤلات ما هي إلا نزر جد قليل من الأسئلة المشاهدة التي تطرحها علوم الدماغ/العقل وبحوث الذكاءين الإنساني والاصطناعي. هناك إجماع اليوم بين الباحثين على أن الذكاء الاصطناعي يتصف بالبدائية والبساطة وذلك مقارنة بالذكاء الإنساني الذي يتميز بمستوى رفيع ومعقد من القدرة الذكائية.

ومن جهة أخرى فالكاتب يعرض رؤية مختلفة عما هو متعارف عليه اليوم في البحوث حول ظاهرتي التفكير والذكاء. فبينما يرجع العلم الحديث هاتين الظاهرتين إلى بنية المخ/العقل، يرى القرآن أن عمليات الذكاء والتفكير والعقلانية هي حصيلة التفاعل وتعاون بين العقل والقلب.

إنّ الخلاصات التي توّصل إليها مؤلف هذا الكتاب حول العلاقة بين القلب والعقل ذات أهمية خاصة بالنسبة للعلماء المسلمين وغير المسلمين المعاصرين على حد سواء. فمن ناحية يرى الجوزو أن لفظة القلب ليست مرادفة تماما لمفردة العقل كما ذهب إلى ذلك الفقهاء والعلماء المسلمون الأوائل. ففي نظره، لو كان الأمر كذلك لكان العكس أيضاً صحيحا، أي أن العقل هو القلب. ومن هذه الرؤية يصبح العقل مصدرا للمشاعر والأحاسيس والعواطف البشرية. إن في مثل هذا الاعتقاد كثيرا من الخلط في نظر الكاتب؛ فالقرآن والسنة يؤكدان أن هناك تشابها بين العقل والقلب على مستوى ما يمكن أن نسميه بجبهة التفكير. إذ أن القلب يشارك العقل في عمليات التفكير. وفضلاً عن ذلك تظل المشاعر والعواطف من سمات القلب المميزة له.

ومن ناحية أخرى، يميل العلم الحديث إلى القول بالقطيعة بين القلب والعقل. فوظيفة القلب، بالنسبة للعلم، تنحصر أساساً في دوره في ضخ الدم في جسم الإنسان، فأدبيات العلم الحديث لا تكاد تذكر أي شيء عن المقدرات المعرفية والإدراكية للقلب، فالمخ البشري الذي هو وعاء العقل2 صاحب سلطة شاملة في نظر العلم الحديث. ففي المخ يكاد يوجد كل شيء من أفكار ومشاعر وعواطف وإحساسات بشرية، كلها تخضع لتأثير المخ المهيمن.

وهكذا يتضح أن موقف العلم الحديث من علاقة القلب والعقل لا ينسجم مع رؤية القرآن والسنة لهذه العلاقة. فبينما ينحو العلم الحديث إلى الفصل بينهما، يؤكد القرآن والسنة على وجود وحدة وتميز بينهما في الوقت نفسه. ومن ثم يصعب التوفيق بين هاتين الرؤيتين إذا ما استمر الوضع على ما هو عليه.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير